الـله بالخير رياضة
فوضى الإنتخابات
اكرام زين العابدين
يبدو ان الاتحاد العراقي لكرة القدم مُصر على ان يعمل بشكل عشوائي وبعيد عن الروح الرياضية والمنهجية الصحيحة للعمل الاداري ، وان كل ما قيل عنه قبل سنوات من قبل المعارضين له تحقق في ظل ما افرزته الاربع سنوات من عمله والتي سبقتها معطيات سلبية جعلت الجميع في حيرة من امرهم، لا نعرف من نصدق ومن نكذب ، بل اكدت بلا شك بان المصالح ترتقي فوق المبادىء والاخلاق.
اما مشروع الاصلاح الرياضي الذي كان البعض ينادى به فانه كان جسرا للعبور للوسط الرياضي واللعب بعواطفه من اجل كسب اصواته، وان الايام اثبتت ان من رَوج له لم يكن صادقاً بافعاله .
ان طريق الوصول الى الاتحاد العراقي كان صعباً ، لكنه اصبح سهلاً من خلال طرح افكار واساليب جديدة لتطوير واقع الكرة ، وانتهاءً باستغلال الاخطاء الادارية واعتبارها جنحة جنائية بزج البعض خلف القضبان ، والتي ادت الى انعدام الثقة بين العاملين بالوسط الرياضي .
يبدو ان فائدة الفوز بلقب كاس الخليج بالبصرة كانت كبيرة واتت بثمارها واقنعت القيادات السياسية بالبلد بانها بداية العمل الصحيح للمشروع ، وانها غطت على عيوب وسلبيات ادارية كثيرة وجعلت البعض يصدق ان العراق بدأ ينهض ويدخل عالم الاحتراف الحقيقي ، وان العمل الاداري يتطور في ظل المعطيات التي ظهرت على السطح .
لكن شهر العسل الكروي بدأ ينفض شيئاً فشيئاً عندما تضاربت وتقاطعت المصالح بين الاعضاء مما جعل الجميع يبحث عن مصلحته الشخصية اولاً وينسى العمل الجماعي الذي اتفق عليه الجميع بعد انتهاء الانتخابات والسير على خطى من سبقهم.
حصل جميع اعضاء الاتحاد على مكاسب مادية ومعنوية من القيادات السياسية بعد اي فوز كان يتحقق للعراق في اي بطولة شاركت فيها الفرق والمنتخبات الوطنية ، والبعض تجاوز القانون من خلال الحصول على اكثر من استحقاق له في ظل تعاون بعض الجهات الحكومية معه .
لم يعمل الاتحاد العراقي بالشكل الصحيح وينهي اجتماعاته الخاصة بتعديل النظام الاساسي للاتحاد ، او يعدل بعض الثغرات الادارية والقانونية التي تسهم في تحقيق العدالة بجمهورية كرة القدم.
ولم يستقر عمل لجان الاتحاد التي تعتبر مسوؤلة عن تطويره ، بل ان قرارات بعض لجانه كانت تتغير مع تغير الاجواء ، مما يضع الاتحاد بموقف حرج ، وهذا يدل على ان الاتحاد لم يختار هذه اللجان بالطريقة الصحيحة.
اما موضوع اختيار مدربي المنتخبات الوطنية فان الشكوك كانت تحوم عليها ، لاسيما بعد اي اخفاق يحصل للمنتخبات ، وبدلاً من معالجة وتصحيح الاخطاء ، يصر الاتحاد على مكافأة واستمرار الفاشلين بطريقة عجيبة تجعل البعض يضع اكثر من علامة استفهام عليها.
اما موضوع الجانب المالي فان الاتحاد كان يصرف الاموال بدون تخطيط في رحلاته السندبادية وبصحة الاعضاء ومحبي واصدقاء الرئيس ، وفي نفس الوقت كان يعجز عن تسديد اجور الحكام ، وديونه لاقامة المعسكرات التدريبية والتجهيرات الرياضية.
اما موضوع التصريحات المتنافضة فانها كانت سمة عمل الاتحاد ، فتارة نرى ان المكتب التنفيذي يقرر منع التصريحات وحصرها بعضو معين ، الا اننا نشاهد الجميع يتسابق ويلبي طلب الفضائيات لنشر الغسيل القذر للاتحاد وعلى مسمع الجميع ، وان البعض يلوح بالذهاب الى المحاكم في حالة عدم تلبية مطالبه ، ويرفض في نفس الوقت تقديم استقالته من العمل مع الاتحاد احتجاجاً على الخروقات الحاصلة فيه.
واخيراً توج اتحاد الكرة نهاية عمله قبل اجراء انتخاباته المقبلة في ايلول ، بمسرحية انتحابات الاتحادات الفرعية التي شهدت معارك باشكال مختلفة.