الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رفح وموقف نتنياهو الوقح

بواسطة azzaman

رفح وموقف نتنياهو الوقح

خليل ابراهيم العبيدي

دون الرجوع الى القيادة العسكرية ، أمر نتنياهو الجيش بوضع خطة لاجتياح رفح والقضاء على كتائب حماس الأربعة المقاتلة هناك ، وان يكون للخطة اتجاهين ، مقاتلة حماس وتهجير الفلسطينيين إلى أماكن لم يحددها نتنياهو ، كل ذلك وسط احتجاج دولي عارم بدأ من الرياض ومر بالبيت الأبيض ليصل إلى جوزيت كوريل ممثل الاتحاد الأوربي للسياسة الخارجية ، وهذا الاحتجاج يتركز على عاملين ، الاول أن رفح كانت بموجب ضغوط جيش الاحتلال كانت محلا لتجمع اكثر من نصف سكان قطاع غزة ، وقدرت الأوساط الدولية وجود ما يتراوح بين 1،200 --1،400 مليون نازح فلسطيني ، أما العامل الثاني فهو يتعلق بجمهورية مصر العربية التي تراقب عن كثب تصرفات إسرائيل في القطاع ، وأنها أبلغت إسرائيل بأن اجتياح رفح هو تهديد لمعاهدة السلام معها ، وأنها أبلغت الحكومة الإسرائيلية على لسان وفد مصري زار اسرائيل بأن مصر في حالة الاجتياح ستتخذ قرارا يقضي بإلغاء معاهدة السلام الموقعة زمن الرئيس الراحل أنور السادات ، وقامت مصر بالمقابل بتحشيد قوات نوعية ومقاتلة على طول الحدود المشتركة مع القطاع تحسبا لكل طارئ ومنعا لتدفق النازحين الفلسطينيين للأراضي المصرية . خوفا من تكرار عملية تهجير الفلسطينيين التي جرت عام 1948 ،أن مصر والدول العربية الأخرى يعمل كل من جانبه على حشد التضامن الدولي مع اهل غزة لمنع إسرائيل من اجتياح رفح ، وتعمل جهات عربية أخرى على إقناع حماس بقبول هدنة معقولة والتفاوض على إطلاق بعض الرهائن لتجنب الاجتياح لمحافظة رفح ، غير أن رهان نتنياهو على هذه المعركة يأتي في سياق عمله الدؤوب لاستغلال كل قضية من أجل استمرار الحرب ، لأن استمرار هذه الحرب ، يعني استمرار بقاء نتنياهو على رأس السلطة وإبعاد يد القضاء من ملاحقته جراء قضايا فساد مثارة بحقه ،

أن ما تتعرض له رفح جراء إصرار نتنياهو على حرب حماس فيها يشير إلى حصول اكبر كارثة إنسانية جراء تزاحم النازحين فيها من جهة والحقد الدفين لنتنياهو على حماس لانتصارها النوعي المسجل لها تاريخيا في 7 اكتوبر من العام الماضي ، واليوم وبرغم مواقف الويلايات المتحدة تجاه الفلسطينيين ، فإنها تحاول وبشتى الطرق منع إسرائيل بالدخول إلى رفح وفق اجتياح عسكري غير محسوب النتائج . والأيام القادمة ستكون الحد الفاصل بين نهاية المعركة في غزة أو بداية إبادة جديدة لشعب كان شريدا منذ العام 1948 ، واليوم قتيلا على يد جيش احتلال لا مثيل لجرائمه على مر التاريخ.

 


مشاهدات 249
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
أضيف 2024/02/14 - 4:25 PM
آخر تحديث 2024/08/30 - 9:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 104 الشهر 104 الكلي 9988726
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير