عبد الكريم قاسم والإنتخابات
خليل ابراهيم العبيدي
في ايام تشرينية من عام 1961 كنت عاملأ في إحدى الشركات البريطانية التي كانت تختص بالتأسيسات الكهربائية ، وكنا نعمل آنذاك في تأسيس وتنظيم الكهرباء والانارة في بناية البرلمان كما كان يسمى انذاك ، ويسمى البلاط في العهد الملكي ، القصر الجمهوري بعد ثورة 14 تموز ، وتقع بناية البرلمان في منطقة العباسية بالقرب من وزارة التخطيط وشركة نفط العراق البريطانية I.P.C في كرادة مريم ، وكان الدوام يبدأ في الساعة السادسة صباحاً ، واذا بالزعيم عبد الكريم قاسم يدخل البناية ، حيث جاء سيرا على الأقدام من دار أخيه حامد القريبة جدا من البناية ، وكان يومها المهندس ماجد المدلل ، هو المهندس المقيم ، فسأل الزعيم أين مقر المهندس ، وكان الموما إليه لم يصل بعد ، وبعد دقائق حضر المهندس ، فلامه الزعيم على التأخير ،قائلا تلومون العسكر على الانضباط ، مستدركا ، وهو يقول ، متى تنتهي الأعمال في البناية .؟ وكانت اعمال التشطيب النهائي جارية ، لأننا نريد إجراء الانتخابات النيابية ، حتى نترك الحكم ونعود للمعسكرات ، حدد بالضبط متى ، أحنة مستعجلين ، وقام بجولة في البناية ولما دخل قاعة اجتماعات المجلس ، سأل قائلا كم عدد المقاعد وفقا للتصميم ، وغادر البناية مطالبا العمال عدم الهتاف ، وشكر المهندس مؤكدا على ضرورة متابعة المواعيد مع الشركات ، هذه الشهادة الحية من ذاك الزمان النقي انقلها للقارئ الكريم بكل أمانة ، وأكرر عبارة حتى نترك الحكم ونعود للمعسكرات ، ولكنه ترك الحكم بعد سنتين صريعا على يد البعث في انقلابه الأسود في شباط عام 1963 . ولم يحقق ما كان يخطط له ذاك الرجل النزيه.......