الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يا حكومة وبرلمان كليات الإعلام تطالب بالانصاف؟ ‏

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس؟

يا حكومة وبرلمان كليات الإعلام تطالب بالانصاف؟ ‏

هاشم حسن التميمي

 

 عندما يتحدث صناع القرار يقرون ويعترفون ان الاعلام يصنع الحياة ويشكل الراي العام ويقود المجتمع ان صح  مساره  وتكوينه لبر الامان وان انحرف   وعيه  وقلت خبرته للخراب والدمار وخطاب الكراهية والمحتوى الهابط بلا ضوابط.!

هذا الكلام يصرح  فيه صناع القرار ومن يتولى الزمام في وزارة التعليم العالي  في تصريحاتهم للاعلام  ويبقى واقع تدريس الاعلام في كلياته واقسامه يعيش بانتظار تحقيق الاحلام بتخصيص موازنات  غائبة منذ عقود لانشاء ستديوهات تلفزيونية واذاعات ومختبرات للصوت وللتجارب الرقمية وغرف اخبار وتجهيزات رقمية للتصميم والطباعة وللرصد الالكتروني ومطابع صغيرة لانتاج صحف ومطبوعات ونشرات  يتدرب عليها الصحفي الشاب والشايب الذي عاد للكتاب في اقسام العلاقات العامة والاقسام الاخرى التي تعد معينا ومساندا للمحترفين لتلقى المبتكر والجديد من فنون الاعلام ووسائل الدعاية التي تنهش جسد الامة وتحتاج من يتصدى لها بالرصد والتحليل الستراتيجي والبحث الاكاديمي الرصين الذي توظف نتائجه في خطط التربية الرقمية للمجتمع وتاهيله للكيفية الايجابية للتعاطي مع المحتوى الاتصالي بكل اشكاله  وتقدم للمسؤول رؤى ناضجة تؤهله للخطاب الناضج الصحيح وتبعده عن الزلل والسقوط في فخ الاعلام الاصفر الباحث عن الاثارة  والطشة الرخيصة.

 لقد بدأت  الخطوات الاكاديمية لتدريس ‏ علوم وفنون الاعلام منذ ستينيات القرن الماضي بدفعة التاهيل الاكاديمي لنخبة من الصحفيين المحترفين وهم اليوم يتالقون في وسائل اعلام دولية وجامعات مرموقة وتواصلت الدفعات وتحولت الاقسام لكليات تتقدمها كلية الاعلام بحامعة بغداد وهي الكلية الام التي شرعت   في  وضع اسس صحيحة للتدريب والمناهج الحديثة في ضوء دراسة التجارب العالمية الاكاديمية بالتعاون مع اليونسكو والمكتب الانمائي للامم المتمدة ومنظمات دولية شهيرة وشمل التدريب والتمكين الطلاب والاساتذة على حد سواء لمواكبة الثورة الرقمية.. وليس غرورا او تفاخرا شخصيا الادعاء بدوري وبعض الزملاء في تفعيل حركة النهوض  على مدى عشر سنوات والمستخلص المهم  من تلك المبادرات والتجارب وسر النجاح هو التعاون والتواصل بين القيادات الادارية، فما بداته من  تجهيزات وانشاء ستوديو متطور توأم لاستوديو جامعة لندن  ستي وسياسة تدريب بداتها مع معهد الجزيرة ويستكملها الان العميد الشاب الذي يستكمل المسيرة باخلاص دكتور عمار طاهر ونجح بالتشبيك مع اكاديمية التدريب في اذاعة مونت كارلوا لتنفيذ اكبر برنامج دولي لتمكين الاستاذ والطالب لاداء ادوار يفشل المنهج النظري في صناعتها.

 لايتسع المقال للاشارة لتجارب كليات الاعلام  في الجامعة العراقية وفي ذي قار وصلاح الدين والانبار والتاميم وفي المستنصرية قسم يضم اكثر من 1500 طالب وطالبة ونخبة من خيرة الاساتذة فشلت الجامعة  لتحويله الى كلية لعدم وجود تخصيصات للاعمار والتطوير…وتعاني حميع كليات واقسام الاعلام في العراق  على الرغم من مبادراتهم النوعية وسعيهم الجاد للتحديث والتطوير من غياب التخصيصات اسوة بالكليات  العلمية..لوحود مفهوم خاطىء يرى الاعلام والدراسات الانسانية بانها ليست علوم صرفة تحتاج لمختبرات مثل الطب والصيدلة واقسام كلية العلوم.. وللاسف فاغلب  كليات واقسام الاعلام في الجامعات الاهلية  تجاهلت اهمية التدريب الاعلامي واكتفت بالدروس النظرية والملزمات الغبية  وتحاهلت انشاء   ستوديوهات ومختبرات رقمية وغرف اخبار رغم عظمة الموارد وسعة المكان  لضعف متابعة الوزارة وتكريس النظرة القاصرة لعلوم الاعلام ولانبالغ بوصفها الاخطر من الطب فخطأ الطبيب يقتل انسان  وخطأ الاعلامي يدمر مجتمعات وبلدان.

واذكر ضمن السياق ان مدينة البصرة وتأسيس جامعتنا العريقة عام 1964 لم تفتح كلية او قسما للاعلام وبادرت لاستكمال شروط افتتاح كلية للاعلام قبل ثلاث سنوات هي الاولى في البصرة وكنا على وشك افتتاحها لكن المستثمر  ومع اقتراب الافتتاح الغى المشروع  والمبرر  انه يحتاج القاعات للتوسعة في المجموعة الطبية فطالب الاعلام يدفع مليوني دينار سنويا وطالب المجموعة الطبية يدفع ستة اضعاف… والضرورات العلمية والمحتمعية من مسؤلية الحكومة وليس مسؤولية المستثمر….ويحدونا الامل ان يتنبه صناع القرار لانصاف الدراسات الاعلامية وتبني سياسة قبول في الدراسات العليا شرطها الخبرة العملية والتاهيل الرقمي واللغة الانكليزية  والغاء القبول الخاص والتوسعة غير المبررة في الدراسات  بكافة تخصصاتها لتكون الدراسات العليا فعلا عليا… وليس مكرمة حكومية فلتلك ابواب اخرى غير العلم ودعوة مخلصة لبعض المستثمرين للنظر بعين الاهمية بتجهيز جامعاتهم الفخمة بمختبرات لكليات واقسام الاعلام (ستوديو تلفزيوني تدريبي واذاعة وغرفة اخبار ومختبر صوت للتدريب على فن اللقاء وينفع ايضا في تدريس اللغات…)

نبقى نتطلع ان يتغيير تفكير صناع القرار ويدركون اهمية الدراسات العلمية للاعلام عبر المختبرات وليس المناظرات… بغير ذلك لن تصنع الامنيات اعلامي ناجح  واكاديمي بارع… فهل نتوقع ثورة اصلاح اكاديمي وتخصيصات مثل تخصيصات المجسرات والايفادات الحكومية وتخصيصات السفارات… اللهم اني بلغت.

 

 

 

 


مشاهدات 195
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/09/21 - 2:11 PM
آخر تحديث 2025/10/02 - 1:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 88 الشهر 810 الكلي 12040665
الوقت الآن
الخميس 2025/10/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير