الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا يكره السياسي في العام الجديد؟

بواسطة azzaman

ماذا يكره السياسي في العام الجديد؟

فاتح عبدالسلام

 

ماذا عسانا أن نراجع في نهاية عام وبداية عام جديد؟ هناك مراجعات تقليدية متداولة دائما بشأن ما قرأنا من كتب وما شاهدنا من أفلام والشخصيات التي فارقت البلاد بعد سنوات تعب وعطاء.

وفي الشأن العراقي العام تحركت الروزنامة الدستورية بتقليب اول صفحة منها بعد الانتخابات الأخيرة، على أمل أن تتوالى عملية تقليب الصفحات المقبلة، ربما بحذر أكبر.

المثقفون والفنانون والأدباء والاعلاميون يقفون وقفة المراجعة السنوية، التي غالبا ما تكون منتقاة وموجزة وأحادية إلا انّها في النهاية وقفة تدل على اتجاهات المسار. غير انّ السياسيين بألوانهم ومناصبهم المختلفة لا يحبون المراجعات « السياسية و الانجازية والاخفاقية» التي تقترن بنهاية سنة وبداية أخرى، بالرغم من انّ المراجعات السياسية للمنجزات والعثرات يجب أن تكون ضمن توقيتات الروزنامة الدستورية وما تفرزه من تشكيلات رقابية وبرلمانية تتيح عرض الأسئلة الذاتية التي تبني الدولة ولا تهدمها، وتصحح المسارات ولا تمضي بها الى مزيد من الضبابية والضياع.

على سبيل المثال، انتهت دورة برلمانية ودخل البلد في دورة جديدة من دون أن نكون قد شهدنا حالة «التضاد الإيجابي» الباني والمصحح بين الحكومة والبرلمان.

هناك حلقة من المراجعات الأساسية تولد وتنمو في الأنظمة الديمقراطية في العالم من خلال تعاطي السياسي التنفيذي أو التشريعي مع المعروض في وسائل الاعلام، ذلك انهم يؤمنون انّ الصحافة هي عين مستقلة النظر والرؤية وتحيل الى التفكير بتصحيح الأخطاء وترك الجهة الرابعة أمام السياسي للنجاة بنفسه ومواقفه وتكويناته عبر الاستدلال برؤية الاعلام الواعي للتراجع أو التريث عن قرار معين أو مشروع قانون. هذا هو المعني العملي التنفيذي للرأي الآخر الذي يقوم عليه أي نظام ديمقراطي، فلا معنى للانتخابات ولجان البرلمان اللاحقة ومن ثم الدوران في المفهوم البسيط لتداول السلطة من دون الوعي بضرورة توفير عناصر حماية الدولة عبر الرأي الآخر، الذي سقط في براثن التصفيات والتجاذبات السياسية في الدورات البرلمانية السابقة، ولم تتوافر له حاضنة لينمو مؤدياً دوره الرقابي البنائي، ولم تبقَ غير مساحات قليلة في الاعلام.

السياسي يكره المراجعة لأنها تنطوي على مسؤولية الدور الشجاع، وهو في الأساس مخلوق من توافقات ومحاصصات ذات أجل محدود ولا يعنيه الاضطلاع بذلك الدور « المُرحّل» دائما للشخص الذي يليه في المسؤولية المصنوعة من نفس تلك المواد الأولية المتداولة.


مشاهدات 49
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/12/30 - 11:04 PM
آخر تحديث 2025/12/31 - 12:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 29 الشهر 22967 الكلي 13006872
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/31 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير