الحسين.. شهيد المكان والزمان
جاسم العزاوي
واقعة الطف تتخطى المكان والزمان، الى ما هو أقصى من تاريخ وموقع حدوثها؛ لأنها قبل العاشر من عاشوراء 61 هـ وبعده، من حيث تصدي الأبطال التاريخيين المؤمنين بموقعهم المسؤول عن ترسيخ الحق وإزهاق الباطل، في مهمة كونية ؛ كي ينشروا معايير النزاهة تلملم إنفلات الفساد، القابل للتمدد حيث ما أتيحت له ظروف ملائمة.. ليتوسع مكاناً وزماناً. والحسين.. عليه السلام، قاد ثورة إصلاح من دون مقومات عسكرية، إستناداً الى مبدأ: الرقبة بالحق أقوى من سيف الباطل لتكون سيرة لمقارعة الفساد اينما كانة وهذا مايجب ان يتبع في توالي الأحداث.. حرفياً بالرغم ان الدنيا دالت بطراً وطغياناً ليزيد بعد مقتل الحسين، ولم يعد ثمة ما ينغص عليه و على الفساد تمكنه و سيطرته في حينها . الا ان المدينة.. المدينة المنورة.. مدينة رسول الله.. يثرب التي نورها بهجرته.. صلى الله عليه وآله، المدينة ظلت عصية على الأمويين، قبل نكبة المؤمنين بإستشهاد الحسين، ولم يقتحم أسوارها لا جيش ولا سلطة، لكن تسنى لهم دخولها.. وجلين.. بعده، ولم يمكث لهم والٍ عليها.
وبهذا يتأكد إنتصار العنق الذبيح على سيف الباطل.. بالحق، فلا طالت يد الأمويين المدينة، ولا امحت ذكرهم من صفحة التاريخ ؛ وهم متسلحون بشر التطاول على سبط رسول الله.. عليه أفضل الصلاة والسلام. طوبى للحسين و من معه من الصديقين وهم يتبوؤن مكانتهم في الآخرة ومنزلتهم الخالدة في الدنيا بذكراه الدائمة و سيرته الخلاقة .. لبيك يا أبا عبد الله للعمل على طريق تضحياتك و استشهادك و نحن أمناء لاحياء ذكراك لما أردت و تريد ...
نقيب الأطباء الأسبق