الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أرض‭ ‬رحيمة‭ ‬متعددة‭ ‬الأقطاب

بواسطة azzaman

أرض‭ ‬رحيمة‭ ‬متعددة‭ ‬الأقطاب

علي السوداني

 

تسير‭ ‬الصين‭ – ‬صحبة‭ ‬روسيا‭ ‬الغارقة‭ ‬مؤقتاً‭ ‬بوحل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬–‭ ‬بقوة‭ ‬وثبات‭ ‬وهدوء‭ ‬نحو‭ ‬موقعها‭ ‬الطبيعي‭ ‬كقوة‭ ‬عظمى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬متوازن‭ ‬عادل‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬المتحقق‭ ‬عملياً‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ذراع‭ ‬اعلامية‭ ‬متكاملة‭ ‬ومؤثرة‭ ‬تخاطب‭ ‬العالم‭ ‬عموماً‭ ‬والعرب‭ ‬خصوصاً‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬أذرع‭ ‬الدعاية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والألمانية‭ ‬والروسية‭ ‬التي‭ ‬انتبهت‭ ‬مؤخراً‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬الحيوي‭ ‬الهام‭ .‬

هنا‭ ‬بوطننا‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬تكاد‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬شيئاً‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للصين‭ ‬المتعلق‭ ‬بباب‭ ‬الأدب‭ ‬والفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬كلها‭ ‬،‭ ‬وتخلو‭ ‬المكتبة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نتاج‭ ‬لشعراء‭ ‬وقصاصين‭ ‬وروائيين‭ ‬ورسامين‭ ‬ونحاتين‭ ‬ومغنين‭ ‬وموسيقيين‭ ‬صينيين‭ ‬،‭ ‬بعكس‭ ‬أمريكا‭ ‬ومعظم‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية‭ .‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬قد‭ ‬ظهرت‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الزعيم‭ ‬ماو‭ ‬تسي‭ ‬تونغ‭ ‬وقدمت‭ ‬نفسها‭ ‬تالياً‭ ‬كقطب‭ ‬عالمي‭ ‬مؤثر‭ ‬واحتلت‭ ‬مقعداً‭ ‬دائماً‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬جزءاً‭ ‬مؤثراً‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬صار‭ ‬يعرف‭ ‬بالحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬الرأسمالي‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬أمريكا‭ ‬وبين‭ ‬الإتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬البائد‭ ‬الذي‭ ‬سقط‭ ‬وتفكك‭ ‬بنهاية‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الفائت‭ ‬بالسكتة‭ ‬الدماغية‭ .‬

لقد‭ ‬عملت‭ ‬الدعاية‭ ‬الغربية‭ ‬المتطورة‭ ‬ومنصات‭ ‬الدعاية‭ ‬والإعلام‭ ‬الفتاك‭ ‬الذي‭ ‬تمتلكه‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة‭ ‬بلاد‭ ‬العم‭ ‬ماو‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإقتصاد‭ ‬والتصنيع‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬واجهت‭ ‬تمدد‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الأفقر‭ ‬بإطلاق‭ ‬شائعة‭ ‬أن‭ ‬البضاعة‭ ‬الصينية‭ ‬الرخيصة‭ ‬غير‭ ‬معمرة‭ ‬وتنطوي‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العطب‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬الناس‭ ‬بحكم‭ ‬العادة‭ ‬والإنقياد‭ ‬تصف‭ ‬الهاتف‭ ‬والحذاء‭ ‬والراديو‭ ‬والتلفاز‭ ‬والسيارة‭ ‬السيئة‭ ‬بأنها‭ ‬صينية‭ ‬وحسب‭ !!‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يستمر‭ ‬طويلاً‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬صار‭ ‬واضحاً‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والفقبرة‭ ‬خاصة‭ ‬بأن‭ ‬بكين‭ ‬تريد‭ ‬التعاون‭ ‬معك‭ ‬والمتاجرة‭ ‬وتقدم‭ ‬لك‭ ‬النصح‭ ‬لكي‭ ‬تنمو‭ ‬كدولة‭ ‬ولا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬أرضك‭ ‬وقتل‭ ‬شعبك‭ ‬وحياكة‭ ‬المؤامرات‭ ‬لتبديل‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المختلفة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬تصنعه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أمريكا‭ ‬الوغدة‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬الموت‭ ‬والفساد‭ ‬والفتن‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تضربها‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬بما‭ ‬تسميه‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭ !!‬

العالم‭ ‬يتبدل‭ ‬حقاً‭ ‬وأرض‭ ‬القطب‭ ‬الواحد‭ ‬إلى‭ ‬زوال‭ ‬وسيحدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬المنظور‭ ‬،‭ ‬ومهما‭ ‬بلغت‭ ‬قوة‭ ‬الثور‭ ‬الهائج‭ ‬ففي‭ ‬النهاية‭ ‬سيتلقى‭ ‬السهم‭ ‬ويسقط‭ ‬قبل‭ ‬نطح‭ ‬القماشة‭ ‬الحمراء‭ . ‬


مشاهدات 19
الكاتب علي السوداني
أضيف 2025/07/08 - 1:39 PM
آخر تحديث 2025/07/09 - 12:44 PM

أخبار مشابهة
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 487 الشهر 5301 الكلي 11158913
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير