الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العشائر والسفارات أسئلة  وجيهة

بواسطة azzaman

العشائر والسفارات أسئلة  وجيهة

مارد عبد الحسن الحسون

 

تكتسب العلاقات الدبلوماسية حيزها المهم في الاتصالات  بين الدول لرسم مفاهم مشتركة والتداول في القضايا ذات الاهتمام الذي يصب لصالح النهوض بهذه العلاقات وبما يخدم المصالح  المشروعة من خلال رسم خطوات للمنافع الاقتصادية التجارية وتبادل الخبرات ، وكذلك  تأسيس المزيد من الجسور بينها بشأن  القضايا الثنائية  ،وكذلك ازاء قضايا اقليمية ودولية   تقتض المشاورة والوقوف على بعض التفصيلات  . وهناك من يرى في السفارات منصات لأطفاء التوترات التي قد تحدث كما لها دور علاجي وقائي من الازمات الطارئة .

ان هذا الملخص مفهوم  جيداً تضطلع  به  الحكومة في اطار علاقاتها مع الحكومات الاخرى  ، وهناك شكل اخر لهذا المفهوم من خلال منظمات الصداقة بين الدول التي عادةً  تضم نخب ثقافية وعلمية واجتماعية تكون رسولا آخر  لعلاقات على الصعيد  الشعبي  ،لكن ما يحصل بالنسخة العراقية العشائرية تجاوز ذلك إن لم أقل اعتدى على هذا المفهوم .

لقد اندفع عدد من رؤساء العشائر  لإجراء إتصالات مع عدد من السفارات التي تتخذ من بغداد مقرات لها متجاوزين بذلك كل الأعراف التي تحتم نوع العلاقة وطبيعتها  ،ويبدو أن بعض رؤساء العشائر فتحوا دواوينهم ومضايفهم لأستقبال سفراء دول  لها علاقات دبلوماسية مع العراق خلافا للمنطق والاعراف  الأمر الذي تسبب فيه خرق السيادة الوطنية .

لقد برزت الظاهرة بشكل لافت  بعد الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي المقبور عام 2003.

لقد حل سفراء وقناصل ودبوماسيين معتمدين في بغداد  ضيوفا  على عشائر بدعوات من شيوخها  في مشاهد لا يستقيم منطقها وباتت مظلة للمفاخرة ، بل ان رؤساء عشائر طرقوا ابواب سفارت ونصبوا انفسهم ضيوفا عليها فماذ يعني ذلك ، وكيف لهؤلاء الشيوخ ان يتجاوزا الحكومة ويمدون  علاقات مع  سفارات معينه

انني حين اشير الى هذه الظاهرة  فلدي معلومات بشأنها  تفاقمت الان بصورة غير مسبوقة ، بل ان سفراء  رتبوا دعوات لشيوخ عشائر لزيارة بلدان تلك السفارات دون علم الحكومة  العراقية وأخذوا يتباهون بهذه الخطوات .

مسؤولية المواطنين

 لا شك أن ما يفعله شيوخ عشائر بهذا الشان يتعارض ومسؤولية المواطنين ايا كانت منزلتهم ، لماذا لانهم ليسوا على علم بالاهداف الحقيقية لهذه العلاقات فمن يضمن ان هذه السفارات لا تستغل هذا النوع من العلاقات لتمرير مصالح تتعارض مع السيادة العراقية ، ومن يضمن ان لا تستغل هذه السفارات تلك العلاقات لصالح اجندة  تتعارض وأهداف الحكومة العراقية ،وكيف يجوز لعراقيين لايملكون خبرة سياسية يفتحون علاقات مع جهات أجنبية  وهم لا يملكون الحد الادنى من المعرفة بمفهوم العلاقات الدبلوماسية.

لقد تصديت للظاهرة   عندما توليت مسؤولية  مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية  ،فقد حذرت شيوخ العشائر منها ، بل وعملت على منعها بصورة قاطعة وفق سياقات تحذيرية تماشيا مع منطق السيادة  ولذلك وهي  تنشط الان لابد من التحرك لمنعها  من خلال الجهات الحكومية لأهداف تخدم الوطن وليس الاشخاص ،  واذا كان بعض رؤساء عشائر يطمحون بمنحة مالية أو خدمية من هذه السفارة ،أو تلك فيا بؤس هذه المنحة ويا خزي  التسول ، فمن يضمن ان لا  يقوم دبلوماسي اجنبي بزرع كاميرا  ،أو لاقطة سرية ليتابع ما يجري في هذا المضيف او ذاك ، ومن  يضمن  ان لاتتضمن أحاديث دبلوماسيين ادوات للتحريض والخصومات مع   عشائر اخرى .

ان مناهج العلاقات العشائرية بحاجة حقا الى تشذيب في ما يخص هذه الظاهرة .

 


مشاهدات 41
الكاتب مارد عبد الحسن الحسون
أضيف 2025/10/11 - 1:17 AM
آخر تحديث 2025/10/11 - 6:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 203 الشهر 7006 الكلي 12146861
الوقت الآن
السبت 2025/10/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير