الظُلم مِنْ شِيم النفوس
حسين الصدر
-1-
قال الشاعر :
الظلمُ مِنْ شِيم النفوسِ فانْ تجِدْ
ذا عِفةٍ فَلِعِلَةٍ لا يظلمُ
-2-
يشكو الكثيرون مما وقع عليهم من ظلم وحيف، فطعم الظلم مرُّ لا يُطاق، ولكنهم ينسون ما اجترحوه من مظالم بحق الآخرين ..!!
والظلم ليس له صورة واحدة وانما تتعدد صورُه وأشكالُه :
فالغش في التعامل مع الناس ظلم ،
والغِيبةُ ظلم ،
والاستحواذ على أموال الاخرين دون وجه شرعي ظُلم ،
كما ان اراقة الدماء والاعتداءات الجسدية من مصاديق الظلم .
-3-
ولا ينجو من ممارسة المظالم بحق الاخرين الاّ الابرار الذين راقبوا أنفسهم وحملوها على الانضباط والاستقامة بعيدة عن كل الوان الاساءة والعدوان على الاخرين .
-4-
وهناك فريق من الظالمين اشتهروا بالغلظة والعنف والقسوة والظلم حتى أصبحوا من مشاهير السفاحين والجلادين والمستهترين بالقيم الاخلاقية والانسانية .
وفي طليعة هؤلاء الحجاج بن يوسف الثقفي .
ونقل عن عمر بن عبد العزيز انه قال :
لو جاءت كل أمةٍ بجبارها وجئناهم بالحجاج لغلبناهم .
-5-
واذا كان معظم الظالمين يسومون الناس ألوان العذاب ، فان الحجاج لم تسلم من بطشه حتى الحيوانات ..!!
جاء في التاريخ :
ان رجلاً هرب مِنْ بطش الحجاج قال :
« مررت بقرية فوجدتُ كلباً نائما في ظل شجرة فقلتُ في نفسي :
ليتني كنتُ مِثْلَ هذا الكلب وكنت مستريحا مِنْ طلب الحجاج ،
وبعد ساعة عدتُ الى تلك الشجرة فوجدتُ الكلب مقتولاً تحتها فسألتُ عنه فقيل :
جاء أمر الحجاج بقتل الكلاب «
-6-
ونحن عاصرنا الطاغية المقبور الذي حكم العراق بالحديد والنار، وكان الانسان العراقي أرخص السلع في سوق طغيانه فوجدناه فاق الظالمين الذين سبقوه وزاد عليهم .
قال شاعر معاصر
بالنارِ يحكمُ والحديد
جبّار بغدادَ العنيدْ
فاق الطغاةَ فلا يقاس
بِهِ قديمٌ أو جَدِيدْ
وقال :
وجزاّر العراق الوغد
أنسى ألفَ حجّاجِ
بفيضٍ من دماء الشعب
أرسى برجه العاجي
فأفواجٌ مِنَ الاحرار
تذبحُ إثر أفواجِ
-5-
والمهم ان هناك مجاميع من شبابنا لم يعاصروه ولم يشهدوا مظالمه وجرائمه وأصبحت تنطلي عليهم أكاذيب عصابات الشر لتلميع صورته، ونحن ندعو الاحرار والحرائر الذين اصطلوا بنيران ظلمه الى كشف الحقائق وابرازها لئلا يقع احد فريسة التضليل.
Husseinalsadr2011@yahoo.com