الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
‭ ‬الرحيل‭ ‬الموجع‭..‬كلمات‭ ‬للقلب‭ ‬والذاكرة‭

بواسطة azzaman

‭ ‬الرحيل‭ ‬الموجع‭..‬كلمات‭ ‬للقلب‭ ‬والذاكرة‭

جواد الحطاب

 

ما‭ ‬لم‭ ‬أقله‭ ‬للكبير‭ ‬‮«‬‭ ‬حسن‭ ‬العاني‭ ‬

‭- ‬1‭ ‬–

‭.‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الشبكة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الإعلام‭ ‬العراقي‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬العدد‭ ‬334‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬نيسان‭ ‬2019‭..‬

كتب‭ ‬القاص،‭ ‬والصحفي‭ ‬الرائد،‭ ‬الأستاذ‭ ‬حسن‭ ‬العاني‭ ‬مقاله‭ ‬الاسبوعي‭ ‬المعتاد‭ ‬‮«‬نواعم‭ ‬‮«‬‭ ‬وكان‭ ‬عنوان‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬‮«‬جواد‭ ‬الحطّاب‭ ‬“‭!!‬

فقط،‭ ‬وهكذا‭ ‬حاف،‭ ‬وهذا‭ ‬امتياز‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬عليه‭ ‬سوى‭ ‬العاني‭ ‬الكبير‭ ..‬

‭.‬في‭ ‬المقال‭ ‬تطرّق‭ ‬‮«‬ابو‭ ‬عمار‮»‬‭ ‬الى‭ ‬حادثة‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تصلح‭ ‬موضوعا‭ ‬لرواية‭ ‬غرائبية،‭ ‬او‭ ‬هي‭ ‬أصلا‭ ‬من‭ ‬‮«‬الواقعية‭ ‬السحرية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أسّس‭ ‬لها‭ ‬الحاج‭ ‬ماركيز‭..‬

فذات‭ ‬حماقة،‭ ‬أصدر‭ ‬‮«‬ديوان‭ ‬الرئاسة‮»‬‭ ‬إعماما‭ ‬شديد‭ ‬التوجيه‭ ‬مفاده‭ : ( ‬يمنع‭ ‬الصحفي‭ ‬حسن‭ ‬العاني‭ ‬من‭ ‬النشر‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬مطبوع‭ ‬عراقي،‭ ‬منعا‭ ‬باتا‭ )!!‬

بالتأكيد‭ ‬كان‭ ‬الإعمام‭ ‬مرعبا‭ ‬لنا‭ ‬نحن‭ ‬زملاء‭ ‬العاني،‭ ‬وكذلك‭ ‬لجميع‭ ‬محبّيه‭ ‬ومتابعي‭ ‬أعمدته‭ ‬اللاذعة‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭.. ‬لأن‭ ‬الكتابة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لممتهنيها‭ ‬هي‭ ‬الرئة‭ ‬التي‭ ‬يتنفس‭ ‬منها‭ ‬الكاتب‭ .‬

‭.‬كنّا‭ ‬–‭ ‬العاني‭ ‬وأنا‭ ‬–‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬إعلامية‭ ‬واحدة،‭ ‬هو‭ ( ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التحقيقات‭)‬،‭ ‬وأنا‭ (‬رئيس‭ ‬القسم‭ ‬الثقافي‭)‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الف‭ ‬باء‮»‬‭ ‬قلادة‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تتكرر‭.‬

ولا‭ ‬أحد‭ ‬ينكر‭ ‬اننا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬كنا‭ ‬نقتات‭ ‬على‭ ‬المكافآت‭ ‬التي‭ ‬تأتينا‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬‮«‬مكرمة‭ ‬‮«‬‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ننشره‭ ‬بمختلف‭ ‬المواضيع‭ ‬والتحقيقات،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬المدح‭ ‬فقط،‭ ‬للتاريخ‭.‬

ومنع‭ ‬أيّ‭ ‬واحد‭ ‬منّا‭ ‬من‭ ‬النشر،‭ ‬يعني‭ ‬انقطاع‭ ‬‮«‬الإمداد‭ ‬المادي‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬سنوات‭ ‬حصار،‭ ‬وتقشّف،‭ ‬وبإنقطاع‭ ‬الإمداد‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬المقطوع‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬سوى‭ ‬الاستسلام‭ ‬للراتب،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لمصروف‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬او‭ ‬يومين‭ ‬بالكثير‭.‬

‭.‬فماذا‭ ‬نفعل‭ ‬للعاني،‭ ‬المعلم،‭ ‬والصديق،‭ ‬والكاتب‭ ‬الماهر‭ ‬؟

‭… ‬وفعلنا‭ ‬ما‭ ‬نقدر‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ : ‬ان‭ ‬نضع‭ ‬اسماءنا‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬كتاباته،‭ ‬وحين‭ ‬تأتي‭ ‬‮«‬‭ ‬المكافأة‭ ‬‮«‬‭ ‬نسلّمها‭ ‬له‭ ‬وفوكاها‭ ‬‮«‬‭ ‬بوسه‭ ‬“‭.‬

‭.‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬أوكلت‭ ‬ألي‭ ‬‮«‬رئاسة‭ ‬تحرير‮»‬‭ ‬احدى‭ ‬الصحف‭ ‬الأسبوعية‭ ‬وهي‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬‭ ‬الإتحاد‭ ‬‮«‬‭ ‬الجريدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الواسعة‭ ‬الإنتشار‭ ..‬

