الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القيادة الأصعب للعراق

بواسطة azzaman

القيادة الأصعب للعراق

محمد خضير الانباري

 

  تتناقلَ وسائلَ الإعلامِ على اختلافِ توجهاتها في نقلِ تفاصيلِ السباقِ الماراثوني، الذي تخوضهُ الكتلُ الفائزةُ في الانتخاباتِ البرلمانيةِ الأخيرة، سعيا لاقتناصِ أحدِ المناصبِ السياديةِ الثلاث: (رئاسةُ الوزراء، رئاسةُ الجمهورية، ورئاسةُ مجلسِ النواب) الذي يجري وفقَ منهجِ المحاصصةِ الثلاثي: ( القوميةَ والدينيةِ والطائفية)، الذي باتَ سمةً منْ سماتِ النظامِ السياسيِ الحديثِ في العراق، وكأنهُ قدرٌ لا فكاكَ منهُ.   تدورُ الاجتماعاتُ في الغرفِ المضيئةِ والمظلمةِ على حدٍ سواء، وتتصاعدَ المساومات، وكأنَ الأطرافَ تتقاسمُ غنائمَ معركةً انتصروا فيها، في اختيارَ قيادةٍ سياسيةٍ عليا لبلدٍ، يمتدُ تاريخهُ لسبعةِ قرون أو أكثر، والأسوأَ منْ ذلكَ في تكرارِ بعضِ الاسماءِ ممنْ احترقتْ صورهم، في الدوراتِ السابقة، لكنَ قدرَ النظامِ الانتخابيِ الحالي، الذي أعادهمْ للواجهةِ الثانية، رغمَ ما يلاحقُ البعضُ منهمْ منْ مؤشراتٍ سلبيةٍ على مسيرتهمْ السياسية، وبتزكياتِ خارجية منْ دولٍ أخرى، لا باختيارِ أبناءِ العراقِ أصحاب الحضارةِ العريقة.

   وللأسفِ الكبير، أنْ يبلغَ العراقُ هذا المستوى منْ التدهورِ السياسي. إنَ المناصبَ السياديةَ في الدولةِ العراقية، ينبغي أنْ يشغلها أصحابُ الكفاءةِ العلميةِ منْ حملةِ الشهاداتِ العليا في التخصصاتِ القانونيةِ والاقتصاديةِ والماليةِ والهندسية في هذهِ المرحلة، وممنْ يمتلكونَ التحدثُ بأكثرَ منْ لغةٍ أسوةٍ بقادةِ العالم، ولهمْ رؤيةٌ سياسيةٌ واضحة، وقدرةٌ على إدارةِ الدولةِ بحكمةٍ واتزان، بعيدا عنْ الصراعاتٍ الداخليةٍ أوْ الإقليمية.   سيواجهُ منْ يتولى قيادةَ الدولة، برئاساتها الثلاث، صعوباتُ وعراقيلُ جمةٌ في مسيرتهِ ، فأمامهُ اقتصادٌ متعبٌ مثقلٌ بالديونِ الداخليةِ والخارجية، وانقساما سياسيا واجتماعيا وقوميا ودينيا، بلغَ حدا أنْ تحتفلَ في مناسبتينِ لميلادِ النبيِ الأعظمِ والأوحدِ محمدْ (ص) فكيفَ يمكنُ لمسؤولٍ واحدٍ أنْ يجمعَ هذهِ الفئات المشتتة، ويوحدها تحتَ رايةٍ وطنٍ واحد. . .! وكيفَ يحافظُ على استقلالهِ قراره، دونُ أنْ ينحازَ لهذا التكتلِ أوْ ذاكَ ويرضي الجميع. أنَ منْ يتبوأُ هذهِ المناصبِ القياديةِ العليا، يجبَ أنْ يكونَ منْ أبناءِ هذا الوطنِ الحقيقيين، الذينَ عاشوا مآسيهُ وتجرعوا مرارةَ الظروفِ الصعبةِ التي مروا بها، ومنْ واكبوا الحروبُ والحصارُ وتصرفاتُ الأنظمةِ القمعية، والتخلفُ والصراعاتُ الطائفية، ممنْ يفكرونَ في مستقبلِ هذا البلد، وأطفالهُ الجياع، وشبابه، الذينَ يواجهونَ اليومُ سمومُ المخدراتِ التي تغرقُ شوارعهم، تائهينَ في الشوارعِ بلا تفكير، يرتكبونَ الفاحشةُ أوْ الجريمةِ في أيِ وقتٍ يسمحُ لهم. . لا منْ أصحابِ السوابق الجنائية، وبشهاداتِ الدكاكين، ثمَ تحولوا في يومِ وضحاها إلى أصحابِ المليارات. والإفصاحُ بوضوحَ عنْ ذممهمْ الماليةِ الحقيقية، ومنْ أينَ أتوا بالمالِ المنقولِ وغيرِ المنقول. فالقسمُ واليمين وحدهُ لا يكفي، كما يقولُ إخواننا المصريون: (قالوا للصِ احلف، قالَ أجاكَ الفرجُ ) . فالتساؤلُ هنا؛ هلْ تملكُ الكتلُ الفائزةُ الجرأة، لاختيارِ ثلاثِ شخصياتٍ حقيقيةٍ مستقلةٍ متنورةٍ علما وفقها، لتحملهمْ هذهِ المسؤوليةِ أمامَ اللهِ والشعب، وتعيدَ شيئا منْ بريقِ التاريخِ السياسيِ للعراقِ بعدَ عشرينَ عاما منْ التغيير، أمْ أننا سنظل، كما يقولُ المثلُ الشعبي، (نفسُ الطاسةِ ونفسِ الحمامِ ) . . .! أمْ سيأتي يومٌ مشرقٌ للعراق، بقيادةٍ ووجوهٍ غيرِ مكررة، تضيءَ سماءَ العراقِ نورا؟.

 

 

 


مشاهدات 51
الكاتب محمد خضير الانباري
أضيف 2025/12/01 - 6:09 PM
آخر تحديث 2025/12/02 - 12:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 35 الشهر 823 الكلي 12784728
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير