الفكر الفلسفي اللساني المعاصر لشكري عزيز الماضي
ماهر الكيالي
صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت كتاب جديد للبروفسور د.شكري عزيز الماضي بعنوان " الفكر الفلسفي اللساني المعاصر" . يتميز هذا الكتاب عما كتب في حقله ، في أمور عديدة من مثل :
محاولة الإجابة عن أسئلة مهمة وجديدة ، من مثل : ما اللغة ؟ ولماذا ندرسها ؟ وكيف تعمل اللغة ، كيف تعني وتؤدي أدوارها ؟ وكيف تتطور بفعل تفاعلاتها الذاتية الداخلية / والموضوعية الخارجية ؟ وكيف يكتسب البحث اللغوي علميته ؟ وما طبيعة العلاقة بين البحث اللغوي وبين الإطار الحضاري العام .
تناول هذا الكتاب قضايا لغوية أساسية يحتاجها واقع الدرس والبحث اللغوي العربي المعاصر ، من مثل : حقيقة اللغة / العلاقة بين البحث اللغوي والمنهج / كيفية تحديد مادة البحث اللغوي / مفهوم " الكلمة " وما هيتها وأبعادها المتنوعة / قضية الدلالة / والمعنى / وعلاقات اللغة بالوعي / والأيديولوجيا / والسياق الاجتماعي / وعلاقتها بالإنسان مستعمل اللغة / الطبيعة المجتمعية للواقعة اللغوية / ودور الوضع الاجتماعي " للمتكلم والسامع " في تكوين اللغة وتشكيلها .
كما تناول الكتاب " الفكر الفلسفي اللساتي المعاصر " من زوايا عديدة ، ووقف بصورة مكثفة عند أهم اتجاهاته ، وبصورة مفصلة عند اتجاهين أساسيين ( مختلفين ) يتصفان بالجدة / والحضور العالمي / والتأثير الواسع / بل يمكن القول إنهما يحتلان ذرى " الفكر الفلسفي اللساني المعاصر " هما " الألسنية البنيوية " ( فرديناند دي سوسير ) و " الألسنية الحوارية الاجتماعية " ( ميخائيل باختين ) .
وقد أتاحت هذه الوقفات المكثفة والمفصلة الفرصة لبيان ما يميز هذا الكتاب ، إذ يسعى إلى تأكيد حقيقتين مهمتين : الأولى أن البحث اللغوي يستمد جدته وأهميته وقيمته وتأثيره ( لا من موضوعه ) بل من المنهج ( الرؤية المتكاملة ) . والثانية تأكيد نسبية المناهج والنظريات وخضوعها للمساءلة والشك والنقد في الوقت نفسه .
يقع الكتاب في 200 صفحة من القطع الكبير .