منزل التوتنجي من أشهر وأجمل البيوت التراثية
تحفة معماريـة ومزار سيـاحي فـي الموصـل القديـمة
الـمـوصـل - حمدية الراشدي
شيده الوالي سعدالله باشا الجليلي بين عامي 1808-1817م وفق هندسة معمارية متميزة على مساحة من الارض قدرها 600م2 في الفترة العثمانية بمحلة القطانين في السرجخانة ضمن القصبة القديمة بأيمن الموصل ، وأن مصطفى محمد أغا التتونجي إشتراه من الوالي العثماني .. وتوالى على سكن البيت ورثة التوتنجي لاعوام عديدة ، حتى عام 1979 إشترتها دائرة الآثار والتراث من اصحابها الاصليين وأصبحت واحدة من البيوت التراثية التابعة لها يرتادها الزوار والسياح كتحفة معمارية وصرحاً من الزمن العريق .
حوش الدار
تتميز واجهات هذا البيت من الداخل التي تحيط بفناء واسع بانها مكسية جدرانها المطلة على حوش الدار بحجارة رخامية ، تحمل نقوشاً وزخرفة من القرآن الكريم وقصائد ..
فالعناصر المعمارية التي كونت هذا المبنى كان قد أستخدمت فيها مواد باهضة الثمن واجودها كالمرمر الموصلي والفرش والاقواس التي زينت ايوانها واطــــــــارات ابوابها وشبابيكها وجدرانها ..
ـ تعرّض بيت التوتنجي الى التدمير وأضرار جسيمة جراء الحرب الأخيرة 2017 . ـ وتم المباشرة بإعادة إعماره منذ بضع سنوات وفق أدق المواصفات التراثية الموصلية وعناية خاصة للمحافظة على معالمه الأولية التي امتاز بها .ـ وبدعم من منظمة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف Aliph) وبالتعاون مع جامعة بنسلفانيا والمكتب الإستشاري الهندسي في جامعة الموصل وبإشراف ومتابعة مفتشية آثار وتراث نينوى ومنقبي الآثار ..
تم إستخدام نفس مواد البناء التي كانت عليه قبل تدميره في اعادة إعماره الحالي كالجص والحجر والمرمر الموصلي (الفرش) وإعادة زخارفه ونقوشه وتصاميمه التراثية ..
واليوم بزخ أطلال صرح قصر بيت التوتنجي من بين الأنقاض وعاد من جديد الى عهده القديم ولكن بحلّة جميلة وحديثة يليق بمكانته التاريخية والروحية لدى أهل الموصل الاصلاء ..
ويتكون بيت التوتنجي الموصلي من عدة أجنحة ومرافق خدمية وهي كالآتي :
ـ فناء واسع (الحوش) تتوسطها حديقة ..ومما يلفت النظر الى ان معظم الأبنية الخاصة بالقصر والغرف قد أُنشِأت على (رهره) أو السرداب ويتوسطه نافورة ، والايوان الموصلي ذو الجدران السميكة تتخللها ما أشبه بالدولاب او الشباك في الحائط ، وبازلغ (الجلسة الصيفية) ، وخشيم اي مخزن وبيت للطيور ، والعليي (غرفة داخل غرفة ). والمضافة (غرفة الضيوف). القوتاغ (غرفة النوم )، وغرفة الخطار ، وغرفة الموني (المؤونة) بالإضافة الى جناح الحمّامات والصحيات .
مدخل معزول
وبيت خاص ومدخل معزول للخدم والحشم . ومطبخ خاص وبئر ماء والدرج والمحجلات والابواب الخشبية والشبابيك وفق المواصفات التراثية القديمة المعروفة للموصليين التي تميزت بها تلك البيوتات المتواضعة الضيقة في ازقة و(عوجات) المنطقة القديمة في اجواء تراثية بنكهة موصلية جاذبة ..ينتظر الإشارة للإذن بإفتتاحه واستقبال زواره للتجوال في جنباته ..