في البدء لا بد من التنويه الى اهمية التعامل مع كلمتي التجار والأسعار بمعان متعددة أخرى.
يعمل التاجر كمجس لما يمكن بيعه في السوق والوقوف على عائده كي يحصل من وراء ذلك على ربحه، وبعكس هذا الحساب، لخطأ في الحساب والتقدير أو لأسباب خارجة عن الإرادة، سيتعرض التاجر الى خسارة.
يبدأ التاجر الحاذق بسؤال نفسه قبل أن يبدأ تجارته:
- ماذا يحتاج الناس الى شرائه؟
- ما هي ضرورة وأهمية ذلك بالنسبة لهم؟
- من هم العارضون لتلك البضاعة، وما هي أساليب منافستهم؟
- ما هي الأسعار الممكنة لبيع البضاعة؟
- كم يكلفني شراء البضاعة وعرضها للبيع؟
ومن خلال ما يتوصل اليه من أجوبة يقوم ذلك التاجر باتخاذ قرار دخوله السوق!
هذه العملية عندما تسير بمشروعية في ظروف السوق وأمانة التصرف سيكون ربحها حلالاً وسيشعر البائعون والمشترون بصلاح هذه التجارة، وبعكسه من ظروف احتكار وإملاء أسعار وغش في التعامل سيحصل ظلم من هذا الطرف أو ذاك.
يبدو أن “ساستنا” صعب عليهم أن يكونون حاذقين في ما يجب أن يؤدونه من عمل سياسي لا ينبغي له الا أن يكون في تحقيق مصلحة من يمثلونهم ويعملون في خدمتهم.
ان ما يدفع الناس الى الاستيلاء على المناصب السياسية أو حتى توليها دون كفاءة أو وجه حق، سيقود لا محالة الى فشلهم في تقدير احتياجات من يمثلونهم، أو عدم قدرتهم على تلبية تلك الحاجات، فيذهبون باتجاه الغش والخداع والسرقة. كما انهم قد يذهبون الى حكم الناس باسلوب ارهابي بوليسي مافيوي!، وقد يقودونهم الى الخراب والتهلكة!