فاتح عبد السلام
يجري توظيف الفن والجوائز لخدمة الأهداف السياسية في كل مكان في العالم، وليس في الدول الشمولية ومنها العربية. نرى اليوم فيلماً أوكرانياً ينال جائزة الاوسكار لأنّه يوثق الهجمات الروسية على بلدات في أوكرانيا، وهذا الفيلم ما كان ليفوز أو يصل الى منصة الترشيح لولا الحرب الروسية الأوكرانية التي يساند فيها «العالم» الذي ينتمي اليه الواقع الفني في هوليوود ومنصات الجوائز.
هذه حقيقة، كل طرف يقولها بحسب هواه ومقتضى حاجاته وأولوياته، وخلاصتها انّ “كل شيء من اجل المعركة”، كما كنّا نسمع منذ سبعين أو خمسين أو ثلاثين سنة ذلك التعبير في خطابات الزعماء العرب.
صراع أزلي سيبقى بين الأيديولوجيا والابداع الفني، ويبدو انّ فرص فوز الأيديولوجيا لها حيز في الوجود دائما بالرغم من شعارات العالم الليبرالي المتحررة من القيود.
هناك واقع سياسي ضاغط وكاسح، لا أحد يستطيع تجاوزه الا من خلال أصوات فردية ستضيع حتما في صخب الأصوات ذات المعنى السياسي المدوية، لاسيما حين تقرع الطبول.
وسائل الإنتاج الإعلامي والفني ذات الموازنات الكبيرة هي التي تتحكم بالأفكار والثيمات والقضايا وتضعها كما تهوى في تصنيف الأولويات.
نرى الإنتاج الفني في اكبر منصات العروض التي تدخل في البيوت باشتراكات سهلة، وهي نيتفلكس، على سبيل المثال، والمراقب البسيط وليس الناقد المتمكن يستطيع ان يلاحظ ان جميع ذلك الإنتاج من الأفلام والمسلسلات على صلة بترويج الأفكار” المركزية” التي يجري ضخّها بقوة في مختلف دول العالم عبر الدعاية والاعلام والتعليم والتشريعات القانونية أيضا، وأهمها الشذوذ الجنسي الذي بات يُعرف بالمثلية. اعمال هابطة فنياً ومعنوياً تقف واءها أنصاف المواهب، تنال شهرة عالمية كبيرة لأنها تتوافر على نسبة معينة من « المثلية الجنسية» وتناصر النساء من هذه الأبواب. وهناك نسبة مماثلة في الشهرة تتصل بالترويج لعالم الجريمة والعنف والكائنات الفضائية المشوهة عن نسخة من الانسان الطبيعي بعد ادخال تحسينات جينية عليه.
من الطبيعي أن نجد وسط هذا الاشعاع الإعلامي الكوني ،انَّ هناك نسبة كبيرة من الناس كانت تشكك بتناول البشرية لقاحات كورونا بأنواعها، وترى فيها تجارب عملية لتأهيل البشر لمرحلة متقدمة في سلم ذلك العالم الذي لا يزال موجوداً في المخيلات الفنية والنطاقات المحدودة.
إنّها معركة أخرى واسطتها الفن من أجل أهداف غامضة وخاصة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية