الـله بالخير رياضة
العراق وأندية العالم
اكرام زين العابدين
تتواصل منافسات بطولة كأس العالم للاندية بحلتها الجديدة وبمشاركة 32 نادياً من كافة قارات بالمباريات التي تقام في الملاعب الامريكية ، وتشهد البطولة مشاركة اندية عربية من قارة آسيا وهي الهلال السعودي والعين الاماراتي ، ومن افريقيا الاهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي.
وتضم هذه الاندية العديد من النجوم العرب اللذين يمثلون الاندية الخمسة وبغياب واضح لاي لاعب عراقي يحترف فيها او في غيرها ويتواجد في البطولة، مما يدل على ان امكانيات لاعبينا مازالت بعيدة عن الاحتراف الحقيقي ، وبالرغم من الهالة الكذابة التي يحصل عليها البعض ، وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقية المرة التي تعيشها الكرة العراقية والتي كانت نتيجتها الابتعاد عن التأهل المباشر للمونديال المقبل واهداء البطاقة للاردن في مجموعة ضمت فرق من الممكن تحقيق الفوز عليها بسهولة ، واعطت هذه النتائج محصلة مفادها ان هذه الاسماء والنجوم غير اللامعة بالكاد تنجح بالدوري المحلي او بالدوريات المجاورة الضعيفة.
وشهدت البطولة الحالية لاندية العالم حضور نجم سوريا عمر السومة مع نادي الوداد المغربي ، والفلسطيني وسام أبو علي محترف النادي الاهلي المصري الذي سجل ثلاثة اهداف في مرمى نادي بورتو البرتغالي ، بالاضافة الى لاعبي السعودية والامارات ، وهذه البطولة فرصة لا تعوض للاعب من اجل اكتساب الخبرة من خلال التنافس مع الاندية العالمية ، ولا يهم مهما كانت النتيجة لان الهدف هو التنافس الشريف وظهور اسم اللاعب في سجلات الفيفا.
ولا ننسى ان الفيفا واللجنة المنظمة للبطولة خصصت اموال لكل الاندية المشاركة بالبطولة ، وهذه المبالغ تزداد كلما واصل الفريق مشواه بالبطولة وصولا الى حصد اللقب ، وبحسبة بسيطة فان اندية أوروبا ستحصل على قرابة 12 مليون دولار، فيما تحصل اندية أمريكا الجنوبية على 15.21 مليون دولار، والاندية المشاركة من آسيا وإفريقيا وشمال ووسط أمريكا والبحر الكاريبي سيحصل على 9.55 مليون دولار امريكي.
وبالعودة لافضل اندية العراق بالموسم الكروي الحالي وهو نادي الشرطة الذي احرز اللقب قبل انتهاء البطولة بجولتين وللمرة الرابعة على التوالي وبقيادة مدربه المصري مؤمن سليمان فانه مازال بعيداً عن مستويات الاندية المشاركة في البطولة العالمية الحالية لانه سبق وان تلقى خسارات قاسية من الاندية السعودية وهزت شباكه العديد من الاهداف واحتل مركزاً متاخراً في نهاية المشوار بدوري النخبة الآسيوي ، لكنه عاد ولملم اوراقه ونجح في احراز اللقب المحلي في ظل تراجع مستويات منافسيه الآخرين كالزوراء والقوة الجوية والطلبة وزاخو ودهوك بطل اندية الخليج.
وبالعودة لمدربينا المحليين الذين يطالبون بان يكون لهم السبق والريادة في التعاقد مع الاندية المحلية لكنهم يتناسون بانهم لم ينجحوا في عملية صناعة جيل كروي جديد قادر على الاحتراف في الدوريات الخارجية القوية ، والتي من خلالها تتطور امكانيات لاعبينا ويبدأ السماسرة ووكلاء اللاعبين بالتوافد على انديتنا من اجل الحصول على توقيع لاعبينا لتمثيل الاندية الاوروبية المتطورة.
سيبقى الحال على ما هو عليه طالما لا توجد رؤية واضحة للعمل الصحيح مع فرق الفئات العمرية التي تحتاج الى صبر وجهد واموال من خلال التعاقد مع مدربين من مدارس اوروبية متطورة ، وبعيدة عن الاجتهاد الشخصي ، لان التجارب القريبة اثبتت فشلها.
وهنا لا ننسى دور وزارة الشباب والرياضة المهم في هذا الجانب لانها كانت السباقة في تاسيس مراكز الموهبة الرياضية بكرة القدم ، لكن التجربة لم تنضج بالشكل الصحيح من خلال اختيار مدربين واداريين لا يملكون الفكر الاحترافي ، والنتيجة كانت سلبية لان الاموال والجهد صرفت ولكن التجربة لم تنجح ولم نحصل على نجوم حقيقين باللعبة.