العملية التربوية

سدير فاروق نوري

يشهد العراق اليوم حراكاً ملحوظاً في ميدان التربية والتعليم، حيث تزداد الجهود الرسمية والمجتمعية لتطوير المدارس والارتقاء بالعملية التعليمية بما يتناسب مع طموحات الجيل الجديد وتحديات العصر. فمنذ عقود، شكّلت المدرسة العراقية ركيزة أساسية في تكوين الهوية الوطنية، وكانت شاهداً على نهضة فكرية وثقافية أخرجت للمجتمع أطباء ومهندسين وأدباء وعلماء كان لهم دور بارز في بناء الدولة العراقية والمساهمة في الحضارة الإنسانية. واليوم، يعود الاهتمام إلى هذا القطاع بوصفه الاستثمار الأهم في الإنسان. الحكومة العراقية أطلقت في السنوات الأخيرة مشاريع لإعادة تأهيل المدارس القديمة وبناء أخرى جديدة، مع التركيز على إدخال التكنولوجيا الحديثة في الصفوف، وتزويد الطلاب بوسائل تعليمية تفاعلية. كما بدأت برامج تدريبية لرفع كفاءة الكوادر التدريسية، انطلاقاً من أن المعلّم هو حجر الزاوية في أي إصلاح تعليمي ناجح. إلى جانب ذلك، ساهمت المبادرات الأهلية والمجتمعية في دعم التعليم، سواء عبر توفير مستلزمات مدرسية للطلبة أو المشاركة في حملات صيانة وترميم المدارس. هذه الروح التضامنية تعكس إيمان العراقيين بأن مستقبل البلاد يبدأ من مقاعد الدراسة. ورغم التحديات التي يواجهها التعليم في العراق، فإن المؤشرات الإيجابية تنبئ بمرحلة جديدة من الازدهار، حيث يتجه النظام التعليمي نحو تعزيز قيم الإبداع، والانفتاح على العلوم الحديثة، وغرس روح المواطنة. إن المدرسة العراقية اليوم ليست مجرد مكان للتعليم، بل فضاء لبناء العقول، وترسيخ القيم، وإعداد أجيال قادرة على مواصلة مسيرة البناء والتنمية. ولعل ازدهار التعليم هو البوصلة الحقيقية التي تقود العراق نحو مستقبل مشرق.