متى تكون المفاخرة العشائرية جوفاء ؟
مارد عبد الحسن الحسون
يلجأ العديد من العراقيين هذه الايام إلى المفاخرة بأنتماءاتهم العشائرية ، البعض يعلن زورا هذا الانتماء لخلط الاوراق من اجل الحصول على مميزات اجتماعية معينة على حساب أصوله العشائرية الحقيقية،ومنهم ما يلجأ إلى ذلك في تأكيد وضعه الاجتماعي العام مع شعور يسيطر عليه أنه بذلك يستعيد ثقله الاجتماعي لتدعيم موقفه إزاء قضية ما يرى انها تحتاج القوة الاجتماعية التي تمثلها عشيرته ،وبذلك يتعكز عليها لتمريرالأهداف التي يسعى الى تحقيقها ، إذ يجد به مخرجاً له ، أو يستخدم ذلك للابتزاز وفق أمل يراوده بأن ما يفعله يحصنه من المحاسبة ويعلي شأنه .
هيئة مجتمعية
لقد وقفت على الكثير من المشاكل بشأن هذه الحالة خلال عملي مديراً لشؤون العشائر في وزارة الداخلية ، كما ما زلت اتابع هذا الموضوع الشائك من خلال عضويتي في الهيئة المجتمعية وكذلك حين يستعان برأيي من اشخاص يتعرضون لمثل هذه المواقف
لقد أحصيت عشر ظواهر اجتماعية تدفع البعض إلى هذا التوجه . وجاء الإحصاء الذي قمت به نتيجة متابعتي الميدانية للأحداث العشائرية وهي متابعة اتشارك فيها مع أصدقاء ومعارف ،ومن خلال عضويتي في لجان تتشكل بين الحين والآخر للنهوض بواقع العشائر
1-المحتوى الهابط حيث يعلن أغلب المروجين لهذا المحتوى المنبوذ انتسابهم لهذه العشيرة ،أو تلك على امل أن ذلك يجعل لهم منزلة ما تديم نشرهم لمحتويات تحمل اساءات للذوق العام والمعايير الاجتماعية الصحيحة ، 2- مخالفات معينة في مجال قضايا قانونية فعندما يشعر البعض ان القانون ليس الى جانبه يلجأء الى أعلان انتماءه العشائري علَّ ذلك يخدمه 3-التجاوز على املاك اخرين ، ومن العينات الشاخصة الكتابة على واجهات ممتلكات( مطلوب عشائرياً ) 4- املاء شروط معينة لغرض الابتزاز من خلال التهديد ان عشيرته ستجلب له حقه اذا لم تتم الاستجابة الى مطالبهم ،5-الزعم انهم ينتمون الى هذه العشيرة أو تلك في البحث عن مكاسب غير مشروعة حيث يستثمرون صيت بعض العشائر من أجل ذلك خاصة العشيرة التي لها مسؤولين سياسين اصحاب نفوذ في المشهد العراقي العام ،6-استخدام ذلك لتخويف الاخرين الذين ربما اصطدموا معهم بزعم ان (عشائرهم ) في مركز اجتماعي مرموق تستطيع ان تفرض شروطها ،7- يطرحون أنفسهم وسطاء مفاوضين لحل مشاكل الاخرين ويزعم أنهم (فريضة) ،تلك التسمية الشائعة في الاوساط العشائرية تعبيراً عن الوجاهة والقدرة على التحكيم 8-منافسة اخرين على مغانم متوفرة بما يؤدي على الانسحاب لصالحهم 9- محاولات الافلات من عقوبات اجتماعية معينه على اساس القاعدة الاجتماعية المعروفة،( الف عين لأجل عين تكرم) ويندرج مع الظاهرة ، التنابز بالالقاب وأدعأء المنزلة الاهم 10-استخدام هذا الانتماء وفق المفاخرة لتغذية خصومات ، وأعلاء جاه وتبرير مكاسب تماماً كما يحصل في الحروب عندما يتم التهديد بسلاح فتاك .
طبقات عشائرية
لقد أدت بعض هذه الخصومات الى اشتباكات مسلحة عنيفة كان يمكن ان لا تحصل ، ولا يسقط ضحايا فيها لو ان التوجه ذهب الى استخدام العقل والموضوعية بأن ليس هناك طبقات عشائرية أحسن من أخرى .
ان ما يحصل من مزاعم مفاخرة جوفاء بالانتماءات العشائرية يمكن تلافيه واهماله ، بل وعزله والكف عن المداولة فيه اذا اخذنا بموجبات اجتماعية تأكيدية متواصلة ،أن لا أحد فوق القانون ، وأن مزاعم مفاخرة من هذا النوع ليست طريقاً للكسب ، وان المضايف والدواوين ليست منصات بديلة لمنصات قوانين الدولة العراقية وان المساواة أمام خط الشروع هو الموقف اللازم ، ولا تصح المنافسة بالألقاب وليس من قيمة للإنسان إلا بماذا سعى على أسس من العدل الضامن لحقوق الآخرين بذات مستوى الضمانة الذاتية لحقوقه .
أن هناك تخريب واضح لمفهوم المفاخرة العشائرية تساهم فيها مؤسسات حكومية وأشخاص ينصّبون أنفسهم شيوخاً بغير وجه حق ، ولذلك ينبغي ان يحال الى القضاء للمحاسبة تحت طائلة الانتحال كل من يستخدم هذه المفاخرة للحصول على مارب لا يستحقها .