حمداً للتفاح على البصل

منير حداد

عند الصباح يحمد القوم السرى، وبادئين الأمور من خواتيمها، التي تقصي بصلة متعفنة قد... تغويهم حيناً من دهر، لم يكونوا خلاله شيئاً مذكوراً بصفاتهم الحقيقية المعهودة؛ فيتنازلون عن عرش كبريائهم؛ الى أن تقضّ الأرض مضاجعهم؛ فتعيدهم لهم بلاغة المنطق الذي يهديهم الى الرشد من مغبة الإغواء.. يصحون إستيقاظاً من مغبة إستنشاق عفن البصل الذي تتمكن بصلة من إيهام حواسهم بأنه (خضيرة) وعطر فواح، الى أن إنكشفت قشور البصل الباطل عفونة وتعرت أخلاق السواد المتموضع في قلب آفة متعطنة الروائح تزكم الأنوف، أسِرتهم ردحاً من زمن، حتى بان الخيط الأبيض من الأسود؛ لأن المخادع لن يمرر سفالته طوال الوقت على كل الناس، فيأتي يومٌ يُنبَذُ فيه مدحوراً مذموماً.

حينها يبدلهم الرب.. جل وعلا.. بتفاحة طرية طعمها لذيذ و... ريقها سائغ شرابه، تعوضهم عن البصل الذي أربك حواسهم في الذوق والإستنشاق والبصر، حتى عاتبوا أنفسهم: إحموا ذوقكم وأنفاسكم ورؤيتكم!

التفاحة.. بنات نبي الله الأطهر من بصلة، تفاحة ذات نفس أبية.. قنوع.. راضية، تسمو عن تلك التي يمتهنها من ينفقون عليها؛ فلم تضرهم قدر ما نفعتهم بتأمل مواطئ أقدامهم مستقبلاً؛ كي لا يخوضون في بركة جيف آسنة، بعد الآن!

التفاح جميل وهادئ.. سليل عائلة محترمة، أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض».

يا رخص البصل العفن الذي لن يشتريه مغفل، ويا لذة التفاح اللبناني الطازج الذي تنتشي لمذاقه الروح.. مبارك ومأمون، نظير بصل لا تؤمن غوائله، حذر منه رسول الله.. صلَ الله عليه وآله «إياكم وخضراء الدمن.. أياكم وغائلة الأعين» أما التفاح فـ... ثقافة وحياء وخفر أنثوي مرهف..