وكان‭ ‬أول‭ ‬قرار‭ ‬لي‭ ‬–‭ ‬باعتباري‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ – ‬هو‭ ‬ان‭ ‬أقف‭ ‬بجانب‭ ‬صاحبي‭ ‬وصديقي‭ ‬العاني‭ ‬حسن‭ ..‬

فطلبت‭ ‬منه‭ ‬ان‭ ‬يكتب‭ ‬لي‭ ‬عمودا‭ ‬يصلح‭ ‬للصفحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وبإسم‭ ‬مستعار،‭ ‬ليتسنى‭ ‬لي‭ ‬صرف‭ ‬مكافأة‭ ‬مجزية‭ ‬له،‭ ‬فضلا‭ ‬عمّا‭ ‬سيأتيه‭ ‬من‭ ‬‮«‬تكريمات‮»‬‭ ‬متوقعة‭.‬

لكنّ‭ ‬قراري‭ ‬جوبه‭ ‬باعتراضات‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬العاني‭ ‬نفسه،‭ ‬وممانعته‭ ‬مصدرها‭ ‬‮«‬‭ ‬الخوف‭ ‬‮«‬‭ ‬عليّ،‭ ‬لأنه‭ ‬ممنوع‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭ ‬والنشر‭ ‬بأمر‭ ‬رئاسي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ان‭ ‬ابن‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬الأستاذ‮»‬‭ ‬نقيب‭ ‬الصحفيين‭ ‬العراقيين،‭ ‬أصدر‭ ‬أمرا‭ ‬يقضي‭ ‬بعدم‭ ‬النشر‭ ‬لأي‭ ‬‮«‬إسم‭ ‬مستعار‮»‬‭ ‬وبخلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬ستكون‭ ‬عقوبة‭ ‬الناشر‭ ‬شديدة‭!!‬

و»العقوبة‭ ‬الشديدة‮»‬‭ ‬يعرفها‭ ‬كل‭ ‬الإعلاميين‭ ‬العراقيين،‭ ‬وربما‭ ‬خبرها‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬‮«‬الرضوانية‮»‬‭ ‬و»بسماية‮»‬‭ ‬وبناية‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ !!‬

غير‭ ‬ان‭ ‬اعتراض‭ ‬العاني‭ ‬لم‭ ‬يفت‭ ‬في‭ ‬عضد‭ ‬اصراري‭ ‬على‭ ‬استكتابه‭ ‬وبإسم‭ ‬مستعار‭ !!‬

‭ ‬فاستجاب‭ ‬لإلحاحي‭ ‬مرغما،‭ ‬وهكذا‭ ‬إستلمت‭ ‬منه‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأعمدة‭ ‬الموقعة‭ ‬بإسم‭ ‬‮«‬‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬المنسي‭ ‬‮«‬،‭ ‬وهو‭ ‬أسم‭ ‬شائع‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬ريبة‭ ‬أيّ‭ ‬أحد،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وان‭ ‬جلّ‭ ‬الأعمدة‭ ‬‮«‬المنسية‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬‭ ‬الحبّ‭ ‬‮«‬‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬غيره‭.‬

‭- ‬2‭ ‬–

‭.‬حين‭ ‬استلمت‭ ‬رئاسة‭ ‬التحرير،‭ ‬إجتمعت‭ ‬بكادر‭ ‬الجريدة‭ ‬لأسمع‭ ‬منهم‭ ‬المعوّقات‭ ‬بقصد‭ ‬تجاوزها‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬تعاون‭ ‬جديدة‭..‬

كانت‭ ‬هناك‭ ‬مشاكل‭ ‬من‭ ‬صلاحيتي‭ ‬حلّها،‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬أحد‭ ‬متابعي‭ ‬النشر،‭ ‬قائلا‭ ‬انه‭ ‬مغبون‭ ‬وانه‭ ‬كان‭ ‬موعودا‭ ‬بـ»سكرتارية‭ ‬التحرير‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬غياب‭ ‬المسؤول‭ ‬المباشر‭ ‬عن‭ ‬الجريدة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ألحق‭ ‬به‭ ‬الحيف‭ .. ‬

فطلبت‭ ‬الأوليات‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬وبعد‭ ‬إطلاعي‭ ‬عليها،‭ ‬ارتأيت‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬أسلمه‭ ‬سكرتارية‭ ‬التحرير،‭ ‬فأصدرت‭ ‬أمرا‭ ‬إداريا‭ ‬بذلك‭.‬

وأيضا‭ ‬بحكم‭ ‬اختصاصي‭ ‬الأدبي،‭ ‬وإشتغالي‭ ‬‮«‬مصحّح‮»‬‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مطبوع،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬ان‭ ‬أتساءل‭ ‬عمن‭ ‬يمسك‭ ‬قسم‭ ‬التصحيح،‭ ‬فنهض‭ ‬أحد‭ ‬الشباب،‭ ‬وقال‭ ‬انه‭ ‬هو،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بمهام‭ ‬‮«‬القسم‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬راتب،‭ ‬أو‭ ‬مكافأة‭..‬

فأشرت‭ ‬اليه‭ ‬باني‭ ‬سأعفيه‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬وأتولاها‭ ‬تخفيفا‭ ‬عنه،‭ ‬لأن‭ ‬المواد‭ ‬اولا‭ ‬وأخيرا‭ ‬سوف‭ ‬تصلني‭ ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬يبتّ‭ ‬بالنشرمن‭ ‬عدمه،‭ ‬وأجعله‭ ‬متفرغا‭ ‬للتصحيح‭ ‬فقط‭.‬

الطروحات‭ ‬الأخرى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬تذكر،‭ ‬فأنهيت‭ ‬الاجتماع،‭ ‬طالبا‭ ‬ممن‭ ‬لديه‭ ‬شيء‭ ‬خاص،‭ ‬أن‭ ‬يمرّ‭ ‬علي‭ ‬فـ»الباب‭ ‬مفتوح”‭.‬

