الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ملاعب للأشباح

بواسطة azzaman

اللـه بالخير رياضة

ملاعب للأشباح

اكرام زين العابدين

 

عانى العراق من قلة الملاعب الرياضية قبل وبعد سقوط النظام السابق ، لكن وزارة الشباب والرياضة وبزمن وزيها الاسبق جاسم محمد جعفر نجحت في بناء اكثر من ملعب في بغداد والمحافظات وفق المواصفات الدولية ، ونجحت هذه الملاعب في دعم الرياضة من خلال استضافة بعض الاحداث الرياضية المحدودة واهمها خليجي 25 بالبصرة عام 2023.

الكلفة المالية لانجاز مدينة البصرة الرياضية اكثر من مليار دولار ، بالرغم من انه لم يكتمل بعد ولم تستثمر كل مرافق ومنشأت المدينة ، بسبب عدم اكتمال القاعات المغلقة والمسابح ومضمار الركض وقاعات اللياقة البدنية بالاضافة الى المرافق الرياضية والخدمية الاخرى.

وبالمقابل يبدو ان فكرة استثمار هذه الملاعب وصيانتها بالشكل الصحيح غائبة عن اجندات وزارة الشباب والرياضة ، واللجنة الاولمبية والاتحاد العراقي لكرة القدم ، لاننا لم نشاهد اي فعالية رياضية تقام على الملاعب طيلة ايام السنة ما عدا بعض مباريات الدوري والمنتخب الودية وضمن تصفيات كاس العالم 2026 وكانت بعدد محدود وبفترات متباعدة ، وهذه المباريات غير كافية لتغطية تكاليف الملعب او الارقام الفلكية التي صرفت وتصرف لصيانته.

كنت اتمنى ان يعمل الاتحاد العراقي لكرة القدم بشكل احترافي وان يضع باجنداته في بداية كل عام استضافة العديد من المباريات الودية وكذلك الرسمية المتمثلة في تصفيات كأس آسيا لفئات الناشين والشباب والاولمبي خلال العام وبالاتفاق مع الآسيوي ، لان الدول الآسيوية الفقيرة ليست افضل من العراق ولا تملك امكانيات افضل منا في الجوانب الادارية والفنية لكي تنجح في تنظيم تجمع يضم اربعة او خمس منتخبات ، ولا يستطيع العراق تنظيمها.

ولكن يبدو ان هذه الدول تملك رجال واصوات تعمل وفق تخطيط حقيقي ومساندة قوية من قبل لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والتي تجامل بعض الدول من خلال العلاقات وتمنحها حق استضافة المباريات ، فيما تمنع هذه الاستضافة عن بلدان متطورة اكثر من الاخرى.

ويبدو ان عقدة السفر والترحال ما زالت الصفة الدائمة للعاملين بالوسط الرياضي ولاعضاء ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ، لذلك يفضلون ان يشاركوا في منافسات وبطولات ضعيفة لا تسمن ولا تفيد خارج اسوار الوطن ، لانها مفيدة لهم بالجوانب السياحية والترفيهية والتي يبحث عنها اغلب العاملين بالوسط الرياضي والتي يستفيدون منها لتحسين وضعهم الاقتصادي ، بالاضافة الى ان السفر تعد مكافأة تعطى لهم مقابل الصوت الانتخابي الذي اسهم في فوز اقرانهم بالانتخابات.

ولم تنجح وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم في تسويق اسم العراق وملاعبه من اجل اقامة معسكرات تدريبية للاندية الاوروبية في مدن العراق كافة ، لاسيما وان هذه الاندية التي تحاول ان تعسكر في دول الخليج في فترة التوقف الدولي خلال فترة الشتاء من كل عام وتستغل الاحوال الجوية المناسبة في المنطقة من اجل الاستعداد الامثل للمرحلة الثانية من المنافسات.

 ولم يقتصر الامر على المعسكرات بل ان هذه الاندية تلعب مباريات ودية او تستضيف مباريات كأس السوبر الفرنسي والايطالي والاسباني مثلما يحصل في استضافة السعودية او الامارات لهذه الاحداث الرياضية المهمة وتستمتع جماهير هذه البلدان.

وهنا نذكر ان العراق تعاقد بمبالغ كبيرة مع مع رابطة اللاليغا الاسبانية من اجل دعم تنظيم دوري نجوم العراق ، وكان من المفترض ام يتضمن الاتفاق اقامة مباريات او بطولة ودية تحت رعاية الجانبين تضم اندية عراقية واسبانية ، من اجل انجاح عمل اللاليغا وامتاع الجماهير العراقية العاشقة للاندية الاسبانية والتي كانت ستحضر باعداد كبيرة من لحظة وصول هذه الفرق ولغاية مغادرتها علما ان الاستفادة المالية ستكون كبيرة من خلال استثمار مثل هذه الاحداث الرياضية المهمة.

 

 

 

 


مشاهدات 79
الكاتب اكرام زين العابدين
أضيف 2025/09/10 - 1:10 PM
آخر تحديث 2025/09/13 - 3:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 190 الشهر 8786 الكلي 11926659
الوقت الآن
السبت 2025/9/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير