الملاعب المتعبة
سامر الياس سعيد
عادت قضية الملاعب فاقدة الصلاحية الى الواجهة بعد ان تداولت صحفا ووسائل اعلام تصريحات لمدير دائرة الاقاليم في وزارة الشباب والرياضة بين فيه تقاعس بعض الاندية خصوصا اندية دوري المحترفين عن دورها وواجبها بصيانة ملاعبها بعد ظهور بعض ارضيات الملاعب بمستوى غير لائق خلال الجولات الاخيرة من دوري نجوم العراق نتيجة غياب الصيانة الدورية وضعف المتابعة الفنية .
والمؤلم في الموضوع ان مثل تلك التوصيفات تنطبق ليس على الملعب فحسب بل ايضا على الفريق بعد تاثرها بمختلف الظروف التي تجعله يلعب تحت وطاة الكثير من الامور فتجده خلال الجولات الاخيرة ليس بذلك الفريق الذي كان يقاتل على فرصته في الدوري او يلعب لمجرد اللعب دون اية دوافع يبغيها لتحسين مركزه في الدوري او خضوع لاعبيه للمتابعة بغية استقطابهم للدعوة بتمثيل المنتخب فضلا عن جذبهم لاندية اخرى او الحصول على فرص احترافية مناسبة .
لاشك في ان دورينا ما زالت تتواصل عجلته بعد انتهاء اغلب دوريات العالم بسبب ظروف التاجيلات والايقاف القسري الذي مر بها احتراما لجولات لعب المنتخب الوطني مما اثرت على مختلف الامور حتى بدت ظاهرة غياب صلاحية الملاعب التي اشر لها الدكتور احمد سعيد عليوي الذي بين ان قرار تسليم الملاعب الى الاندية جاء استنادا الى دراسة فنية شاملة قدمها اتحاد الكرة ضمن متطلبات رخصة لاليغا ومشروع تطوير دوري المحترفين حيث شملت تلك الدراسة تحديث الارضيات وانظمة الانارة والمرافق الخدمية وتابع عليوي بانه في ضوء الدراسة فقد اصدر مجلس الوزارء قرارا في اب من العام الفائ يقضي بتخصيص ملعب لكل نادي او ناديين من اندية الدوري وقد التزمت الوزارة بتنفيذ القرار الصادر من قبل مجلس الوزراء مبينا بان الاندية لم تلتزم بالصيانة الحقيقية المطلوبة واقتصرت جهودها على تحسينات سطحية لاتقارن بما كانت تنجزه ملاكات الوزارة سابقا .
ويثير القرار عددا من الاسئلة حول مدى تعذر الاندية بتنفيذ واجباتها لاسيما وان التبريرات التي ستنطلق من الاندية التي اشار اليها المسؤول الوزاري دون تحديدها بالاسم ستكتفي بتحديد العامل المادي الذي يجعلها بعيدة عن استقطاب افراد لهم باع في الاهتمام بارضيات الملاعب وادامتها حتى ان الخبر اعادني الى احدى مباريات الموسم الماضي حينما اكتست فانيلات بعض اللاعبين ممن كانوا يلعبون احدى المباريات على احدى الملاعب الشمالية بما يشبه الطلاء الاخضر بعد ان اقدم النادي الشمالي على ستر بعض الارضيات التي لم تنبت فيها العشب الطبيعي لطلائها بصبغ اخضر لمداراة عجزه عن ادامته وكانه يحاول اخفاء ما تعذر عليه عمله خلال تلك الفترة مما جعله مادة دسمة وتعليقات وفيرة في مواقع التواصل الاجتماعي . ونعود لتصريحات الدكتور احمد سعيد عليوي الذي اشار الى حاجة الملاعب الى ملاكات مختلفة من مهندسين وفنيين واداريين يمتلكون الخبرة وهو الامر الذي تفتقده اغلب الاندية بحجة ضائقتها المالية والاعتماد على ملاكات منوعة تمتلك خبرة في جميع الملاكات لادامة اعمال النادي فتجد على سبيل المثال الاداري وهو الذي يقوم باعمال اخرى غير ما موكل له من مهام وواجبات معروفة قد تتعدى احيانا الى العمل بادامة الملاعب ورشها والاهتمام بالعشب ومناسبته لغرض اقامة مباريات الفريق عليها وليس تلك الاعمال من واجبـــــــــــات الاداري اصلا وغير ملزم بتنفيذها .