ما هو النضج وما هي حقيقتُه ؟
حسين الصدر
-1-
كثيرا ما نسمع الناس يذكرون بالخير مَنْ يسمونه ( ناضجاً )
والسؤال الأن :
ما هو النضج … ؟
وما هي حقيقتُه ؟
-2-
النضج ليس أن تكبر في العمر، بل أن تكبر في الفهم.
أن تدرك أن ردود الفعل المتهورة لا تُغير واقعًا،
وأن الصمت أحيانًا أبلغ من ألف كلمة،
وأن الرحيل عن بعض العلاقات لا يعني الخسارة، بل النجاة.
النضج أن تفهم أن الناس ليسوا كما تتمنى،
وأن التوقعات العالية طريق مختصر للخذلان،
وأنك لن تجد السعادة في أحد بقدر ما تجدها في رضاك عن نفسك وقربك من الله.
قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة:216].
النضج هو أن تؤمن بهذه الآية في كل ما تمر به،
أن ترى الخير حتى في أصعب دروس الحياة، وأن تتعلم أن كل تجربة – مهما أوجعتك – جاءت لتضيف لك لا لتنقصك.
النضج ليس قسوة، بل رحمة بنفسك حين تختار معاركك بعناية، وتدرك أن القوة ليست في الإمساك بل في الترك أحيانًا.
اللهم ارزقنا قلوبًا واعية، وعقولًا ترى بنور حكمتك، ونفوسًا تقبل ما كتبت لنا برضا وطمأنينة.