أزمة تلوّث المياه

فاطمة علي

قضية الماء في العراق ليست بجديد، ولكنها أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. تعاني العديد من المناطق من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب نتيجة للتلوث المتزايد وسوء الإدارة. من الضروري، في ظل هذه الظروف، أن تتحمل الحكومة ووزير الخارجية ووزير الموارد المائية مسؤولياتهم بشكل جاد. تحتاج البلاد إلى تحركات سريعة وفعالة، فقد بات الوضع لا يُطاق، إذ أن المياه الملوثة أصبحت تشكل كارثة صحية وبيئية تهدد حياة الملايين. إحدى الحلول المقترحة هي التواصل مع الجارة تركيا للضغط عليها لإطلاق المزيد من المياه إلى العراق، حيث يحتوي نهر دجلة والفرات على أهمية حيوية للمزارع والصناعة والحياة اليومية. يحتاج العراق إلى استراتيجيات استعجالية للتعامل مع هذه الأزمة، بدلاً من التركيز على الانتخابات وتوزيع الأموال دون خطة واضحة لمعالجة الأزمات المتفاقمة. إذا استمرت الحكومة في تجاهل هذه القضية المصيرية، فإننا سنكون مقبلين على كارثة بيئية قد تؤدي إلى تداعيات قاسية على مستقبل البلاد. يجب على حكومة العراق أن تستثمر في بنية تحتية مائية فعالة، وتعزيز التعاون مع الدول المجاورة للحفاظ على المياه النظيفة، لأن الوضع المائي قد وصل إلى حد لا يُحتمل، ولم يبقَ شيء صالح للعيش في ظل هذه الظروف. لقد دمرت الموارد المائية بشكل نهائي، مما يستدعي تحركًا سريعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.