الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نصر‭ ‬يلوح‭ ‬بباب‭ ‬رمضان

بواسطة azzaman

نصر‭ ‬يلوح‭ ‬بباب‭ ‬رمضان

علي السوداني

 

بارك‭ ‬الله‭ ‬جلَّ‭ ‬في‭ ‬علاه‭ ‬باليد‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬وتقصف‭ ‬وتقاتل‭ ‬وتقنص‭ ‬وترمي‭ ‬وتصنع‭ ‬الأداة‭ ‬الحاسمة‭ ‬،‭ ‬ومثلها‭ ‬التي‭ ‬تكتب‭ ‬وتتبرع‭ ‬وتتظاهر‭ ‬وتقاطع‭ ‬وتفضح‭ ‬وتنوّر‭ ‬وتحمّس‭ ‬وترتفع‭ ‬بدعاء‭ ‬نبيل‭ ‬خالص‭ ‬مستجاب‭ .‬

سيحبطكم‭ ‬ويقول‭ ‬لكم‭ ‬الجهلة‭ ‬أو‭ ‬المرتزقة‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬قلوبهم‭ ‬مرض‭ ‬،‭ ‬إن‭ ‬ثمن‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬العظيمة‭ ‬كان‭ ‬عالياً‭ ‬ومنه‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬وجريح‭ ‬ودمار‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬شاملاً‭ ‬وجوع‭ ‬وعطش‭ ‬ومرض‭ ‬مقيم‭ ‬،‭ ‬فردوا‭ ‬عليهم‭ ‬أيها‭ ‬الشرفاء‭ ‬الأحرار‭ ‬الأبطال‭ ‬بأن‭ ‬ملايين‭ ‬مملينة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬منحوا‭ ‬دماءهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والإستقلال‭ ‬والكرامة‭ ‬،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬أن‭ ‬تعيّر‭ ‬الجزائريين‭ ‬مثلاً‭ ‬لأنهم‭ ‬قدموا‭ ‬مليون‭ ‬شهيد‭ ‬ومثلهم‭ ‬جرحى‭ ‬حتى‭ ‬نجحوا‭ ‬بكنس‭ ‬المستعمر‭ ‬الفرنسي‭ ‬القذر‭ ‬من‭ ‬أرضهم‭ ‬الطاهرة‭ ‬وأعلنوا‭ ‬الإستقلال‭ ‬وأكلوا‭ ‬خبز‭ ‬الكرامة‭ ‬المبين‭ .‬

ما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الفائت‭ ‬هو‭ ‬معجزة‭ ‬أرضية‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مقياس‭ ‬ومثال‭ ‬شرف‭ ‬وغيرة‭ ‬وعفة‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬جرح‭ ‬استراتيجي‭ ‬عملاق‭ ‬سيبقى‭ ‬غائراً‭ ‬بجسد‭ ‬كيان‭ ‬اللقطاء‭ ‬الوحوش‭ ‬المستعمرين‭ ‬ومن‭ ‬وقف‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬حثالة‭ ‬الأرض‭ ‬وشواذها‭ ‬فكراً‭ ‬وجسماً‭ .‬

نحن‭ ‬بمواجهة‭ ‬مفتوحة‭ ‬مع‭ ‬حلف‭ ‬شرير‭ ‬إرهابي‭  ‬خسيس‭ ‬جبان‭ ‬فاقد‭ ‬شرف‭ ‬وضمير‭ ‬،‭ ‬وفيه‭ ‬من‭ ‬الجشع‭ ‬والنذالة‭ ‬والغباء‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬يبدع‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬الأبرياء‭ ‬العزل،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬حفر‭ ‬مقبرته‭ ‬الكبرى‭ ‬ومدفنه‭ ‬الأخير‭ ‬ليعيش‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بسلام‭ ‬وأمان‭ ‬وبهجة‭ ‬ونعمة‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ .‬

سياسة‭ ‬التدويخ‭ ‬والمراوغة‭ ‬والخداع‭ ‬مستمرة‭ ‬،‭ ‬فمرة‭ ‬بإلقاء‭ ‬مساعدات‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬وعندما‭ ‬يتراكض‭ ‬الجياع‭ ‬لتلقفها‭ ‬،‭ ‬تزخ‭ ‬عليهم‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الصهيونية‭ ‬المجرمة‭ ‬مطراً‭ ‬من‭ ‬رصاص‭ ‬وقنابل‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬ولا‭ ‬تبقي‭ ‬ولا‭ ‬تستثني‭ ‬،‭ ‬ومرة‭ ‬بتمثيلية‭ ‬ممر‭ ‬بحري‭ ‬لنقل‭ ‬المؤن‭ ‬من‭ ‬قبرص‭ ‬حتى‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬وهم‭ ‬يعرفون‭ ‬تماماً‭ ‬إن‭ ‬لدى‭ ‬غزة‭ ‬معابر‭ ‬كثيرة‭ ‬جاهزة‭ ‬لتسلم‭ ‬كل‭ ‬مساعدة‭ ‬وبسرعة‭ ‬وكلفة‭ ‬لا‭ ‬تذكر‭ !!‬

أما‭ ‬النظام‭ ‬الرسمي‭ ‬العربي‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬أصناف‭ ‬مشينة‭ ‬ومتهرئة‭ ‬مثل‭ ‬بضاعة‭ ‬فاسدة‭ ‬،‭ ‬فثمة‭ ‬العاجز‭ ‬والآخر‭ ‬الجبان‭ ‬والثالث‭ ‬الخائن‭ ‬والرابع‭ ‬المشارك‭ ‬بالمحرقة‭ ‬لأن‭ ‬لديه‭ ‬حساسية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فعل‭ ‬مقاوم‭ ‬شريف‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬يقع‭ ‬بباب‭ ‬الفترة‭ ‬المظلمة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الأمة‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يدوم‭ ‬وستنهض‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬الشاسعة‭ ‬لتكون‭ ‬قطباً‭ ‬دولياً‭ ‬قوياً‭ ‬يحفظ‭ ‬الحق‭ ‬وتهابه‭ ‬وحوش‭ ‬وحثالة‭ ‬الكون‭ ‬كله‭ .  ‬


مشاهدات 643
الكاتب علي السوداني
أضيف 2024/03/12 - 1:57 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 10:03 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 521 الشهر 2127 الكلي 10463076
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير