الحكومة تلجأ إلى مشاريع التكيّف مع المناخ لحل الأزمة
مسؤول نيابي: نفوق أسماك 19 مسطحاً مائياً جرّاء الجفاف
بغداد - قصي منذر
كربلاء - محمد فاضل ظاهر
رصدت لجنة الزراعة والمياه النيابية، حالات نفوق واسعة للأسماك، ضمن 19 مسطحاً مائياً، بمختلف مناطق العراق، نتيجة تفاقم آثار الجفاف.
وكشف عضو اللجنة النيابية، ثائر الجبوري، في تصريح تابعته (الزمان) امس انه (شهدت الأشهر الماضية ارتدادات قاسية للجفاف، خصوصاً في محافظات الجنوب والفرات الأوسط، حيث سُجل نفوق للأسماك في الأهوار والجداول، بسبب تزايد شح المياه وارتفاع نسب الملوحة، ما جعل تلك المسطحات غير صالحة للتربية)، بحسب ما افاد.
خسائر مادية
وأضاف الجبوري ان (الأزمة تسببت بخسائر مادية كبيرة، إذ تعتمد آلاف العائلات على صيد وتربية الأسماك كمصدر أساسي للعيش)، محذراً من (استمرار الاهمال في ظل تقارير وزارة الموارد المائية التي تشير إلى وصول الجفاف إلى مراحل خطيرة). على صعيد متصل، اكدت وزارة الموارد المائية، ان المشاريع الخاصة بمواجهة تحديات المناخ، تخدم القطاعين المائي والغذائي، لافتة الى ان تحسين واقع المياه يرتبط بتحديث أنظمة الري واستصلاح الأراضي واستخدام الطاقة المتجددة. وقال الوكيل الفني للوزارة، حسين بگه، خلال مشاركته في الورشة التأسيسية الخاصة بتنفيذ مشروع مقاومة تغيرات المناخ، امس ان (التحديات المناخية التي تواجه العراق لم تعد مجرد توقعات علمية، بل أصبحت واقعاً يؤثر في الموارد الطبيعية والمجتمعات الريفية التي تعتمد على الزراعة والمياه)، مشيراً الى ان (مشروع تعزيز القدرة على الصمود في مقاومة التغير المناخي يعد خطوة استراتيجية نحو بناء قدرات المؤسسات والمجتمعات على التكيف مع آثار التغير المناخي، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، لاسيما في محافظات النجف وكربلاء والمثنى)، وأوضح بگه ان (وزارة الموارد، وبالتنسيق مع جهات محلية ودولية، تضع في أولوياتها تطوير السياسات والبرامج التي تضمن الاستخدام المستدام والعادل للمياه، وتحسين إدارة الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة)، مبيناً ان (الحلول لا تقتصر على البنى التحتية، بل تشمل أيضا بناء القدرات وتطوير المعرفة وتعزيز الوعي المجتمعي)، وأضاف ان (المشروع ينفذ بالتعاون بين وزارات الموارد المائية والبيئة والزراعة، باشراف منظمة فاو، بهدف تحسين قطاع الموارد المائية عبر تحديث أنظمة الري، واستصلاح الأراضي المتدهورة، والطاقة النظيفة). وتواصل الحكومة اطلاق حملات ومشاريع لمواجهة تحديات المناخ وتحسين الواقع البيئي. وانجزت أمانة بغداد، 80 بالمئة من مشروع الحزام الأخضر، ضمن خطط معالجة مشكلة التصحر عبر زيادة الغطاء النباتي. وقال المتحدث باسم أمانة بغداد، عدي الجنديل، في تصريح امس انه (يتم المضي باستخدام أنظمة الأتمتة للتحكم بالري وزيادة المساحات الخضراء، وزراعة أشجار معمّرة تناسب أجواء بغداد الحارة)، مؤكداً (الوصول إلى مراحل متقدمة في مشروع الحزام الأخضر والأعمال الجارية في محطة التصفية الخاصة بسقي النباتات، التي تعتمد على مياه الصرف الصحي بعد معالجتها بدلاً من المياه الطبيعية، بسبب شح الإطلاقات المائية).
شبكة أنابيب
واوضح الجنديل ان (المحطة الواقعة في مبزل الصقلاوية جاهزة كلياً ، حيث تعالج المياه وتخزن في أحواض قريبة، ثم تنقل عبر شبكة أنابيب طولها 7 كيلومترات إلى منطقة الدهنة الواقعة بين بلديتي المنصور وأبو غريب، على مساحة 940 دونماً)، مشيراً الى ان (المنطقة ستتحول إلى غابة حضرية ترفيهية لاهالي بغداد)، وأضاف انه (تم إنجاز أكثر من 80 بالمئة من المشروع، منها زراعة 250 ألف شجرة ضمن المرحلة الاولى).
واطلقت مستشفى الطب البيطري في كربلاء، التابعة الى وزارة الصحة، حملة رش وتغطيس الابقار والاغنام، للوقاية من بعض الطفيليات التي تهدد وجود الماشية. وباشرت شعبة العيادة الخارجية بالمستشفى، بحملة موسعة لرش لابقار والاغنام في القرى والارياف، بهدف القضاء على الطفيليات التي تشكل خطراً على صحة القطعان، باعتبارها ناقل رئيسي للامراض الطفيلية والدموية والفايروسية. وقال مسؤول وحدة الاعلام والارشاد البيطري، صلاح العميدي لـ (الزمان) امس ان (الملاكات البيطرية تواصل استقبال الحالات المرضية، وتشخيصها بدقة لتقديم العلاجات المناسبة للامراض الباطنية والهضمية والجلدية الناتجة عن المرض، كما اجريت عدة عمليات جراحية للحيوانات التي تستدعي حالتها التداخل الجراحي، مع متابعة دقيقة قبل العمليات وبعدها)، مبيناً ان (الحملة تضمنت نشاطات توعوية للمربين، أهمها استعراض طرق الوقاية واهمية النظافة الدورية للحظائر)، واكد العميدي (حرص الفرق البيطرية على تقديم الاستشارات الطبية للمربين بخصوص طرق التربية والتغذية السليمة، الى جانب الارشادات الصحية المباشرة التي تساعد على الوقاية من الامراض الشائعة).
وتواصل وزارة الزراعة، تكثيف جهودها لمنع انتشار الحمى القلاعية في مناطق البؤر، لافتة الى استمرار عمليات الرصد والتحري عن الإصابات لعلاجها. وذكر بيان امس انه (تواصل دائرة البيطرة التابعة الى الوزارة، متابعتها الميدانية للموقف الوبائي لإصابات الحمى القلاعية، وتحديداً بمناطق البؤر المرضية في منطقة الفضيلية ببغداد، بما ينسجم مع التوجيهات الحكومية)، وأوضح البيان انه (تم تجهيز المربين بالأدوية والعلاجات البيطرية، لإجراء عمليات التعقيم للحظائر، مع الاستمرار بعمليات الرصد والتحري عن الإصابات)، مشيراً الى (الاستمرار بتنظيم ندوات توعوية وورش عمل تثقيفية، بالتنسيق مع دائرة الإرشاد والتدريب الزراعي، لتوعية المربين حول كيفية التعامل مع المرض وحماية حيواناتهم من الإصابة، والتعاون مع الفرق البيطرية في الحد من انتشار المرض).