بين إطلال الذاكرة
مسلم عوينة
في أيّام توهج الذاكرة، كانت تحتفظ بما تشهده العين أو تسمعه الأذن مرتين أو ثلاث، وبيسر وسهولة تلتقط ما أقرأه من نصوص، وتحتفظ بأحداث ما أقرأ من قصص وروايات، وهكذا يتزايد خزينها وتتكاثر صفحاتها، دون أن تتعرض الى التلف .. ومنذ عدة سنوات بدأت مفقودات الذاكرة تتكاثر، وأخذت مساحات الركام والأطلال تتسع .. وقد تزايد اتساعها بشكل مفجع يبعث الأسف والأسى، بعد أن أخذت «الكرونا» ما أرادت .. وخلال تجولي بين تلك الأطلال في الأيام القليلة الماضية عثرت على هذه التحفة في إحدى الزوايا :
خمري ولحني انتَ في كأسي وفي الصوت الرقيقِ
خفقَ الفؤادُ إلى لقاكَ فهل فؤادكَ في خفوقِ
لا سامح الله ُ الهوى فلقد تسامح في حقوقي
إني أشمّكَ في الورودِ وأشتهيكَ مع الرحيقِ
هذا حنيني للحبيب وذا وفائي للصديقِ
كم قد شربتُ له الدموعَ وكم شرقتُ له بريقي
نفسي بخمرتهِ انتشتْ عبثاً أقولُ لها أفيقي
—————————
والقطعة من نظم رجل الدين والسياسة والشعر المرحوم الشيخ علي الشرقي ..
غنتها المطربة الراحلة عفيفة اسكندر … وكانت من الأغاني التي لا أمل من الإستماع اليها .
رحم الله من نظمها و من لحنها ومن غنّاها.