الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المثل الأعلى للإنسانية

بواسطة azzaman

المثل الأعلى للإنسانية

معراج احمد معراج الندوي

 

إن محمدا عليه ألف ألف الصلوات والتسليم هو خاتم الأنبياء والمرسلين الذي نسخ الله به الأديان السابقة ونصبه إماما لكل زمان ومكان، وهو أجمعهم لصفات النبوة والكمالات البشرية، ومعاني الحسن والحسان، وهو المثل الأعلى للبشر في كل عصر ومصر.  لم يخلق الله في هذا الكون- وهو الخلاق المبدع- أجمل منه سيرة وصورة، وأقوم منه خلقا وخُلقا. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم تمثيلا صحيحا  للنبوة، وعرضا صادقا لموقف الأمة الوليد، لقد أثبت أنه لا يطمع إلى ثراء ورخاء، أو شرف وترف. إن نفسه عالية تسمو عن هذه الخسائس سمو السماء على الأرض، كان يقلق على مستقبل البشر،  فإنه لا يصنع لنفسه جنة شداد، بل يريد أن يعيد الإنسان المنفي إلى الجنة الخالدة التي أعدت له، إنه لا يسعى ليسود قبيلة أو أمة، بل يريد أن يخرج الإنسان من حكم الإنسان، كائنا ما كان، ويدخله في حكم سيده الذي هو رب السموات والأرض.

 لقد خص رسول الله بين النبيين بلقب «رحمة العالمين» هو الذي كان من دأبه اسعاف حاجات الفقراء، وتحقيق رغباتهم المكنونة، وكشف كربات الأعداء والبعداء، ومشاركة البعيد والقريب في أحزانهم ونوائبهم، يتألم بألهم، ويفرح بفرحهم، ملجأ الفقراء ومأوى الضعفاء، وولى الأيتام  مربي العبيد والأرقاء، يصفح عن الأخطاء، ويحسن إلى من أساء، يصلح ما أفسده الناس، يوحد القبائل المتناحرة، ويؤلف بين القلوب المتنافرة.

 هو النبي الذي بدد ظلمات الكفر، ونثر درر الإيمان، ورفرف راية التوحيد، حارس حديقة البشرية، وروضة الإنسانية، ألغى عادة الرق، وحطم سلاسل العبودية والذل، أعاد إلى الروضة رواءها، وأفاض عليها خيرها وبركتها، وكانت أسرة البشرية متفرقة، فجمعها على مائدة واحدة، وكانت لآلىء الحق والإيمان منتشرة ضائعة، فربطها في سلك واحد، فهبت نفحات الرحة، وتحققت أحلام البشرية، وسقيت الأرض المجدبة القاحلة بوابل من جوده وكرمه وأخلاقه، فأضاء رعاة الإبل شموع الحضارة، وجعل الأشواك ازهارا، وذرات الصحراء كواكب ونجوما.

هو النبي الذي اقام صلة الإنسان بربه، وفك طلاسم الباطل، وغير مجرى التاريخ، وأنزل السفينة على بر الأمان والسلامة والإيمان، نصرالمظلومين وأغاث الملهوفين، كان بلسما للجروح وشفاء  للصدور، أضفى على المرأة رداء الحياء، وأضاء جوهر السيرة والأخلاق.

 إن وجوده كان للعالم ربيعا وللإنسانية خصبا وريعا، هو النبي الذي أحيى غيثها مزعة الإنسانية القاحلة، وعم برها البر والبحر، فما ترى في العالم من رواء وبهاء، ونور وسماء، إلا والفضل يرجع إلى المثل الأعلى قدمها للناس خير البشرية.

 

 

 

 


مشاهدات 133
الكاتب معراج احمد معراج الندوي
أضيف 2023/09/26 - 6:14 PM
آخر تحديث 2023/12/02 - 6:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 187 الشهر 2612 الكلي 8930451
الوقت الآن
الجمعة 2023/12/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير