صفقة بايدن نتنياهو.. تقويم اولي

عبد الخالق الشاهر

ليس بالأمر الهين ان يطل رئيس الولايات المتحدة الامريكية ليقرأ على العالم صفقة لوقف العدوان على غزة وبالتفصيل أي بمراحلها الثلاث تنتهي بانسحاب جيش الاحتلال من غزة وإعادة كل أهلها الى منازلهم المدمرة بنسبة 80بالمئة  وإعادة اعمار غزة من لدن العرب وغيرهم ومن لدن (إسرائيل).. مع العرض ان الطرف الذي يدان بالإبادة الجماعية هو الذي يعيد البناء.. والأهم من ذلك ان بايدن لم ينس ان يوضح ان أمريكا مستعدة لدعم (إسرائيل) بكل مل تحتاجه وتقف معها دوما، وبدافع النصيحة المخلصة قال (( ان عزلة إسرائيل الدولية هي في تزايد ، وهذا ما ذكرته في مقالي امس .

موقف سلطة الاحتلال

الغريب في الامر ان الرئيس بايدن طرح الصفقة على انها خارطة طريق مقترحة من لدن حكومة الاحتلال ليرد عليها نتنياهو بالرفض مشترطا تحقيق حلمه المريض في القضاء على المقاومة رغم ان حتى الطفل يعي ان هذا من أحلام اليقظة مما يقودنا للتفكير ان الامر هو لإلهاء الرأي العام والنصب على عوائل الرهائن خصوصا وأن ضحايا غزة بلغ عددهم في اليوم نفسه بحدود 450 مدني بين شهيد وجريح.

موقف المقاومة

كان موقفهم إيجابيا للغاية فهو يحقق لهم حسب رؤيتهم وقف دائم للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بل هو في خلاصة الامر يعد استثمارا رائعا لنصر السابع من أكتوبر المجيد.. مع العرض ان بنود الصفقة مشابهة الى حد بعيد للصفقة الأخيرة التي وافقت عليها حماس.

التقييم الأولي

الثقة أساس كل حوار او اتفاق، والحقيقة تقول اننا نتعامل مع مجلس إبادة جماعية ومجرمي حرب وليس مجلس حرب.. نتنياهو وغانت مطلوبين للجنائية الدولية.. سموت ريتش اقترح ضرب غزة بقنبلة نووية.. ايزنكوت المحرض الأكبر على الإبادة.. فكيف يمكن الوثوق بهذا المجلس؟؟ ولنسأل أنفسنا: ماهي حجة نتنياهو الاستراتيجية الخطيرة!! التي أوقف صفقة الرهائن الأولى بموجبها وواصل ابادته الجماعية فجر اليوم التالي؟؟، وما الذي يمنعه من ان يقول بعد اكماله المرحلة الأولى ان وقف إطلاق النار كان لستة أسابيع وقد انتهت وأن حماس لديها كذا وكذا ويعود الى القتال؟؟ من سيمنعه؟؟ هل سيمنعه بلينكن الذي قال في إسرائيل انه جاء ليس كوزير فقط بل كيهودي جده نجى من الهولوكوست وأبو زوجته كذلك؟؟ ام بايدن العاجز والشريك في الإبادة الجماعية؟؟ فكيف بإكمال المرحلة الثالثة والتي حافز سلطة الاحتلال الوحيد فيها هو استلام جثث الرهائن من لدن سلطة هي لم تهتم للأحياء فكيف بالأموات؟؟يبدو ان بايدن كان يائسا من منافسة ترامب وبعد الحكم عليه توقع ان الجو بات مناسبا فقرر ان يحقق شيئا يخدم وضعه الانتخابي ولكنه سيتفاجأ بتقديري المتواضع بقرار المحكمة العليا ويعود الى فراشه فقد أتعبه نتنياهو كثيرا وضحك عليه كثيرا.بكل الأحوال تعد اية صفقة من هذا النوع ان صدقوا هي نصر حقيقي لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة.