وقف النار لا يعني نهاية الحرب
محمود السلطاني
رغم الإعلان عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإســـــرائيل ، فإن ما جرى لا يمكن اعتباره نهاية للحرب ، بل هو مجرد نهاية جولة من جولات الصراع المستمر ، الذي يبدو أنه دخل مرحلة جديدة أكثر تعقيدا وحساسية .
في هذه الجولة تكبدت إيران خسائر استراتيجية كبيرة ، قد يصعب تعويضها في المدى المنظور ، ومن أبرز تلك الخسائر .
تدمير جزء مهم من مشروعها النووي ، والذي كانت تراهن عليه كأداة ردع رئيسية .
خسارة نخبة من قيادات الصف الأول ، وهو ما يشكل ضربة معنوية وتنظيمية كبيرة داخل النظام الإيراني .
تراجع ثقة حلفائها في المنطقة ، بعد أن عجزت عن تأمين الدعم والتنسيق في لحظة كانت في أمس الحاجة إليهم .
أما فصائل إيران في بعض الدول العربية ، والتي طالما استُخدمت كورقة ضغط وتهديد ، فقد بقيت هذه المرة على الحياد ، وكأنها تقر ضمنيا بأن المعركة لم تكن معركتها .
كل هذه المعطيات تشير إلى أن إيران خرجت من هذه الجولة أضعف وأكثر عزلة ، في مقابل تعزيز موقف إسرائيل استراتيجيا ، رغم الخسائر العسكرية والبشرية التي تعرضت لها .
الهدنة المعلنة ليست سوى استراحة مؤقتة ، في حرب لم تقل كلمتها الأخيرة بعد ، فالصراع لم ينتهِ ، بل اتخذ شكلا جديدا ، وقد تكون المعارك القادمة أكثر ضراوة واتساعا ...