‭.‬

انصرف‭ ‬الجميع‭ ‬الا‭ ‬مسؤول‭ ‬قسم‭ ‬التصحيح،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬انه‭ ‬يحتاجني‭ ‬بشغلة‭ ‬خاصة،‭ ‬فناديت‭ ‬على‭ ‬السكرتيرة‭ ‬ان‭ ‬تغلق‭ ‬الباب‭ ‬ولا‭ ‬تسمح‭ ‬بدخول‭ ‬اي‭ ‬احد‭ ‬الا‭ ‬باذن‭ ‬مني‭ .‬

فهمت‭ ‬من‭ ‬حديثه‭ ‬بأنّ‭ ‬ظروفه‭ ‬المادية‭ ‬صعبة،‭ ‬وهو‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬‮«‬علاوة‮»‬‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انه‭ ‬يكتب‭ ‬القصة،‭ ‬والقصيدة،‭ ‬ولديه‭ ‬محاولات‭ ‬نقدية‭ ‬وهو‭ ‬بمرحلة‭ ‬الدراسات‭- ‬الماجستير،‭ ‬فتضامنت‭ ‬معه‭ ‬نفسيا،‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬سأصرف‭ ‬لك‭ ‬راتبا‭ ‬كونك‭ ‬‮«‬مصحح‮»‬‭ ‬و»مكافأة‭ ‬أخرى‮»‬‭ ‬لأني‭ ‬سأوليك‭ ‬رئاسة‭ ‬‮«‬القسم‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬شكليّا،‭ ‬لأنّي‭ ‬من‭ ‬سيدير‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬عمليا،‭ ‬لكن‭ ‬تقديرا‭ ‬لطموحك‭ ‬العلمي‭ ‬ستصرف‭ ‬لك‭ ‬الجريدة‭ ‬دعمها‭ ‬المادي‭.‬

وتشاغلت‭ ‬بما‭ ‬أمامي‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬لأني‭ ‬رأيت‭ ‬الدموع‭ ‬تترقق‭ ‬في‭ ‬عينيه‭ ‬إمتنانا،‭ ‬فأشرت‭ ‬له‭ ‬بالانصراف‭.‬

‭.‬

‭- ‬3‭ -‬

‭.‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭..‬

‭(‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬معروفا‭ ‬لكل‭ ‬الصحفيين‭)‬،‭ ‬ان‭ ‬‮«‬الصحف‭ ‬الأسبوعية‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬اصدارها‭ ‬وفي‭ ‬دفع‭ ‬رواتب‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬‮«‬الإعلانات‮»‬‭ ‬ومردوداتها،‭ ‬وهناك‭ ‬متعهدون‭ ‬محترفون‭ ‬بهذا‭ ‬النشاط،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الجرائد‭ ‬جريدتنا‭ ‬‮«‬‭ ‬الاتحاد‭ ‬“‭.‬

‭.‬

ذات‭ ‬إصدار‭ ‬طلب‭ ‬متعهد‭ ‬الإعلانات‭ ‬مقابلتي،‭ ‬فأذنت‭ ‬له،‭ ‬فجاء‭ ‬وبصحبته‭ ‬اصدارنا‭ ‬الجديد،‭ ‬وفرشه‭ ‬أمامي‭ ‬على‭ ‬“صفحة‭ ‬الإعلانات”‭ ..‬

أخبرني‭ ‬بأن‭ ‬العقد‭ ‬بينه‭ ‬وبيننا‭ ‬،‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬له‭ ‬‮«‬صفحة‭ ‬وربع‭ ‬الصفحة‮»‬‭ ‬مخصصة‭ ‬لإعلاناته‭ ‬هو،‭ ‬وليس‭ ‬لأية‭ ‬اعلانات‭ ‬أخرى‭..‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬أيّدته‭ ‬لأني‭ ‬شغلت‭ ‬رئاسة‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬جريدة‭ ‬قبل‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬‭ ‬الإتحاد‭ ‬“‭ .. ‬

فلفت‭ ‬انتباهي‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاعلانات‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬وفي‭ ‬أعداد‭ ‬سابقة‭ ‬،‭ ‬ليست‭ ‬تابعة‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ورّدها‭ ‬الينا،‭ ‬وهذا‭ ‬خلاف‭ ‬العقد‭ ‬؟‭!!‬

فطمّنته‭ ‬بأني‭ ‬سأحلّ‭ ‬الموضوع،‭ ‬وأرسلت‭ ‬بطلب‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬القسم‭ ‬الفني‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬أيّامها‭ ‬الصديق،‭ ‬الفنان،‭ ‬والمصمّم‭ ‬‮«‬‭ ‬الدكتور‭ ‬جمال‭ ‬العتابي‮»‬‭ ‬الشخصية‭ ‬الثقافية‭ ‬المعروفة،‭ ‬واستفسرت‭ ‬منه‭ ‬عمّن‭ ‬يأتيه‭ ‬بالاعلانات‭ ‬ليصمّمها‭ ‬؟

فأجابني‭ ‬بانه‭ ‬‮«‬‭ ‬سكرتير‭ ‬التحرير‭ ‬“‭!!‬

فسكتّ،‭ ‬ولم‭ ‬أشأ‭ ‬ان‭ ‬أفتح‭ ‬تحقيقا‭ ‬بالموضوع،‭ ‬وأصدرت‭ ‬أمرا‭ ‬إداريا‭ ‬للقسم‭ ‬الفني،‭ ‬وقسم‭ ‬الحاسبات،‭ ‬بان‭ ‬لا‭ ‬تنضّد،‭ ‬ولا‭ ‬تصمّم،‭ ‬أية‭ ‬مادة‭ ‬ليس‭ ‬عليها‭ ‬توقيعي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الإعلانات‭ .‬

لأني‭ ‬عرفت‭ ‬بان‭ ‬من‭ ‬سلمته‭ ‬سكرتارية‭ ‬التحرير‭ ‬كان‭ ‬متفقا‭ ‬مع‭ ‬إعلام‭ ‬بعض‭ ‬الدوائر،‭ ‬وبعض‭ ‬مورّدي‭ ‬الإعلانات‭ ‬فينشر‭ ‬اعلاناتهم‭ ‬ويتقاسم‭ ‬معهم‭ ‬أجور‭ ‬النشر،‭ ‬ولكي‭ ‬لا‭ ‬ينتبه‭ ‬لفعلته‭ ‬أحد‭ ‬فانه‭ ‬ينشرها‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬للمتعهد‭ ‬المسكين‭ !!‬

وكان‭ ‬الصديق‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التصميم‭ ‬قيد‭ ‬الإلتزام‭ ‬بالأمر‭ ‬الاداري،‭ ‬فأخذ‭ ‬يرفض‭ ‬كل‭ ‬الاعلانات‭ ‬التي‭ ‬تأتيه‭ ‬وليس‭ ‬عليها‭ ‬توقيع‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬يعرضه‭ ‬لتآمر‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يجلبها‭ ‬له،‭ ‬لكنها‭ ‬‮«‬‭ ‬المبدئيّة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تخاذل‭ ‬عنها‭ ‬–فيما‭ ‬بعد‭- ‬جماعة‭ ‬‮«‬‭ ‬الحزبية‭ ‬الضيقة‭ ‬‮«‬‭ ‬و»الإنبطاحيون‮»‬‭ ‬الجدد‭ ‬أمام‭ ‬إغراءات‭ ‬المال‭ ‬الحرام‭ !‬

‭.‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء،‭ ‬نشرتُ‭ ‬العمود‭ ‬الأول‭ ‬للكاتب‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الله‭ ‬المنسي‭ , ‬وكان‭ ‬موضوعه‭ ‬رومانسيا،‭ ‬شبابيا”‭..‬

‭.‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬انتظار‭ ‬ان‭ ‬تأتيني‭ ‬بقية‭ ‬الصفحات،‭ ‬استغل‭ ‬فترات‭ ‬الراحة‭ ‬لأراجع‭ ‬مسوّدات‭ ‬كتابي‭ ‬‮«‬‭ ‬يوميات‭ ‬فندق‭ ‬ابن‭ ‬الهيثم‭ ‬‮«‬‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬حاسبة‭ ‬التنضيد‮»‬‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬عملي‭ ‬وباشراف‭ ‬المنضّد‭ ‬الفني‭.‬

‭.‬

‭- ‬4‭ -‬

‭.‬ذات‭ ‬يوم،‭ ‬لاحظت‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬شيئا‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬الخفاء،‭ ‬وأقرأه‭ ‬في‭ ‬الوجوه،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يفصح‭ ‬عنه،‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬جاءني‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬مسؤول‭ ‬‮«‬الصفحة‭ ‬الأخيرة‮»‬‭ ‬الدكتور‭ ‬عيسى‭ ‬العيساوي،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وكشف‭ ‬لي‭ ‬بأن‭ ‬سكرتير‭ ‬التحرير،‭ ‬ورئيس‭ ‬قسم‭ ‬التصحيح،‭ ‬قد‭ ‬احتفظا‭ ‬بالنص‭ ‬الأصلي‭ ‬لعمود‭ ‬الكاتب‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الله‭ ‬المنسي‮»‬‭ ‬وعرفا‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬انه‭ ‬يعود‭ ‬لحسن‭ ‬العاني،‭ ‬ولذلك‭ ‬كتبا‭ ‬فيّ،‭ ‬تقريرا‭ ‬لـ»الأستاذ‮»‬‭ ‬وعبر‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬فدائيّ‭ ‬صدام‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬عبر‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬المعتاد،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬تعاطف‭ ‬النقابة‭ ‬مع‭ ‬اسم‭ ‬العاني،‭ ‬ولتأكيد‭ ‬الضرر‭ ‬المتوقع‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيقية‭ ‬في‭ ‬‮«‬‭ ‬فدائيّ‭ ‬صدام‭ ‬‮«‬‭ ‬انتقاما‭ ‬لما‭ ‬منعته‭ ‬عنهما‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ !!‬

‭.‬وما‭ ‬قاله‭ ‬ايضا‭ ‬انهما‭ ‬كتبا‭ ‬في‭ ‬التقرير‭: ‬بان‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬قد‭ ‬كسر‭ ‬‮«‬أوامر‭ ‬ديوان‭ ‬الرئاسة‮»‬‭ ‬بنشره‭ ‬لكاتب‭ ‬ممنوع‭ ‬من‭ ‬النشر‭ ‬بأمر‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬،‭ ‬مثلما‭ ‬خالف‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الأستاذ‮»‬‭ ‬القاضي‭ ‬بعدم‭ ‬نشر‭ ‬أيّة‭ ‬مادّة‭ ‬لمن‭ ‬يكتب‭ ‬بـ»اسم‭ ‬مستعار‮»‬‭ ‬و»المنسي‭ ‬عبد‭ ‬الله‮»‬‭ ‬اسم‭ ‬مستعار،‭ ‬وكاتبه‭ ‬معروف،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬الكاتب‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬‮«‬الرئاسة‮»‬‭ ‬؟‭!!‬

ولم‭ ‬يكتفيا‭ ‬بذلك،‭ ( ‬كما‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬العيساوي‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬طلبا‭ ‬منه،‭ (‬المحرّر‭ ‬الذي‭ ‬انصفت‭ ‬غبنه‭ ‬وعيّنته‭ ‬سكرتيرا‭ ‬للتحرير،‭ ‬والمصحّح،‭ ‬الذي‭ ‬صرفت‭ ‬له‭ ‬‮«‬راتبين‮»‬‭ ‬لكونه‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬‮«‬الفقراء‮»‬‭ ‬جماعتي،‭ ‬وطالب‭ ‬دراسات‭ ‬عليا،‭ ‬قلت‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ – ‬انه‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬مصاريف،‭ ‬كتب،‭ ‬واستنساخات‭)‬‭ ..‬

هذان‭ ‬طلبا‭ ‬منه‭ ‬،ان‭ ‬يوقّع‭ ‬معهما‭ ‬على‭ ‬تجاوزات‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير،‭ ‬وقد‭ ‬رفض‭ ‬التوقيع،‭ ‬اعترافا‭ ‬بما‭ ‬كنت‭ ‬أقدّمه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬لجميع‭ ‬المحررين‭ !!‬

مثلما‭ ‬كتبا‭ ‬ايضا‭ ‬في‭ ‬تقريرهما‭ ‬أن‭ ( ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬يستخدم‭ ‬أدوات‭ ‬الجريدة‭ ‬لأعماله‭ ‬الشخصية‭)‬،‭ ‬و‭(‬ينشر‭ ‬للأدباء‭ ‬المعارضين،‭ ‬والدليل‭ ‬ان‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الذي‭ ‬يصححه‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬أسماء‭ ‬أدباء‭ ‬مشخّصين‭ – ‬أمنيّا‭- ‬ضد‭ ‬النظام‭)‬،‭ ‬وغير‭ ‬هذا‭ : ‬ان‭( ‬‮«‬جواد‭ ‬كاظم‮»‬‭ ‬يسيء‭ ‬التصرف‭ ‬مع‭ ‬المحرّرة‭ ‬‮«‬‭ ‬فلانه‭.. ‬التكريتي‭)‬”‭ !!‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬معناه‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الشروكي‮»‬‭ ‬يسيء‭ ‬الى‭ ‬إمرأة‭ ‬‮«‬تكريتية”‭ !!‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬اقذر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬كتابته‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تقرير‭ ‬وقتذاك‭.‬

‭.‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬او‭ ‬يومين،‭ ‬قالت‭ ‬لي‭ ‬السكرتيرة،‭ ‬بأني‭ ‬مطلوب‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬‮«‬فدائيّ‭ ‬صدام”‭ !!‬

وفي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المفارقات‭ ‬العجيبة،‭ ‬ان‭ ‬الزميلة‭ ‬‮«‬التكريتي‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬نُسِبت‭ ‬الى‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬التكارتة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الكرخ،‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬اية‭ ‬علاقة‭ ‬بمدينة‭ ‬تكريت،‭ ‬أستدعيت‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬لفدائيّ‭ ‬صدام،‭ ‬وصادفتها‭ ‬باستعلامات‭ ‬الجريدة،‭ ‬فاخبرتني‭ ‬بانها‭ ‬مطلوبة‭ ‬الى‭ ‬دائرة‭ ‬الفدائيين،‭ ‬فقلت‭ ‬لها‭ ‬انا‭ ‬ذاهب‭ ‬الى‭ ‬هناك،‭ ‬فتعالي‭ ‬معي،‭ ‬وكنت‭ ‬أعرف‭ ‬ما‭ ‬لاتعرفه‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬غرض‭ ‬الإستدعاء‭ .‬

‭.‬قبل‭ ‬ان‭ ‬أدخل‭ ‬الى‭ ‬قاعة‭ ‬الانتظار،‭ ‬رأيت‭ ‬“سكرتير‭ ‬التحرير”،‭ ‬ورئيس‭ ‬القسم‭ ‬الثقافي‭ ‬–‭ ‬المصحّح‭ ‬أمامي،‭ ‬وباعتبارهما‭ ‬يشتغلان‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬انا‭ ‬مسؤولها‭ ‬المباشر،‭ ‬سألتهما‭ ‬–‭ ‬وانا‭ ‬أعرف‭ ‬انهما‭ ‬مطلوبان‭ ‬للتحقيق‭ ‬عما‭ ‬كتباه‭ ‬عني‭ )‬ليش‭ ‬تاركين‭ ‬الجريدة‭ .. ‬ومنو‭ ‬اللي‭ ‬انطاكم‭ ‬الإذن‭) ‬؟

فلم‭ ‬يكترثا‭ ‬لسؤالي‭ ‬،‭ ‬بإعتبار‭ ‬ان‭ ‬أمري‭ ‬محسوم،‭ ‬بحكم‭ ‬ما‭ ‬كتباه‭ ‬في‭ ‬التقرير‭!!..‬

‭.‬دقائق‭ .. ‬وخرج‭ ‬أحد‭ ‬الاشخاص‭ ‬من‭ ‬القاعة‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬الدخول‭ ..‬

وجدت‭ ‬أمامي،‭ ‬ضابط‭ ‬عسكريّ‭ ‬برتبة‭ ‬عالية‭ ‬عرفته‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬مكي‭. ‬حمودات‭ ‬‮«‬‭ ‬ومعه‭ ‬ايضا‭ :‬

مدير‭ ‬مكتب‭ ‬الاستاذ”،‭ ‬

ضابط‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأولمبية”،‭ ‬

و»ضابط‭ ‬أمن‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين”،‭ ‬

و‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ايضا‭ ‬الدكتور‭ ‬مدير‭ ‬تلفزيون‭ ‬الشباب‭ ‬التابع‭ ‬للأستاذ‭.‬

‭.‬

‭- ‬5‭ -‬

‭.‬أعود‭ ‬الى‭ ‬حسن‭ ‬العاني‭ ‬في‭ ‬مقالته‭ ‬بـ»الشبكة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬يستذكر‭ ‬العمود‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬له،‭ ‬فيقول‭:‬

‭)‬ظهرت‭ ‬المقالة‭ ‬الأولى،‭ ‬ومع‭ ‬ظهورها‭ ‬تبرع‭ ‬قلمان‭ ‬من‭ ‬جريدة‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ورفعا‭ ‬تقريراً‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬الى‭ ‬‮«‬‭ ‬الاستاذ‭ ‬الفاضل‭ ‬عدي‮»‬‭ ‬يكشفان‭ ‬فيه‭ ‬بالأدلة‭ ‬القاطعة‭ ‬هوية‭ ‬كاتب‭ ‬العمود‭ ‬‮«‬‭ ‬الأصلي‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬حصولهما‭ ‬على‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬بخط‭ ‬يدي،‭ ‬وتعرفهما‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬حسن‭ ‬العاني‭ ‬المعروف‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭.. ‬وعندما‭ ‬حلّ‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثاني،‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬مقالتي،‭ ‬وحين‭ ‬استفسرت‭ ‬من‭ ‬صديقي‭ ‬الحطّاب‭ ‬تلمّس‭ ‬عذراً‭ ‬واهياً،‭ ‬ولم‭ ‬يخبرني‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيقية‭ ‬تشكلتْ‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬عدي‭ ‬لاستجوابه‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الله‭ ‬المنسي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬حسن‭ ‬العاني‭.‬

وظل‭ ‬الأمر‭ ‬خافياً‭ ‬عني‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أبلغتني‭ ‬الزميلة‭ ‬“أطوار”‭ ‬بالمشكلة‭ ‬العويصة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الحطّاب،‭ ‬ولذلك‭ ‬قصدته‭ ‬في‭ ‬الحال،‭ ‬وعرضتُ‭ ‬عليه‭ ‬صيغة‭ ‬نتفق‭ ‬عليها‭ ‬لمواجهة‭ ‬المشكلة،‭ ‬لكنه‭ ‬أصرّ‭ ‬على‭ ‬إبعادي‭..)‬

‭.‬ما‭ ‬لم‭ ‬أقله‭ ‬للعاني‭ .. ‬اننا‭ ‬وفي‭ ‬بحثنا‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬لهذه‭ ‬الورطة،‭ ‬اقترحت‭ ‬عليّ‭ ‬“أطوار”‭ ‬ان‭ ‬تفاتح‭ ‬أحد‭ ‬المحررين‭ ‬العرب،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬‭ ‬الف‭ ‬باء‭ ‬‮«‬‭ ‬ويكتب‭ ‬مقالاته‭ ‬أيضا‭ ‬بأسم‭ ‬‮«‬المنسي‮»‬،‭ ‬لعله‭ ‬يقبل‭ ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬بانه‭ ‬هو‭ ‬الكاتب‭ ‬‮«‬‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬المنسي‭ ‬‮«‬‭ ‬ولأنه‭ ‬المنسي‭ ‬الحقيقي‭ ‬المعروف،‭ ‬فسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬مخرجا‭ ‬لا‭ ‬غبار‭ ‬عليه‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ – ‬الورطة‭.‬

‭.‬وافقتُ‭ ‬على‭ ‬اقتراح‭ ‬–‭ ‬طور‭- ‬،‭ ‬وإن‭ ‬على‭ ‬مضض‭.‬

وكانت‭ ‬هناك‭ ‬مفاجأة‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬وعلمت‭ ‬منها‭ ‬انها‭ ‬حين‭ ‬فاتحت‭ ‬هذا‭ ‬المنسيّ،‭ ‬غادر‭ ‬غرفته‭ ‬في‭ ‬المجلة‭ ‬هاربا،‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬لها‭ ‬بحدّة‭ : ‬لا‭ ‬تورطوني‭ ‬مع‭ ‬عدي‭ !!‬

وبرجاء‭ ‬أخوي‭ – ‬تقول‭ ‬أطوار‭- ‬طلبت‭ ‬منه‭.. ‬ان‭ ‬يتستر‭ ‬على‭ ‬الموضوع‭ ‬إذن،‭ ‬

ويحسبها‭ ‬لم‭ ‬تكلّمه‭ ‬بأي‭ ‬شي،‭ ‬فوعدها‭ ..‬‭ ‬بقية‭ ‬المقال‭ ‬على‭ ‬الموقع

لنكتشف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬اليوم،‭ ‬بانها‭ ‬ما‭ ‬ان‭ ‬غادرته‭ ‬حتى‭ ‬هرول‭ ‬لرئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الفباء‮»‬،‭ ‬وأخبره‭ ‬بان‭ ‬الحطّاب‭ ‬قيد‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيقية‭ ‬مشدّدة‭ ‬بأمر‭ ‬‮«‬الأستاذ‭ ‬عدي”‭ !!‬

وأنّه‭ ‬ينصح‭ ‬أن‭ ‬يتجنّبه،‭ ‬هو‭ ‬وبقية‭ ‬المحررين،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬انسحاب‭ ‬الإتهام‭ ‬عليهم‭ ‬أيضا‭ ‬باعتبارهم‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ !!‬

