الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
توكسِيك الإعلام.. لوثة ناعمة في عقول الجماهير

بواسطة azzaman

توكسِيك الإعلام.. لوثة ناعمة في عقول الجماهير

حسين باجي الغزي

 

في زمنٍ تتسارع فيه الأخبار وتتنافس فيه القنوات والمواقع الاخبارية ،على جذب الانتباه، أصبح الإعلام سلاحًا ذا حدين؛ يمكن أن يكون وسيلة للوعي والمعرفة، أو أداة توكسِيك (سامة) تُفسد العقول وتشوّه الحقائق.و”توكسِيك الإعلام” هو ذاك النوع من المحتوى الإعلامي الذي يُروّج للسطحية، يزرع الخوف والكراهية، ويستغل الجهل والعاطفة للتلاعب بالجمهور. وقد لا يكون سامًا من النظرة الأولى، لكنه يتسلل تدريجيًا إلى العقول، ويؤثر على طريقة تفكير الناس وسلوكهم تجاه أنفسهم والآخرين.بأستخدام الإثارة على حساب المصداقية،حيث تلجأ بعض وسائل الإعلام إلى تضخيم الأحداث، واستخدام العناوين الصادمة لجذب المشاهدات، حتى لو كان ذلك على حساب الدقة والموضوعية.و تضليل الرأي العام من خلال تكرار أخبار أو سرديات معينة بطريقة ممنهجة، يتم تشكيل رأي عام يخدم مصالح جهات محددة، دون أن يدرك المتلقي أنه تحت تأثير “غسيل دماغ ناعم».ان نشر السطحية والاستهلاك المفرط ،حيث يُروّج( اعلام التوكسيك)  لنجوم الترفيه والتفاهة على حساب المفكرين والعلماء، ويُعلي من قيم الاستهلاك والمظاهر، مما يؤدي إلى تآكل القيم الفكرية والمجتمعية.

ان من الاهداف المخيفة لهذا المفهوم، هو إشاعة الكراهية والانقسام،حيث يتم توظيف الخطاب الإعلامي أحيانًا لتعميق الانقسامات بين فئات المجتمع (دينيًا، سياسيًا، اجتماعيًا)، مما يعزز الانغلاق والتعصب.وينجح التوكسيك في اكثر الحالات. لكونة يلعب على أوتار العاطفة والخوف، ويستغل ضعف الوعي النقدي لدى الجمهور. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت انتشار هذا النوع من المحتوى، حيث تنتشر الشائعات ،والأخبار المفبركة بسرعة البرق.اذا كيف نحصّن أنفسنا، من هذه الافه الخطيرة.. هو احلال التفكير النقدي: ولا نأخذ كل ما يُعرض لنا كحقيقة مطلقة، بل نسأل دائمًا: من قال؟ ولماذا؟ وما الهدف؟ان تنويع مصادرالمعلومات، بعدم الاعتماد على مصدر واحد. بل نستمع إلى وجهات نظر مختلفة لتكون صورة متوازنة.والتحقق من الأخبار ، باستخدم أدوات التحقق أو البحث عن مصدر أولي للخبر.و كيفية التعامل مع الإعلام بذكاء، خاصةً الأجيال الشابة. ان اإعلام التوكسيك ليس مجرد مشكلة تقنية أو مهنية، بل هو تهديد ثقافي وفكري يجب أن يُؤخذ على محمل الجد. في عالم يغرق في الضجيج، فإن الصمت الواعي، والفلترة العقلية، هما أنجع سلاحين للدفاع عن وعينا.

 


مشاهدات 74
الكاتب حسين باجي الغزي
أضيف 2025/08/31 - 2:41 PM
آخر تحديث 2025/09/01 - 3:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 92 الشهر 92 الكلي 11417965
الوقت الآن
الإثنين 2025/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير