سوار الذهب و آن الأوان أغنيتان تسبقان مطربين بالشهرة
أجمل صوتين سبعينيين ينطلقان من التنومة
سامي الزبيدي
مدينة التنومة البصرية الغافية على الضفة الغربية لشط العرب والتي تكثر فيها بساتين النخيل والمزارع التي تسقى باحوازات الماء (الأنهر الصغيرة) التي تأخذ مائها من شط العرب عند حدوث المد هي من أجمل مدن محافظة البصرة, والتنومة هي مركز قضاء شط العرب الذي تتبع له عدة نواحي وقرى زراعية وفي التنومة تكثر بساتين النخيل وكانت تكثر فيها أيام زمان مزارع الخضروات والفواكه كما تكثر الجزر التي تصلح لان تكون مناطق سياحية لو تم استثمارها ,والتنومة هذه أنجبت العديد من أدباء البصرة وفنانيها وأكاديميها منهم رئيس جامعة البصرة السابق أخصائي القلب الدكتور سعد شاهين والشاعر احمد مطر والعديد من الأطباء وأستاذة الجامعات وأنجبت اثنين من أشهر مطربي الأغنية السبعينية في العراق هما الراحلان فؤاد سالم ورياض أحمد ومن المصادفات الجميلة إن الاثنين لم يشتهرا باسميهما الحقيقيين إنما بأسماء فنية، وأول العملاقين هو فؤاد سالم واسمه الحقيقي فالح حسن بريج ولد في البصرة - التنومة عام 1945 وبدأ الغناء عام 1963 متأثراٌ بالمطرب الكبير ناظم الغزالي وظهر في التلفزيون للمرة الاولى عام 1968 في برنامج وجه لوجه تبناه عازف القانون الشهير والملحن سالم حسين وهو الذي اختار له اسم فؤاد سالم وهو الذي لحن له أول أغانيه (سوار الذهب) من كلمات جودة التميمي، شارك في بداية ظهوره في اوبريت بيادر خير وابريت المطرقة مع الفرقة البصرية للفنون الشعبية ومن إخراج الفنان البصري قصي البصري وغنى فيهما أجمل الأغاني منها (ياعشكنه)وقد أحدث هذين الاوبرتين وقتها ضجة إعلامية وفنية وسياسية لان أغلب المشاركين فيهما من شيوعيي البصرة، درس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة في بغداد إلا انه لم يكمل الدراسة فيه بسبب مضايقات النظام السابق له وابعد عن المعهد في بداية سبعينيات القرن الماضي لانتمائه للحزب الشيوعي العراقي، وفي عام 1982 هرب الى الكويت وأقام فيها وفي عدد من دول الحليج قبل أن يستقر في دمشق.
اطوار الغناء
يجيد فؤاد سالم المقام العراقي كما يجيد جميع أطوار الغناء غنى الأغنية الريفية وما يصطلح علية الأغنية البغدادية كما زاوج بينهما ومن أشهر أغانيه سوار الذهب-موبدينه- مثل روجات المشرح - يابوبلم عشاري- تانيني - عمي عمي يبو مركب - حجيك مطر صيف- مشكورة -ياطير الرايح لبلادي- ياعيني يا بلادي وغيرها، وغنى فؤاد سالم للعديد من الشعراء منهم عريان السيد خلف حميد العراقي على العضب وغيرهم تعاون مع العديد من الملحنين منهم ذياب خليل ومفيد الناصح ومحمد جواد أموري وطالب القرغولي كما كتب ولحن هو العديد من أغانيه في الغربة ,وفؤاد سالم شاعر مرهف كتب العديد من أغانيه وله ثلاثة دواوين هي ديوان للوطن للناس أغني وديوان مشكورة وديوان آخر يظم 140 أبوذية و200 دارمي، توفي سالم يوم السبت 21 كانون الأول 2013 بعد حياة مليئة بمحطات الألم والحزن والبعد عن الوطن وفراق الأهل والأحبة وثراء فني كبير سيبقى خالداٌ في الذاكرة الفنية العراقية. وعملاقنا الثاني من أبناء التنومة هو الفنان رياض أحمد واسمه الحقيقي عبد الرضا مزهر السباهي ولد في التنومة عام 1950 وبدايته الفنية كانت في المسرح العسكري كممثل وشارك في العديد من المسرحيات بينها الشرارة عام 1970 ثم اتجه للغناء بعد ذلك وانظم الى كورس الإذاعة قبل أن يشتهر كمطرب، و يجيد رياض احمد الأغنية الريفية ممزوجة بالروح المدنية وبعد أن عرف كمطرب شكل ثنائياٌ مع الملحن جعفر الخفاف وقدم له أغاني مجرد كلام آن الأوان ومرة ومرة وفازت أغنية آن الأوان التي كتبها نزار جواد ولحنها الخفاف منتصف الثمانينات بأفضل أغنية لعام 1986، يجيد رياض أحمد كل أطوار الغناء الريفي لكنه اشتهر بطور المحمداوي الذي يتألف من مقام العجم والنهاوند وكان ذواقاٌ في اختيار كلمات أغانيه وقد غنى للشعراء مظفر النواب وكريم العراقي ومن الملحنين الذين لحنوا له ابن مدينته البصرة طارق الشبلي وكوكب حمزة وجعفر الخفاف ومن أغانيه المحببة لاترحلون - خليني وياك -مجرد كلام - أن الأوان- من تزعل- أحبك ليش ما أدري- شالوا-لالا- مستاحشين- والعديد من المواويل المسجلة على الكاسيت,توفي الفنان رياض في الأول من آذار 1997 وهو في قمة عطائه تاركاٌ في ذاكرة العراقيين والأرشيف الغنائي العراقي أجمل الأغاني والمواويل التي لا تنسى.