‭.‬

في‭ ‬غرفة‭ ‬التحقيق‭.. ‬كان‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬اجيب‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬الأسئلة‭: ‬من‭ ‬هو‭ ‬كاتب‭ ‬المقال‭ ‬؟

لأن‭ ‬‮«‬المصحّح‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬التقرير،‭ ‬سبق‭ ‬وان‭ ‬اشتغل‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صحيفة،‭ ‬والعاني‭ ‬ايضا‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصحف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتسابق‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬مقالاته‭ ‬لإسلوبه‭ ‬المتفرّد،‭ ‬وسخريته‭ ‬اللاذعة،‭ ‬لذلك‭ ‬فان‭ ‬مصحّحنا‭ ‬يعرف‭ ‬خطّه‭ ‬معرفة‭ ‬الخبير‭.. ‬ودليله‭ ‬‮«‬المقال‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬احتفظ‭ ‬به،‭ ‬وكتب‭ ‬تقريره‭ ‬استنادا‭ ‬اليه‭ !!‬

‭.‬

قلت‭ ‬للمحققين‭ : ‬أنا‭ ‬‮«‬‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‮»‬‭.. ‬ويوميا‭ ‬تأتيني‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬عشرات‭ ‬الرسائل‭ ‬والمقالات،‭ ‬هواة‭ ‬نشر،‭ ‬واصحاب‭ ‬مظالم،‭ ‬وشعراء‭ ‬على‭ ‬الطريق،‭ ‬وبريد‭ ‬قرّاء،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬وصلني‭ ‬مقال‭ ‬اعجبني،‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬نشره،‭ ‬فلا‭ ‬سياسة،‭ ‬ولا‭ ‬اقتصاد،‭ ‬ولا‭ ‬تهجم‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬ما،‭ ‬وانما‭ ‬هو‭ ‬عمود‭ ‬في‭ ‬‮«‬‭ ‬الحب‮»‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬دفعته‭ ‬للنشر‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يستوقفني‭ ‬إسم‭ ‬كاتبه‭ ‬طويلا‭..!!‬

‭.‬

كنت‭ ‬أعرف‭ ‬انّها‭ ‬حجة‭ ‬مكشوفة،‭ ‬لأن‭ ‬خط‭ ‬حسن‭ ‬العاني،‭ ‬وطريقته‭ ‬في‭ ‬التناول،‭ ‬وتركيب‭ ‬جملته،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اغفالها‭ ‬والعبور‭ ‬فوق‭ ‬وثائقها‭ ‬‮«‬الجرمية‮»‬‭ ‬بالإدعاء‭ ‬بأن‭ ‬مقاله‭ : ‬وصلني‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ !!‬

‭.‬

السؤال‭ ‬الثاني‭ : ‬كان‭ ‬استخدام‭ ‬ادوات‭ ‬الجريدة‭ ‬لأغراض‭ ‬شخصية،

وكانت‭ ‬إجابتي‭ ‬حقيقية،‭ ‬وهي‭ ( ‬انني‭ ‬لم‭ ‬استغل‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬ورقة‭ ‬من‭ ‬الجريدة،‭ ‬ولم‭ ‬استفد‭ ‬من‭ ‬حبر‭ ‬طابعتها،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬كتاب‭ ‬اراجع‭ ‬‮«‬مسوّداته‮»‬‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الحاسبة،‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬راحة‭ ‬المصمّم‭ ‬الفنّيّ‭ ‬الذي‭ ‬يشتغل‭ ‬عليها‭) ..‬

وقد‭ ‬اتفق‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬حقي،‭ ‬باعتباري‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬تحرير‮»‬‭ ‬ولست‭ ‬محرّرا‭ ‬هامشيّا‭.‬

‭.‬

ايضا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ورود‭ ‬الأسماء‭ ‬المعارضة‭ ‬للحزب‭ ‬والثورة،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬‭ ‬صاحبا‭ ‬القلم‭ ‬الباشط‭ ‬‮«‬‭.. ‬باني‭ ‬أروّج‭ ‬لها،‭ ‬وهي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كتابي‭ ‬‮«‬يوميات‭ ‬فندق‭ ‬ابن‭ ‬الهيثم”‭!!‬

قلت‭ ‬للواء‭ ‬الركن،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬التحقيقي‭ : ( ‬انت‭ ‬يا‭ ‬محترم،‭ ‬الا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬سجلك‭ ‬العسكري‭ ‬كتب‭ ‬عقوبات،‭ ‬وترفيعات،‭ ‬ودورات‭ ‬تدريب،‭ ‬وما‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭) ‬؟‭ .‬

قال‭ ‬نعم‭ . ‬

قلت‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬سجلي‭ ‬العسكري،‭ ‬وفيه‭ ‬الذين‭ ‬كتبوا‭ ‬معي،‭ ‬والذين‭ ‬كتبوا‭ ‬ضدي،‭ ‬ولكم‭ ‬حق‭ ‬محاسبتي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يطبع،‭ ‬أما‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬مجرّد‭ ‬أوراق‭ ‬فلا‭ ‬أظن‭ ‬التطرّق‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬صحيحا‭ ..‬

‭.‬

السؤال‭ ‬الأخير‭ ‬عن‭ ‬إساءتي‭ ‬لمعاملة‭ ‬الزميلة‭ ‬‮«‬التكريتية‮»‬‭ !!‬

حين‭ ‬وجّه‭ ‬المحقق‭ ‬لي‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬أجبته‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الموقرة‭ ‬جاءت‭ ‬تلك‭ ‬الموقرة‭ ‬معي،‭ ‬في‭ ‬سيارتي،‭ ‬وهي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬الإنتظار،‭ ‬وعليكم‭ ‬معرفة‭ ‬الحقيقة‭ ‬منها‭ ..‬

