بارك الله جلَّ في علاه باليد التي تضرب وتقصف وتقاتل وتقنص وترمي وتصنع الأداة الحاسمة ، ومثلها التي تكتب وتتبرع وتتظاهر وتقاطع وتفضح وتنوّر وتحمّس وترتفع بدعاء نبيل خالص مستجاب .
سيحبطكم ويقول لكم الجهلة أو المرتزقة أو الذين في قلوبهم مرض ، إن ثمن معركة طوفان الأقصى العظيمة كان عالياً ومنه مائة ألف شهيد وجريح ودمار يكاد يكون شاملاً وجوع وعطش ومرض مقيم ، فردوا عليهم أيها الشرفاء الأحرار الأبطال بأن ملايين مملينة من البشر حول العالم قد منحوا دماءهم وأرواحهم من أجل الحرية والإستقلال والكرامة ، وليس من العدل أن تعيّر الجزائريين مثلاً لأنهم قدموا مليون شهيد ومثلهم جرحى حتى نجحوا بكنس المستعمر الفرنسي القذر من أرضهم الطاهرة وأعلنوا الإستقلال وأكلوا خبز الكرامة المبين .
ما وقع في السابع من تشرين الأول من العام الفائت هو معجزة أرضية عالية على كل مقياس ومثال شرف وغيرة وعفة ، وهو جرح استراتيجي عملاق سيبقى غائراً بجسد كيان اللقطاء الوحوش المستعمرين ومن وقف معهم من باقي حثالة الأرض وشواذها فكراً وجسماً .
نحن بمواجهة مفتوحة مع حلف شرير إرهابي خسيس جبان فاقد شرف وضمير ، وفيه من الجشع والنذالة والغباء ما يجعله يبدع ليس في قتل الأبرياء العزل، بل في حفر مقبرته الكبرى ومدفنه الأخير ليعيش العالم كله بسلام وأمان وبهجة ونعمة لا تنقطع .
سياسة التدويخ والمراوغة والخداع مستمرة ، فمرة بإلقاء مساعدات من الجو وعندما يتراكض الجياع لتلقفها ، تزخ عليهم آلة الحرب الصهيونية المجرمة مطراً من رصاص وقنابل لا ترحم ولا تبقي ولا تستثني ، ومرة بتمثيلية ممر بحري لنقل المؤن من قبرص حتى غزة ، وهم يعرفون تماماً إن لدى غزة معابر كثيرة جاهزة لتسلم كل مساعدة وبسرعة وكلفة لا تذكر !!
أما النظام الرسمي العربي فهو على أصناف مشينة ومتهرئة مثل بضاعة فاسدة ، فثمة العاجز والآخر الجبان والثالث الخائن والرابع المشارك بالمحرقة لأن لديه حساسية من كل فعل مقاوم شريف ، وهذا أمر يقع بباب الفترة المظلمة التي تعيشها الأمة ، لكن ذلك لن يدوم وستنهض هذه البلاد الشاسعة لتكون قطباً دولياً قوياً يحفظ الحق وتهابه وحوش وحثالة الكون كله .