الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة في الاعتراف الدولي بدولة فلسطين

بواسطة azzaman

قراءة في الاعتراف الدولي بدولة فلسطين

خليل ابراهيم العبيدي

 

في الثلاثاء الثالث من شهر سبتمبر من كل عأم تعقد الجمعية العامة للامم المتحدة أولى جلساتها السنوية للاستماع إلى كلمات رؤساء الدول او الحكونات بشأن اهم القضايا الدولية ، وفي هذا العام يعتزم عدد من دول العالم اعلان الاعتراف الصريح بالدولة الفلسطينية  ،  والاعتراف لدى الدكتور حسن الچلبي ( أستاذ القانون الدولي في جامعة بغداد سابقا ) في كتابه القانون الدولي العام ( ص 265) هو العمل الدولي الأول الذي يضع ويقرر اسس كيان الدولة في الحياة الدولية . فالدولة كما رأى لا تظهر في النطاق الدولي وتمارس نشاطا في هذا المجال إلا بعمل دبلوماسي وقانوني قوامه انصراف أرادة الدول نحو قبول وحدة سياسية جديدة عضوا في المجتمع الدولي ، وهذا التوجه في القبول يسمى بالاعتراف .

الامم المتحدة والدولة الفلسطينية .

جاء قرار الجمعية العامة للامم المتحدة المرقم 181 لسنة 1947.. تنفيذا لوعد بلفور وزير خارجية بريطانيا لعام 1917 الذي تعهدت بموجبه حكومة جلالة ملك بريطانيا باقامة دولة لليهود على أرض فلسطين ، وما قرار الجمعية العامة إلا تقسيما لأرض فلسطين التاريخية بين دولة يهودية واخرى فلسطينية ، فهو اذن قرار تقسيم بموجب القانون الدولي ، وفي اثر القرار وبعد 11 دقيقة اعترفت الويلايات المتحدة كأمر واقع بالدولة اليهودية ، وبعد ذلك توالت الاعترافات باسرائيل على إنها دولة برغم أنها لم تكن قد حازت بعد على شروط العضوية الكاملة في المجتمع الدولي . بالمقابل لم يعمل العرب على اعلان دولتهم ، الامر الذي غاب بموجبه الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ، وقد حثت بعض الاطراف الدولية انذاك العرب بالشروع باعلان الدولة الفلسطينية ، غير أن العرب لم يعترفوا بقرار التقسيم ،  وفي الاثر قامت حرب عام 1948 بين العرب واسرائيل ، وبعد انتهاء  الحرب لصالح اسرائيل تشرذمت الاراضي الفلسطينية بين مصر في غزة والاردن في الضفة الغربية . حتى حرب عام 1967 حيث استولت اسرائيل على كافة الاراضي الفلسطينية وهضبة الجولان ،

القضية الفلسطينية بعد حرب 1967.

بعد أن سيطرت القوات الاسرائيلية على اراضي غزة والضفة الغربية ،  انتقلت القضية الفلسطينية من قضية إقامة الدولة إلى قضية تصفية الاحتلال ، وتغير الوضع القانوني لمجمل القضية الفلسطيتية ، وفي عهد الراحل ياسر عرفات تم التباحث مع اسرائيل بشأن أنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل استنادا لقرار الجمعية العامة انف الذكر ،  اضافة القرار 242 لعام 1967 الصادر عن مجلس الامن القاضي بانسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة والذي لم تنفذه اسرائيل ، بل اخذت تعمل على بناء البؤر الاستيطانية في القدس والضفة الغربية وتعمل  بقوة جيش الدفاع على مساعدة المستوطنين للتوسع بالاستيلاء على المزيد من الأراضي وتجريف البساتين وكان ذلك هو السبب الأساس لقيام أحداث 7 أكتوبر عام 2023 في غزة ، وأحداث الضفة الغربية .

الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية .

يعد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية حرقا للقانون الدولي ، واتفاقيات جنيف الرابعة ، لذا فان المجتمع الدولي يطالبها بالانسحاب من تلك الاراضي ، والعودة إلى مباحثات اوسلو من اجل السلام وقيام الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل ، غير أن تعنت اسرائيل ، وأمعانها بالقتل والتهجير دفع بالعالم اجمع نحو التركيز على قيام دولة فلسطينية ، وفي عام 1988 أعلن المجلس الوطني الفلسطيني قيام دولة فلسطين ، وطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بها ، وفي 29 نوفمبر عام 2012 اعترفت الامم المتحدة من خلال قرار الجمعية العامة المرقم 67/19. بدولة فلسطين كعضو مراقب ورفع من درجتها،  ويخولها القانون الدولي الدخول في اتفاقيات دولية مهمة ، او الدخول إلى المنظمات الدولية .

أن الاعتراف الدولي المنتظر في ايلول الجاري في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بالدولة الفلسطينية يجعل منها دولة تحت الاحتلال وسيعزز من موقف المفاوض الفلسطيني ، وسيكون عامل ضغط حقيقي على اسرائيل كي تتخلى عن مواقفها المتشددة بشأن الاحتلال ، والدخول في مفاوضات من باب دولية اوسع ، وربما بتأييد من كافة دول العالم باستثناء خمسة دول منها وعلى رأسها الويلايات المتحدة .

أن الاعتراف الدولي الجاري حاليا هو يميل الى جوهر الاعتراف الكاشف ، الذي يحمل الدول على الاعتراف بدولة ما دون ان تكتمل كافة الشروط القانونية ليقامها ، سييما وان الدولة الفلسطينية تحوز على كافة شروط قيام الدولة ( برغم الاحتلال).منها وجود الأرض والشعب والسلطة الفلسطينية ، اما السيادة فان المجتمع الدولي يعترف بها برغم الاحتلال .

أن القضية الفلسطينية وقيام دولتها أصبحت الآن قضية دولية ، والمطلوب من العرب هو تعزيز موقف المملكة العربية السعودية ومصر العربية والكثير من الدول الأوروبية اضافة إلى طول النفس وتوظيف الامكانيات العربية لخدمة القضية بعد ألتحول الكبير  في مواقف الدول والمتابعه الجادة لما يترتب على هذا الاعتراف .

ان اليمين الاسرائيلي يواجه صعوبة في البقاء في السلطة بعد طول الحرب في غزة والاعتراض الشعبي العارم أزاء مصير الرهائن لدى حماس ،. كما ان نتنياهو يواجه عالما يريد قيام الدولة الفلسطينية ويطالب باحلال السلام العادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ولما أستقر عليه مبدأ الاعتراف في القانون الدولي العام  ......

 


مشاهدات 157
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
أضيف 2025/09/21 - 2:45 PM
آخر تحديث 2025/09/26 - 6:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 118 الشهر 19355 الكلي 12037228
الوقت الآن
السبت 2025/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير