الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفن‭ ‬في‭ ‬المعركة‭.. ‬أية‭ ‬معركة؟

بواسطة azzaman

الفن‭ ‬في‭ ‬المعركة‭.. ‬أية‭ ‬معركة؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

يجري‭ ‬توظيف‭ ‬الفن‭ ‬والجوائز‭ ‬لخدمة‭ ‬الأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الشمولية‭ ‬ومنها‭ ‬العربية‭. ‬نرى‭ ‬اليوم‭ ‬فيلماً‭ ‬أوكرانياً‭ ‬ينال‭ ‬جائزة‭ ‬الاوسكار‭  ‬لأنّه‭ ‬يوثق‭ ‬الهجمات‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬بلدات‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهذا‭ ‬الفيلم‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ليفوز‭ ‬أو‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬منصة‭ ‬الترشيح‭ ‬لولا‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬يساند‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬العالم‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬اليه‭ ‬الواقع‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬هوليوود‭ ‬ومنصات‭ ‬الجوائز‭.‬

هذه‭ ‬حقيقة،‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬يقولها‭ ‬بحسب‭ ‬هواه‭ ‬ومقتضى‭ ‬حاجاته‭ ‬وأولوياته،‭ ‬وخلاصتها‭ ‬انّ‭ ‬“كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬المعركة”،‭ ‬كما‭ ‬كنّا‭ ‬نسمع‭ ‬منذ‭ ‬سبعين‭ ‬أو‭ ‬خمسين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬ذلك‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬خطابات‭ ‬الزعماء‭ ‬العرب‭.‬

صراع‭ ‬أزلي‭ ‬سيبقى‭ ‬بين‭ ‬الأيديولوجيا‭ ‬والابداع‭ ‬الفني،‭ ‬ويبدو‭ ‬انّ‭ ‬فرص‭ ‬فوز‭ ‬الأيديولوجيا‭ ‬لها‭ ‬حيز‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬دائما‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬شعارات‭ ‬العالم‭ ‬الليبرالي‭ ‬المتحررة‭ ‬من‭ ‬القيود‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬واقع‭ ‬سياسي‭ ‬ضاغط‭ ‬وكاسح،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬تجاوزه‭ ‬الا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أصوات‭ ‬فردية‭ ‬ستضيع‭ ‬حتما‭ ‬في‭ ‬صخب‭ ‬الأصوات‭ ‬ذات‭ ‬المعنى‭ ‬السياسي‭ ‬المدوية،‭ ‬لاسيما‭ ‬حين‭ ‬تقرع‭ ‬الطبول‭.‬

وسائل‭ ‬الإنتاج‭ ‬الإعلامي‭ ‬والفني‭ ‬ذات‭ ‬الموازنات‭ ‬الكبيرة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬بالأفكار‭ ‬والثيمات‭ ‬والقضايا‭ ‬وتضعها‭ ‬كما‭ ‬تهوى‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬الأولويات‭.‬

‭ ‬نرى‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬اكبر‭ ‬منصات‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬باشتراكات‭ ‬سهلة،‭ ‬وهي‭ ‬نيتفلكس،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬والمراقب‭ ‬البسيط‭ ‬وليس‭ ‬الناقد‭ ‬المتمكن‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يلاحظ‭ ‬ان‭ ‬جميع‭  ‬ذلك‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬والمسلسلات‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بترويج‭ ‬الأفكار”‭ ‬المركزية”‭ ‬التي‭  ‬يجري‭ ‬ضخّها‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬الدعاية‭ ‬والاعلام‭  ‬والتعليم‭ ‬والتشريعات‭ ‬القانونية‭ ‬أيضا،‭ ‬وأهمها‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يُعرف‭ ‬بالمثلية‭. ‬اعمال‭ ‬هابطة‭ ‬فنياً‭ ‬ومعنوياً‭ ‬تقف‭ ‬واءها‭ ‬أنصاف‭ ‬المواهب،‭ ‬تنال‭ ‬شهرة‭ ‬عالمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأنها‭ ‬تتوافر‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬‮«‬‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‮»‬‭ ‬وتناصر‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأبواب‭. ‬وهناك‭ ‬نسبة‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬الشهرة‭ ‬تتصل‭ ‬بالترويج‭ ‬لعالم‭ ‬الجريمة‭ ‬والعنف‭ ‬والكائنات‭ ‬الفضائية‭ ‬المشوهة‭ ‬عن‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬الانسان‭ ‬الطبيعي‭ ‬بعد‭ ‬ادخال‭ ‬تحسينات‭ ‬جينية‭ ‬عليه‭.‬

‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬الاشعاع‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكوني‭ ‬،انَّ‭ ‬هناك‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬كانت‭ ‬تشكك‭ ‬بتناول‭ ‬البشرية‭ ‬لقاحات‭ ‬كورونا‭ ‬بأنواعها،‭ ‬وترى‭ ‬فيها‭ ‬تجارب‭ ‬عملية‭ ‬لتأهيل‭ ‬البشر‭ ‬لمرحلة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موجوداً‭ ‬في‭ ‬المخيلات‭ ‬الفنية‭ ‬والنطاقات‭ ‬المحدودة‭. ‬

إنّها‭ ‬معركة‭ ‬أخرى‭ ‬واسطتها‭ ‬الفن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أهداف‭ ‬غامضة‭ ‬وخاصة‭. ‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 584
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/03/12 - 1:58 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 11430 الكلي 9361967
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير