الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإختبار الحقيقي بين المواطنة والمصالح

بواسطة azzaman

الإختبار الحقيقي بين المواطنة والمصالح

محمد خضير الانباري

 

توجهَ أبناءُ الشعبِ العراقيِ صباحَ الثلاثاءِ الموافقِ 11/ 11/ 2025 إلى صناديقِ الاقتراعِ لاختيارِ ممثليهمْ في مجلسِ النوابِ للدورةِ القادمة، في اختبارٍ حقيقيٍ للصدقِ والإرادةِ الحرةِ بينَ منْ يصوتُ للوطنِ ومنْ تغريهُ المصالحُ أوْ الضغوطِ لاختيارِ الفاسدينَ. تتعددُ الوجوهُ والشعاراتُ والألقابُ الأكاديميةُ والعشائريةُ والدينية، وتحترمَ جميعا، ما دامتْ غايتها خدمةَ العراق- أولاً وآخراً- لا خدمةَ المصالحِ الضيقةِ أوْ تغذيةِ الفساد، فالعراقُ اليومِ بحاجةِ إلى رقابةٍ صادقةٍ تحصنَ مستقبله.

إنَ الانتخاباتِ ليستْ مجردَ أوراقٍ تلقى في صناديقِ الاقتراع، بلْ هيَ شهادةُ أمانةٍ ومسؤوليةٍ في حقِ الوطن، فكلُ صوتٍ نزيهٍ هوَ لبنةٌ في بناءِ عراقِ أقوى، وكلَ تهاونٍ أوْ بيعٍ للصوت، هوَ طعنةٌ في جسدِ هذا الوطنِ الذي أنهكتهُ الأزماتُ والفساد.

اليوم، يقفَ المواطنُ العراقيُ أمامَ مفترقِ طرق؛ فإما أنْ يختارَ طريقُ الإصلاحِ والتغييرِ نحوَ دولةِ العدلِ والمواطنة، وإما أنْ يعيدَ الوجوهَ المظلمةَ التي أرهقتْ البلاد، وأضاعتْ فرصُ البناءِ والتقدم. المطلوبَ منْ الجميعِ أنْ يجعلوا العراقُ نصبَ أعينهم، وأنْ يتجاوزوا العصبيةُ والحزبيةُ والمصلحةُ الضيقة، لأنَ الوطنَ لا يبنى إلا بسواعدِ أبنائهِ المخلصين. فالمستقبلُ الذي نحلمُ بهِ لنْ يأتيَ بالوعودِ والشعارات، بلْ بإرادةٍ حقيقيةٍ تترجمُ في ورقةِ اقتراعٍ نزيهةٍ وشجاعة.

فلنجعل منْ يومِ الانتخاباتِ يوما للوطن، نسقطُ فيهِ رموزُ الفساد، ونعلي فيهِ صوتُ الحقِ والمواطنة، فالعراقُ يستحقُ الأفضل، وشعبهُ قادرا على التغييرِ، إنَ صدقتْ النيةُ وصحَ الاختيارُ. أنَ الانتخاباتِ ليستْ أوراقا تلقى في صناديق، بلْ شهادةً ترفعُ إلى السماءِ بأننا أوفينا الأمانةُ ولمْ نخنْ الوطن. فكلُ صوتٍ نزيهٍ هوَ لبنةٌ في بناءِ العراق.

 قالَ اللهُ سبحانهُ وتعالى: (إنَ اللهَ يأمركمْ أنْ تؤدوا الأماناتُ إلى أهلها) سورةَ النساء، الآية: 58. وما الانتخابات، إلا أمانةً في أعناقِ الجميع، فاختيارُ الأصلحِ هوَ أداءٌ لهذهِ الأمانةِ العظيمة. وقالَ سبحانه: (وقلَ اعملوا فسيرى اللهُ عملكمْ ورسولهُ والمؤمنون) سورةَ التوبة، الآية: 105، فاللهُ مطلعٌ على النياتِ والاختيارات، ولا يخفى عليهِ منْ أرادَ الإصلاحُ ممنْ أرادَ الفساد.

وقالَ رسولُ اللهِ محمدْ (ص ) : ( كلكمْ راعٍ وكلكمْ مسؤولٌ عنْ رعيتهِ ) ، وما الناخبُ إلا راعٍ لصوته، يسألَ عمنْ أولاهُ ثقته.

 أما، الإمامْ علي بنْ أبي طالبْ (ع) ، فقال: (الحقُ لا يعرفُ بالرجال، ولكنَ الرجالَ يعرفونَ بالحقِ ) .

 في حين؛ يذهب الفيلسوفِ سقراط في القول: : منْ كانَ صادقا معَ نفسه، كانَ صادقا معَ الناس.

 بعدُ هذا وذاكَ ننتظرُ، تصويتُ الناخبِ للمرشحِ الأصلحِ والأفضلِ للوطن، لا للعشيرةِ أو الجاهُ أوْ المنصبِ أوْ الشهادةِ أوْ الغني، فلنكنّ صادقينَ ولوْ مرةً واحدةً أمامَ الله- سبحانهُ وتعالى- في سبيلِ شعبنا  الأبي ، نتوسم بكم الصدقة والأمانة في الاختيار الصعب.

 

 

 

 


مشاهدات 48
الكاتب محمد خضير الانباري
أضيف 2025/11/11 - 7:30 PM
آخر تحديث 2025/11/12 - 5:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 156 الشهر 8193 الكلي 12569696
الوقت الآن
الأربعاء 2025/11/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير