الحسّان يثمّن دور المرجعية ويشيد بإرث النجف
التنسيقي يؤيّد توجيهات السيستاني ويدعو لحصر السلاح وتحكيم القانون
النجف - سعدون الجابري
رحب الإطار التنسيقي، بتوجيهات المرجع الديني علي السيستاني عقب استقبال رئيس بعثة يونامي في العراق محمد الحسان، الذي وصل النجف أمس في اول زيارة له خارج بغداد. وقال بيان للاطار اطلعت عليه (الزمان) أمس (نُرحب بالبيان الصادر عن مكتب المرجع الأعلى عقب استقبال رئيس بعثة يونامي في العراق، ونُعرب عن تقديرنا العميق لما يصدر عن المرجعية العليا، ونؤكد التزامنا الكامل بترجمة توجيهاتها إلى خطوات عملية تعكس تطلعات الشعب)، داعيا الى (العمل على تجسيد المبادئ التي أكد عليها المرجع، وفي مقدمتها ضرورة اعتماد الكفاءة والنزاهة في اختيار القيادات، ومنع التدخلات الخارجية بكل أشكالها ومستوياتها، وتكريس سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، والتصدي الحازم لآفة الفساد). كما أعلنت قوى وأحزاب، تأييدها لما جاء في توجيهات المرجعية الدينية. وقالت في بيان أمس (نؤيد ما جاء في توجيهات المرجعية العليا، ودعم أي خطوة تهدف الى اصلاح الأوضاع). وكان السيستاني قد دعا الى إصلاحات جذرية تضمن سيادة البلد وتضع حداً للتدخلات الخارجية وتمد أسساً قوية لمكافحة الفساد وترسيخ الأمن والاستقرار. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (السيستاني استقبل في منزله الحسان والوفد المرافق معه، الذي قدم شرحاً موجزاً بشأن مهام البعثة الدولية والدور الذي تروم القيام به خلال المدة المقبلة)، ورحب السيستاني (بحضور الأمم المتحدة في العراق وتمنى لبعثتها التوفيق في القيام بمهامها)، وأشار إلى (التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد)، واضاف إنه (ينبغي للعراقيين، ولا سيما النخب الواعية أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار)، مشدداً على أن (ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات)، وتابع أن (أمام العراقيين مسار طويل الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك)، وعبّر السيستاني عن (عميق تألّمه للمأساة المستمرة في لبنان وغزّة وبالغ أسفه على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن فرض حلول ناجعة لإيقافها او في الحدّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانية الشرسة التي يمارسها الكيان الإسرائيلي). وكشف الحسان عن اتفاقه مع المرجع الديني، على العمل المشترك لتعزيز مكانة العراق وأمنه. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه بالسيستاني أمس (تشرفت كمبعوث خاص في العراق بلقاء السيستاني، واستمعت الى حكمته ورؤيته للمنطقة والعراق)، ولفت الى (مكانة السيستاني في العالم الإسلامي والعالمي)، واعرب عن (بهذا اللقاء ونصحه الذي غايته حماية الإنسان، في ما نقل تحيات الأمين العام الى السيستاني)، وتابع انه (اتفق مع المرجعية على العمل المشترك في تعزيز مكانة العراق)، مؤكداً (عدم القبول بالمساس بمقام المرجعية)، ومضى الى القول إن (المشورة التي يقدمها السيستاني، تحظى باحترام المبعوثين الخاصين)، واســـــــــــتطرد بالقول ان (الأمم المتحدة داعمة للعراق ومساعيها باقية نحو الاستدامة والتطور، برغم انتهاء حقبة اليونامي)، وأوضح الحسان ان (السيستاني طلب تنفيذ الأولويات بما هو صالح للعراق، ويعزز علاقته مع جيرانه، وان الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الاولويات وعدم التدخل إلا في المشورة). كما زار الحسان، معهد العلمين في النجف وكان في استقباله البرلماني والوزير الأسبق إبراهيم بحر العلوم. ورحب بحر العلوم بالمبعوث الأممي، متمنيا له (النجاح في اداء مهمته الجديدة)، وقدم بحر العلوم (شرحا مفصلا عن المعهد واهدافه ومساهماته العلمية والبحثية والاكاديمية، ونجاحه في استقطاب خيرة القامات العلمية العراقية في القانون والاعلام والعلوم السياسية)، واصفا (تجربة الامم المتحدة في العراق بانها مميزة). من جانبه، أشاد الحسان خلال لقائه الهيئة التدريسية والطلبة أمس (بمكانة النجف العلمية وإرث العراقيين الحضاري الممتد لآلاف السنين)، وأشار الى (رغبته في فتح أبواب التعاون مع المعهد)، مقدرًا (دور ملاكاته الأكاديمية في رفد البلاد بالكفاءات)، وشدد الحسان على (ضرورة تقديم النصح والمشورة لتحقيق الانفراج في مسيرة العراق وتثبيت دعائم الاستقرار، بما يمهّد لإنهاء المرحلة الانتقالية وتحقيق مستقبل أفضل للشعب العراقي).