ريف الرمادي إلى أين ؟
علي جاسم الفهداوي
يمتد ريف الرمادي من أطراف المدينة حيث ندرة البيوت الطينية مع تراجع المساحات الزراعية، أذ كان يمثل ما يعرف بـ”السلة الغذائية” للمدينة وبقية المناطق. بعد 3002 انخرط أبناء الريف في وظائف مثل: الشرطة والجيش، وبدأت السيارات تغيّر نمط الحياة، فباع المواطنون مواشيهم لشرائها، فتراجع الاعتماد على الزراعة التقليدية والمهن الريفية، وتمّ الأعتماد على المستورد من الأغذية والفواكه والخضراوات التي لا طعم لها قياساً بالزراعة المحلية وجودتها. يواجه الريف حالياً تحديات كبيرة منها: قلة المياه وتلوثها، ارتفاع التكاليف، تغيّر نمط الأسرة، والهجرة نحو المدن، ما يهدد بتفريغ القرى من طاقتها وتحويلها إلى ضواحي فقيرة...ومع ذلك يمكن للمشاريع الزراعية الصغيرة والدعم المناسب أن تحافظ على دورها الطبيعي كـ”سلة غذائية” حقيقية.ريف الرمادي مهدد بالانقراض بسبب أنماط البناء الحديثة، وتحويل الكثير من الاراضي الزراعية إلى مناطق سكنية، وهو ما يفقد الرمادي جزءا من ذاكرتها وهويتها، والسؤال “إلى أين؟” يعكس مستقبل مجتمع كامل يقف عند مفترق طرق بين الاستمرار أو التلاشي.