إعتراف عابر
عماد جاسم
مغرم انا بهذا البوح الذاتي الذي يترجم صراخا موجعا لا تتحمله النفوس , ومغرم بعلاج الكتابة الصادقة التي تصدمنا قبل غيرنا بالحقيقية وتسعى لبث اليات التواصل العاقل بين البشر المحبين لروح التفاهم! اقول انني اعترف بصعوبة استيضاح رؤية الكثير من الاصدقاء الذي يرفعون راية الانكسار والخيبة معممين رؤيتهم على كل المواقف والحلول, ربما كانوا على حق في وقت تتضاعف فيه مناسيب الخيبة! الا ان تصدير خطاب الهزيمة هل سيكون نافعا ومجديا ؟ اليس من واجب العارفين , العمل الجمعي والتضامني لخلق بيئة مقاومة لكل انواع الفشل والتردي دون الاكتفاء بلغة الموت ؟ واعترف ايضا بعدم قدرتي تصديق صيغ الاستعلاء التي ترافق كتابات وتصورات البعض التي تحقر من خيارات الاخر وتوجهاته! اعترف ان الكثير منا يؤسس قناعته من مواقف شخصية وانا منهم في الكثير من الاحيان , في وقت يحتاج فيه هذا الوطن المبتلى ، تقديم شيء من التنازلات والاعتراف ان من معنا لايمكن ان يكون مثلنا , واننا ملزمون باحترام الكثير من قناعاتهم , ربما يرى ان ذلك انحدارا او قبولا بالتجاور مع قيم الخرافة, لكن الاكثر صوابا هو استثمار حكمة الحوار والتعاطي مع الحدث باعتباره (واقعا مرا)و لابد التصدي باليات الناشط المدني والمعرفي، متخذين من الواجب الاخلاقي منهجا للعمل الجمعي وليس الهروب , وددت القول اخيرا : ان هذا الاعتراف شيئ من مخاطبة الذات ومد الحوار مع المماثلين قبل المخالفين اذ لامجال للاختلاف في جوهر كبير الا وهو حب هذه البلاد ,وامنيات اعلاء شان الجمال والعدل فيها !