احذروا المواطن فقد لا يشارك
جواد العطار
كلما اقتربت الانتخابات تشريعية كانت ام محلية ، ازدادت حدة الخلافات والخطاب السياسي والطائفي واصبح كل طرف يعمل جاهدا لاضعاف منافسيه واقصاءهم بأية طريقة ممكنة بالتسقيط والاستبعاد وكيل التهم وتلفيق الاتهامات والتسريبات الصوتية والبحث عن اسباب الفشل التي يشترك فيها ؛مع الاسف؛ الجميع من المشاركين في العملية السياسية دون استثناء.ومع قرب كل انتخابات تخرج علينا خلايا البعث من الجحور والذي انتهى قبل أكثر من عقدين الى غير رجعة... ويتجدد الخوف من الماضي ومآسيه بينما المفروض ان مع كل انتخابات تتجدد روح الأمل بالمستقبل والتغيير المنشود.فما الذي يجري؟ هل تسير ديمقراطيتنا بالاتجاه الصحيح ام لا؟ ومتى تنتهي دوامة الصراع الانتخابي السلبية الى روح التنافس الانتخابي الوطني الشريف؟ وهل للمؤسسات دورا في تغذية هذا الصراع اعلامية كانت ام مفوضية ام حتى قضائية!!!.
اسئلة يجب ان توضع لها اجابات في عقول الساسة اولا؛ الذين يتصدرون المشهد. والمرشحين ثانيا؛ الذين يخوضون المعترك الانتخابي. الناخبين ثالثا؛ بمسؤولية الاختيار بوعي. والمؤسسات التي تدير العملية الانتخابية رابعا؛ بان تكون حاسمة وقراراتها لا رجعة فيها... فليس من المعقول ان تقصي رئيس اكبر سلطة تشريعية بالبلد عن العمل السياسي قبل عامين تقريبا ويعود اليوم ليتصدر المشهد اولا في بغداد ، وغيره امثلة للكثير.انه تشويه للديمقراطية اولا؛. واخلال للثقة بالمؤسسات الدستورية ثانيا؛. وتشويش حقيقي على خيارات الناخب ثالثا؛ التي يفترض ان تكون بعيدة كل البعد عن اي تأثير عند اتخاذ القرار امام صناديق الاقتراع.
والكارثة الاكبر ان اشد متخاصمي اليوم من الساسة قد يكونوا أصدقاء الغد بعد ظهور النتائج ، بل وقد يكونون حلفاء البرلمان المقبل والحكومة القادمة متناسين تماما كل ما جرى قبل الانتخابات.ندرك تماما بان الديمقراطية لعبة؛ مثلما يروج لها دائما ، لكن لكل لعبة قواعد وأصول وثوابت ، وأهم لعبة هي الانتخابات لانها تتعلق بمصير وطن لاربع سنوات قادمة واحلام مواطن يتطلع للأفضل... فالعبوها ايها الساسة بشرف وتنافسوا بالمشاريع والانجازات والوعود الصادقة فقد مل المواطن الاعيبكم السابقة والحالية ، وقد لا يشارككم فيها مرة اخرى... وهنا تكمن الطامة الكبرى.