مواقف رصينة وكلمات ثمينة
حسين الصدر
-1-
كثيراً ما يتعرض الانسان الى مواجهات ساخنة مع مَنْ يُريد أنْ ينال منه
والسؤال الآن :
ما هي أفضل الطرق للخلاص من سلبيات تلك المواقف ؟
وهذا ما بيّنه بوضوح الاحنف بن قيس حينما قال :
ما نازعني أحدٌ قطّ الاّ أخذتُ أمري بإحدى ثلاث :
إنْ كان فوقي عرفتُ قدره ،
وانّ كان دوني أكرمتُ نفسي عنه ،
وانْ كان مثلي تَفَضَّلْتُ عليه .
-2-
وقد ألمّ بعض الشعراء بهذه المعاني فقال أحدهم :
اذا كان دوني مَنْ بليتُ بجهله
أبيتُ لنفسي أنْ تقارع بالجهلِ
وإنْ كان مثلي ثم جاء بِزَلّةٍ
هويتُ لِصفحي أنْ يضاف الى العدلِ
وإنْ كنتُ أدنى منه قدراً ومنصبا
عرفتُ له حقَّ التقدّم والفضلِ
وقال آخر :
وما الناس الاّ واحدٌ من ثلاثةٍ
شريف ومشروف ومِثْلٌ مُقاوِمُ
فأمّا الذي فوقي فأعرفُ فضله
وأتبع فيه الحقَّ والحقُّ قائمُ
وأما الذي دوني فانْ قال صنتُ عنْ
إجابتهِ نفسي وإنْ لامَ لائِمُ
وأمّا الذي مثلي فانّ زلّ أو هفا
تفضّلتُ إنّ الفضلَ للحُرّ لازمُ
-3 –
وهكذا يتبين أنّ الشعر واكب المواقف وما حفلت به من حِكَم وكلمات جميلة .