أدونيس وجائزة نوبل
عبد المنعم حمندي
لم يفز الشاعر الكبير علي أحمد سعيد ( أدونيس ) بجائزة نوبل للآداب لعام 2025 وهو المرشح لها منذ عام 1988 بعد أن قطفها منه الكاتب الهنغاري لاسلو كراسنهوركاي.
«عن مجمل أعماله القوية والرؤيوية ، تؤكد مجددًا قوة الفن». كراسنهوركاي هو أحد أبرز كتّاب أوروبا الشرقية المعاصرين، ويُعرف بأسلوبه الكثيف والمتشائم، وقد نال شهرة واسعة بعد روايته «سيتان تانغو» (Sátántangó) التي حوّلها المخرج بيلا تار إلى فيلم كلاسيكي.
وأرى أن للجدل حول استحقاق أدونيس لجائزة نوبل منافع تعزز مصداقية لجنة الجائزة في الأكاديمية السويدية ، وهي سعيدة بهذا الجدل والاختلاف في الآراء بين مثقفين عرب وغيرهم على امتداد الأفق الثقافي في كل دورة يترشح لها أدونيس ، وهذا بذاته نجاح لها يؤكد أهمية الجهة صاحبة نوبل ومانحتها،وفوز أدونيس بها في كل دورة على مدار الدورات السابقة من عمرالجائزة..حتى وإن لم تمنح له رسمياً .
كان أدونيس مرشحًا دائمًا لجائزة نوبل في الأدب ،
فالجائزة يتمناها أدونيس وسعى اليها .
منذ أن رُشّح لها عام 1988 وهو محط خلاف وجدل في كل دورة ، حتى أصبحت الضجّة حوله هي الجائزة و يحصل عليها في كل عام، ، و أدونيس ولجنة الجائزة سعداء بهذا الاحتفاء . ولقد استفاد أدونيس من ناحية الشهرة والحضور أكثر من قيمتها المادية وهو بالنتيجة فاز بما حصل من شهرة وأصداء اكثر من الحاصلين عليها
، وبرغم مرور قرن وربع القرن على منح الجائزة ذات البُعد الإنساني؛ إلا أنها تظل محل تساؤلات، وتثور حول موضوعيتها الشبهات، فهي بلا شك مُسيّسة، ولها رعاية خاصة من الماسونية العالمية وتهتم بالعلماء اليهود أكثر من غيرهم ،
والأحصاء يؤكد بين 965 من الحائزين على جائزة نوبل وجائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية بين عامي 1901 و2023، كان 216 منهم على الأقل من اليهود أو أشخاص لديهم أحد الوالدين اليهود على الأقل، وهو ما يمثل 22بالمئة من جميع الحاصلين على الجائزة. وهذا العدد يفضح تعصب الأكاديمية السويدية لكتاب على حساب آخرين؛ فيما لم تُمنح سوى لعربي واحد طيلة قرن وربع، هو الروائي الشهير نجيب محفوظ ، إذ مُنحت خلال 123 عاماً، 116 مرة،
أقول ان شهرة أدونيس طغت على كل الفائزين بجائزة نوبل سواء في كتاباته النثرية أو في منجزه الشعري
وهو لا يحتاج لها ولا تضيف له لكي يقف إلى جانب عظماء الفكر والأدب والفن.!