الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حقيبة‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬المستنقع‭  ‬

بواسطة azzaman

حقيبة‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬المستنقع‭  ‬

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

‭ ‬فشل‭ ‬جميع‭ ‬وزراء‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬وتتوج‭ ‬الفشل‭ ‬فوق‭ ‬رؤوس‭ ‬الأشهاد‭ ‬مع‭ ‬آخرهم،‭ ‬اذ‭ ‬بات‭ ‬بوجودهم‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬اسمه‭ ‬المجرد‭ ‬،عبر‭ ‬اية‭ ‬حقبة‭ ‬تاريخية‭ ‬،علامة‭ ‬ثقافية‭ ‬نوعية‭ ‬ومشعة،‭ ‬خارج‭ ‬التأثير‭ ‬الثقافي‭ ‬الاشعاعي،‭ ‬لاسيما‭ ‬ان‭ ‬عنوان‭ ‬الحقيبة‭ ‬الوزارية‭ ‬يتضمن‭ ‬“الاثار‭ ‬والسياحة”‭ ‬وهما‭ ‬عنوانان‭ ‬كبيران‭ ‬من‭ ‬عناوين‭ ‬تسويق‭ ‬الثقافة‭ ‬كمنتج‭ ‬عالمي‭ ‬،‭ ‬كون‭ ‬العراق‭ ‬مهد‭ ‬الحضارات‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬اكتشافات‭ ‬آثارية‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬البعثات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬البلد‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الافادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬العراق‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬فالعراق‭ ‬بلد‭ ‬رسالي‭ ‬منذ‭ ‬الازل‭ ‬في‭ ‬ازمنة‭ ‬السلم‭ ‬والحرب‭.‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬مطبوع‭ ‬واحد‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬فنية‭ ‬ومعرفية‭ ‬وتسويقية‭ ‬عن‭ ‬المعالم‭ ‬الاثرية‭ ‬والكنوز‭ ‬الحضارية‭ ‬لبلدنا‭ ‬في‭ ‬وكالات‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬المهمة‭.‬

كما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مطبوع‭ ‬باللغات‭ ‬الحية،‭ ‬وفي‭ ‬الأقل‭ ‬الإنكليزية‭  ‬والفرنسية‭ ‬والاسبانية‭ ‬في‭ ‬مكتبات‭ ‬العالم،‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬نقل‭ ‬النتاج‭ ‬الثقافي‭ ‬العراقي،‭ ‬الى‭ ‬الآخر،‭ ‬دراسات‭ ‬وابداعات‭ ‬وفنونا،‭ ‬لمراحل‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬العراق‭ ‬المعاصر‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬قرن‭ ‬ماض‭.‬

لا‭ ‬تقل‭ ‬لي‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬مطبوعاً‭ ‬بلغة‭ ‬اجنبية‭ ‬يصدر‭ ‬فصلياً‭ ‬أو‭ ‬شهرياً،‭ ‬قل‭ ‬لي‭ ‬ما‭ ‬حجم‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬اسم‭ ‬العراق،‭ ‬وما‭ ‬مدى‭ ‬وصوله‭ ‬الى‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى،‭ ‬وما‭ ‬نوعية‭ ‬مادته‭.‬

أمّا‭ ‬الأزياء‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬تستلهم‭ ‬العمق‭ ‬الحضاري‭ ‬لبلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬في‭ ‬عروضها‭ ‬عبر‭ ‬مراحل‭ ‬تأسيسها‭ ‬فيكاد‭ ‬العالم‭ ‬ينسى‭ ‬ما‭ ‬قدمت‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬التألق‭ ‬بعد‭ ‬انكفاء‭ ‬العطاء‭ ‬ومحدوديته‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬خطط‭ ‬إعلامية‭ ‬تنهض‭ ‬به‭ ‬كمنتج‭ ‬عراقي‭ ‬له‭ ‬بريقه،‭ ‬كما‭ ‬الأزياء‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬علامة‭ ‬ثقافية‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

والمجلات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬الاسم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬تجاوزه،‭ ‬كل‭ ‬شهر،‭ ‬مثقف‭ ‬أو‭ ‬فنان‭ ‬أو‭ ‬أديب‭ ‬أو‭ ‬مفكر‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬ومغاربها،‭ ‬باتت‭ ‬نسياً‭ ‬منسياً،‭ ‬حتى‭ ‬أغلفتها‭  ‬وتصاميمها‭ ‬الفنية‭ ‬تثير‭ ‬الشفقة‭ ‬وتحكي‭ ‬قصة‭ ‬تراجع‭ ‬قاس‭ ‬في‭ ‬الاذواق‭ ‬والإمكانات‭.‬

العراق،‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬فيه‭ ‬صناعة‭ ‬او‭ ‬زراعة‭ ‬او‭ ‬تجارة‭ ‬الا‭ ‬في‭ ‬العناوين‭ ‬الفارغة،‭ ‬له‭ ‬الثقافة‭ ‬ذخيرة‭ ‬لا‭ ‬تنفد‭ ‬وعنواناً‭ ‬أبدياً‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬،‭ ‬فارغا‭ ‬ومُحبطا‭ ‬وكسيحاً‭ ‬وواهناً‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬ثقافة‭ ‬،‭ ‬بات‭ ‬معروفاً‭ ‬انّ‭ ‬من‭ ‬الاستهانة‭ ‬بكل‭ ‬القيم‭ ‬الذوقية‭ ‬والمعايير‭ ‬العلمية‭ ‬والمسارات‭ ‬الإبداعية‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬حقيبة‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬مستنقع‭ ‬المحاصصة‭ ‬الآسن‭ ‬وما‭ ‬ينجبه‭.‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 290
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/01/27 - 2:23 PM
آخر تحديث 2024/05/18 - 10:48 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 189 الشهر 6992 الكلي 9345030
الوقت الآن
السبت 2024/5/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير