لا حل لأزمة الكهرباء
عادل الربيعي
توالت المواضيع في الصحف وخرج الناس للمطالبة بأبسط الحقوق وهو موضوع الكهرباء والذي بات يشكل وضع مساوي لكثير من مناطق العراق لان الكهرباء مرتبطة بكثير من العوامل الحياتية وبات حلها مستحيل في ظل الحكومات التي تعاقبت ولو نأتي على ما انفقه العراق قد يصدم الجميع لكن المشكلة ان العراقي يعلم بهذه الامور .. والسؤال كم انفق العراق على الكهرباء منذ عام 2003 ولليوم حيث انفقت الحكومة العراقية من عام 2003 والى اليوم اكثر من 90 مليار دولار والغريب ان هذا المبلغ قد يكفي لبناء 9 مفاعل نووية كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية ويكفي ايضا ً لبناء مزارع شمسية بطاقة اجمالية قد تصل الى 90 كيكا واط اي ضعف ما يحتاجه العراق من كهرباء تقريبا ً ومن المثير للاهتمام ان اكثر من احد عشر وزيرا ً تعاقبوا على وزارة الكهرباء وجميعهم لم ينجحوا بحل ازمة الكهرباء وعندما تسألهم عن السبب يعطيك اسباب تافهة وغير مقنعة مثلا التجاوزات البناء العشوائي كثرة عدد العراقيين او يقول ان امريكا هي السبب ..والعراق الان ينتج نصف حاجته من الكهرباء بإنتاج غير منظم واذا اردنا فهم حجم مشكلة الكهرباء وسوء ادارتها فلننظر الى ( مصر ) كيف عالجت الازمة وكم كلفها الامر حيث عام 2014 عانت الشقيقة مصر من مشاكل في الطافة الكهربائية لكن بعدها تحركت نحو مشاريع الطاقة الشمسية ووقعت الحكومة المصرية اتفاقية مع شركة سيمنس المانية لبناء ثلاث محطات غازية عمالقة بكلفة 8 مليار دولار وبقدرة انتاجية تبلغ 14 كيكا واط . وكيف استطاعوا سد الدين هو من خلال الجباية اي ورقة الكهرباء لان عندما يدفع المواطن المصري تذهب الى خزين الدولة لا الى جيوب المسؤولين مثلما يحدث بالعراق .. والعراق بعد انفاق 90 مليار دولار يولد الان 27 كيكا واط وبالتأكيد وفق مقايس المنطق والاقتصاد والسياسة وبعد تقدير كل الظروف نبقى لا يستطيع المواطن العراقي استيعاب حجم الكارثة وكيف انفق 90 مليار دولار واكيد كل هذا بسبب مولدات الاحزاب المنتشرة في كل مكان والتي تدر عليهم ارباح خيالية .. وكل هذه المبالغ ولم يتمكن من معالجة ازمة الكهرباء ...