‭.‬

استغرق‭ ‬التحقيق‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا،‭ ‬ومداخلات،‭ ‬ختمها‭ ‬‮«‬ضابط‭ ‬أمن‭ ‬النقابة‮»‬‭ ‬قائلا،‭ ‬نحن‭ ‬نعرفك‭ ‬يا‭ ‬جواد،‭ ‬ولكن‭ ‬لِمَ‭ ‬استهدفك‭ ‬فلان‭ ‬وفلان‭ ‬بالتقرير‭ ‬الذي‭ ‬سألناك‭ ‬عن‭ ‬حيثياته‭ ‬؟

قلت‭ ‬له‭: ‬عليكم‭ ‬سؤال‭ ‬‮«‬متعهد‭ ‬الإعلانات‮»‬‭ ‬والاستفسار‭ ‬من‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬القسم‭ ‬الفني‮»‬‭ ‬عمن‭ ‬كان‭ ‬يأتيه‭ ‬بالاعلانات،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تمرّ‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬؟‭ ‬وتنشر‭ ‬ومبالغها‭ ‬في‭ ‬جيوب‭ ‬الفاسدين‭ !!‬

‭.‬

‭- ‬6‭ -‬

اعود‭ ‬الى‭ ‬العاني‭ ‬ابو‭ ‬عمّار‭ ..‬

يذكر‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬عموده‭ – ‬بأنني‭ ( ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬عقوبة‭ ‬بسبب‭ ‬تستري‭ ‬على‭ ‬كاتب‭ ‬ينشر‭ ‬مقالاته،‭ ‬وهو‭ ‬ممنوع‭ ‬بأمر‭ ‬الرئيس‭) ‬؟‭!!‬

لكني‭ ‬أطمئنه‭ ‬بأنّ‭ ‬عقوبتي‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬قياسا‭ ‬بعقوبة‭ ‬الجماعة‭ ‬الذين‭ ‬اثبت‭ ‬التحقيق‭ ‬‮«‬سرقاتهم‮»‬‭ ‬أجور‭ ‬ما‭ ‬ينشرانه‭ ‬من‭ ‬إعلانات،‭ ‬وفسادهما‭ ‬بنشر‭ ‬مواد‭ ‬متفق‭ ‬مع‭ ‬كتابها‭ ‬مقابل‭ ‬أموال‭..‬

وكان‭ ‬قرار‭ ‬اللجنة‭ ‬التحقيقة‭ ‬بعد‭ ‬استدعاء‭ ‬المتعهد،‭ ‬والتأكد‭ ‬منه‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬قلته،‭ ‬إقتياد‭ ‬صاحبي‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬‮«‬‭ ‬الرضوانية‭ ‬‮«‬‭ ‬ولمدة‭ ‬شهر‭ ‬كامل،‭ ‬جرّاء‭ ‬كذبهما‭!!‬

‭.‬

المفارقة‭ ‬يا‭ ‬صديقي‭ ‬حسن‭ ‬العاني‭ ..‬أيها‭ ‬الراحل‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬والذاكرة،‭ ‬ان‭ ‬المصحح‭ ‬اللغوي،‭ ‬كاتب‭ ‬التقرير،‭ ‬أراه‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الفضائيات‭ ‬مناضلا،‭ ‬ورجلا‭ ‬يقدّم‭ ‬نفسه‭ ‬أنّه‭ ‬من‭ ‬أشدّ‭ ‬معارضي‭ ‬النظام‭ ‬السابق،‭ ‬وأنّه‭ ‬اكثر‭ ‬العراقيين‭ ‬نزاهة،‭ ‬ونظافة‭ ‬يد،‭ ‬ويطالب‭ ‬بمنعي‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الإعلام،‭ ‬بإعتباري‭ ‬من‭ ‬المعادين‭ ‬لحملة‭ ‬الأقلام‭ ‬الشريفة،‭ ‬والمتضامنين‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬ضدهم‭ !‬

‭..‬

هذه‭ ‬التفاصيل،‭ ‬لم‭ ‬أذكر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تفاصلها‭ ‬واذكرها‭ ‬–‭ ‬الآن‭ ‬–‭ ‬وفاء‭ ‬للراحل‭ ‬،‭ ‬الضمير‭ ‬الحي،‭ ‬العاني‭ ‬الحسن‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬والسلوك‭ ‬والوطنية،‭ ‬والقلم‭ ‬المتفرد‭ ‬الذي‭ ‬ستفتقده‭ ‬الصحافة‭ ‬العراقية‭ ‬طويلا،‭ ‬لأني‭ ‬أشك‭ ‬بان‭ ‬قادما‭ ‬ما،‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يسدّ‭ ‬فراغه‭ ‬في‭ ‬العمود‭ ‬الصحفي‭ ‬الساخر،‭ ‬وفي‭ ‬كتابة‭ ‬‮«‬التحقيق‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يضاهيه‭ ‬كاتب‭ ‬بطرائق‭ ‬تناوله‭: ‬لغة،‭ ‬وتسلسل‭ ‬حيثيات،‭ ‬وانتقالات‭ ‬مشوّقة‭.‬

‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬أبا‭ ‬عمار،‭ ‬واستقبله‭ ‬قبولا‭ ‬يليق‭ ‬بعراقيته‭ ‬الباسلة‭.‬


مشاهدات 479
الكاتب جواد الحطاب
أضيف 2024/01/17 - 3:29 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 8:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير