وعود السُبيس ومحولات الكهرباء الفيسبوكية

صلاح الربيعي

مع كل دورة انتخابية تجري في العراق منذ عام 2005 وحتى اليوم طالما تصاعدت وتيرة وحمى الوعود الدعائية والفيسبوكية الفارغة والمزيفة التي تهدف الى خداع المواطن الساذج والبسيط وتجتذبه نحو انتخاب أصحاب تلك الدعاية دون طرح برامج سياسية أو خدمية  يمكن أن  تنفع شرائح المجتمع العراقي المحروم من أبسط مقومات الحياة الطبيعية كالماء والكهرباء والخدمات البلدية التي تجعل من المواطن يشعر بآدميته كبقية شعوب دول العالم بما فيها البلدان الفقيرة التي لاتتمتع بثروات هائلة مثل العراق وبعد إعلان النتائج وبدء العمل البرلماني يصاب الشعب بالإحباط والخذلان وخيبة الأمل بمن انتخبهم حيث يقوم البرلماني بغلق هاتفه بوجه ناخبيه أو يغير رقم الاتصال ويتناسى وعوده لناخبيه المساكين فيما لو حصل على الفوز بالانتخابات  سيوفر لهم مادة السبيس والمحولات الكهربائية ويعبد لهم الشوارع  ويعين أبنائهم في وظائف مرموقة برواتب عالية  علما بأن كل هذه الوعود لايمكن الإيفاء بها أبدا كون دور البرلماني هو تشريعي وليس تنفيذي وهنا تتبدد أحلام الناخب وتذهب أدراج الرياح بعد أن يبدأ مرشحهم الذي انتخبوه بالانشغال التام في إدارة منافعه الخاصة والامتيازات الخرافية التي منحت له على حساب قوت الفقراء والضعفاء والمرضى والمعوزين إضافة الى ضياع وهدر المليارات من الدولارات من قبل المرشحين على حملات دعاياتهم الانتخابية والتي دفع فاتورتها الناخب نفسه وكل هذا سببه غياب الوعي لدى أكثر الشعب العراقي الذي لم يتعظ من الدروس القاسية الماضية ولم يفسر قول مرجعية النجف الأشرف بشكل دقيق عندما قالت بأن المجرب لايجرب وأغلقت أبوابها بوجه الطبقة السياسية بالكامل كرسالة واضحة للشعب العراقي بعدم الوثوق بهؤلاء الفاسدين الذين فشلوا فشلا ذريعا  في إدارة الدولة على مدى فترة السنوات الماضية .