تبديد المال العام .. بعنوان مذابح المدربين
حسين الذكر
تغيرت قواعد اللعبة ومناهج التدريب وأساليب الإدارة حتى اختفت شعارات وظهرت أخرى .. فكلنا نتذكر مقولات : ( المدرب اخر المستفيدين وأول المتضررين . وخسارة بشرف افضل من فوز سهل .. وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم ) .. لم يعد لهذه المأثورات صدى في سماء اللعبة فقد اصابها التلاشي حد المحو من قاموس كرة القدم ..
فيما طفت على السطح مصطلحات وان بدت غريبة ولا يمكن درجها ضمن مخاضات رحم اللعبة مثل : ( التسويق الرياضي وضغط الجمهور وتحكم السوشل ميديا وسيادة الفار ... ) مع انها لا تعد من صلب العملية التدريبية وكينونة اللعبة التي ينبغي ان تبقى أسيرة لفكي ( التكتيك والتكنيك ) الى آخر رمق وفقا لفلسفة كرة القدم .
الا ان العالم تغير والمضمون الاجتماعي بما يحويه من وشائج مرتبطة بالحياة والملفات الحيوية جعلنا نستسيغ دوي مفردات الإطاحات برؤوس المدربين بشكل مكثف فاق المعقول بالاندية والمنتخبات ..
العملية برمتها قد لا تبدو متسقة عقليا وان وجدت لها انصار بين المشجعين ، اذ ان المشهد بدى وكانه مدبر لأغراض غير رياضية بعد تمكن البعض من فك شفر اسرار الجيوش الالكترونية وادارتها ضمن سياقات تصب في خدمته بعيدا عن مضمون اللعبة ..
سؤال ينبغي ان يوضع على طاولة الفهم – حصرا – وان يخوض به اهل الاختصاص فقط .. ما هي مسؤولية الادارات جراء هذا الكم الكبير من ضحايا المدربين ؟
العملية في عالم الاحتراف مبررة باعتبار الادارات تملتك زمام المبادرة على ادارة مواردها ودفت امورها بمجوب القانون الاحترافي والعرف المصلحي ..
الا ان العملية في البلدان التي ما زالت تعيش مؤسساتها الرياضية على أموال الشعب المصروفة باسم الحكومة .. وتقع فريسة للتبديد بيد ادارات غير قادرة على توظيف الموارد وطنيا .. حتى غدت المؤسسات تموت سريريا في وقت ينتعش افراد الإدارة ( عموديا وافقيا ) ..
بحسبة بسيطة نرى ان بعض الإدارات تتولى بنفسها عملية التعاقد مع المدربين بعيدا عن اللجان الفنية وتمارس مصادرة الاختصاص وتفرض ارادتها وفقا لحصص ومردودات مالية – محسوبة بدقة - يتم تقاسمها بطريقة مفضوحة .. فلا غرابة ان أطاحت الإدارات نفسها بمن اختارتهم من المدربين عند اول اخفاق .
صحيح ان الخسارة طبيعية وتغير المدربين يعد من سنن كرة القدم .. الا ان الأمناء على المال العام يجب ان تكون عيونهم مفتوحة ولو بنسب معقولة للحد من ظاهرة تبديد الثروة الوطنية بغطاء مغشوش وتحت عناوين شتى .. !