معهد العالم العربي بباريس يستذكر وليد شميط
باريس - سعد المسعودي
تجمع في معهد العالم العربي محبو وأصدقاء الراحل الناقد والمفكر وليد شميط لأحياء الذكرى الاولى لرحيله ، عن عمر يناهز 82 عامًا ,حاملين معهم حكايات وقصص كثيرة عن أبداعات الراحل التي امضاها في خدمة الابداع كاتبا وناقدا ومخرجا وممثلا سينمائيا ودبلوماسيا حيث عمل المسؤول الاعلامي للجامعة العربية ,وكان وليد شميط صعب، المعروف باسم وليد شميط، من رواد النقد السينمائي في لبنان. ولم تقتصر موهبته على ذلك، بل كان أيضًا مقدم برامج تلفزيونية ناجحة وإذاعية منها اذاعة الشرق في باريس حيث ابتكر «النشرة المستمرة «للفترة الصباحية وأصبحت فيما بعد تقليدا لأغلب وسائل الأثير والفضاء ، لا سيما في تلفزيون لبنان الرسمي وامتد تأثيره إلى ما وراء الحدود اللبنانية، مخلفًا أثرًا بالغًا في السينما العربية ,وتخليدًا لذكراه، قرر ابنه، سليم صعب، تصوير فيلم وثائقي تحدث عن مسيرته الفنية. الندوة التي شارك بها اصدقائه المقربين «كمال طربية مدير أخبار «راديو مونت كارلو» وهدى ابراهيم «صحفية في راديو فرنسا الدولي « وسعد المسعودي « من قناة العربية ومونت كارلو « وما أن انتهى نجله المخرج سليم صعب من توثيق مسيرة والده الراحل وواصل بجمع شهادات من اصدقائه الذين عملوا معه و عرفوه عن قرب وكان حلم الراحل شميط رؤية فيلم ابنه سليم لكنه رحل قبل اتمام الفيلم بشكله النهائي ,الفيلم «52» دقيقة القى الضوء على مراحل مهمة في تاريخ شميط المهنية بالانجازات والكتابات المهمة حيث اغنى المكتبة العربية بأمهات الكتب السينمائية وذكرياته مع السيدة فيروز والعمل معها وتجربته مع الرحابنة والراحل يوسف شاهين وصلاح ابو سيف وهو رفيق درب لشوشو وفارس يواكيم وسمير نصري وياسر عرفات والشاذلي القليبي وعمل معه مستشارا اعلاميا لسنوات , وغيرهم من الاسماء الكبيرة في عالم الفن والثقافة.انه فيلم يوثق بجماليه عاليه مسيرة الراحل وليد شميط بعيون فلذة كبده «سليم «.
كما أصدر كتاباً بالشراكة مع الناقد الفرنسي غي هينيل «فلسطين في السينما» (1978) الذي يطرح سؤالاً مهماً في تلك الفترة: هل السينما الفلسطينية موجودة؟
انشغاله بالسينما البديلة، أصدر كتابه «يوسف شاهين ـ حياة للسينما» (2001) الذي تناول فيه خصوصية سينما شاهين الجديدة، ومتابعة سؤاله الفكري والجمالي والذاتي كأحد أهم روّاد السينما البديلة في مصر والعالم العربي آنذاك، مناقشاً معايير سينما شاهين الجمالية والسردية،
وأصدر كتابه «إمبراطورية المحافظين الجدد التضليل الإعلامي وحرب العراق» (2007) على إثر الغزو الأمربكي للعراق الذي تناول فيه صورة الإعلام المعاصر ودوره في الحرب، لكنّه دائماً ما كان مخلصاً وميالاً إلى السينما.
سؤال شميط حول السينما البديلة، ومعاييرها الجمالية، وعلاقتها بالواقع واليومي وهموم الإنسان، يبقى موضوعاً محورياً يجب أن نطرحه، ويجب أن نبحث بجدية في تحديات المشهد الثقافي العربي المعاصر وتغيّراته،
مثّل أيضاً في عدد من الأفلام، منها(سيّد تقدّمي) للمخرج السوري نبيل الملاح، وفيلم «عارضة الأزياء» للتونسي صادق بن عايشة، والفيلم العراقي (الرأس) للمخرج العراقي الراحل فيصل الياسري. كما عمل شميط مساعد مخرج ومديراً للإنتاج في عدد من الأفلام اللبنانية والعربية والأجنبية بين أواخر الستينيات وأواخر السبعينيات.