القصيدة بمطلعها

حسين الصدر

 

-1-

اشتهرت بين الناس مقولة مفادها:

إنّ القصيدة بمطلعها

ومن الشواهد على ذلك قول الشاعر يمدح علي رضا باشا الوالي العثماني على العراق بقوله:

دَع التفاصيل واسألني عَنْ الجُمَلِ

هذا (عَلِيٌّ) وهذي وَقْعَة الجَملِ

-2-

ومن الغرائب التي لا تنسى، وقوف أحدهم -وهو من دولة شقيقة- في مؤتمر الأدباء العرب الذي انعقد أيام عبدالسلام عارف ببغداد منشداً قصيدته التي كان مطلعها:

وقفت بُومَةٌ بباب الغرابِ

فأتاها وقال: مَنْ في الباب؟

وهو مطلع بائس للغاية،

فالعرب يتطيرون من الغراب ويسمونه الأعور على جهة التطير، أصح الطير بصراً.

وفيه يقول بعضهم:

إذا ما غرابُ البينِ صاحَ فقل له

ترفق رماك الله يا طير بالبُعدِ

لأنت على العشاق أقبح منظر

وأبشع في الأبصار من رؤية اللحدِ

تصيح بِبَين ثم تعثر ماشيا

وتبرز في ثوبٍ من الحزن مُسوّدِ

متى صحتَ صح البينُ وَانقطعَ الرجا

كأنكَ مِنْ يَومِ الفراق على وَعْدِ