إفراطٌ وتفريط
حسين سامي الجعفري
يصدُق الآن، من يقول، وبكلّ صراحةٍ، أن مُعظم الناس في هذه الحالات المتصاعدة، يذهبون إمّا للإفراط أو التفريط، تاركين خلفهم ماضٍ طويل وعميق، يمكّنهم من طرح واتّخاذ ما هو أكثر عفّةً وصواب!بلا أدنى شك، نحن العراقيون، الذين ومنذ عقود، لم يعتادوا الراحة والسكينة يومًا، لأسبابٍ عدّة لسنا بصددها الآن، نرى الطرفَين عدوَّين شرسَين لنا. فالأول، وحلفاؤه، لا يريد تركنا نعيش بسلام واطمئنان، وهذا ما شهده التاريخ، وما زال. والآخر، فقد عاثَ بأرضنا فسادًا غزيرًا لا ينساه الشعب طوال حياته. سرقنا، قتلنا، استبدّنا، حجّمنا، جعل النفيَ مصير من يخرج بقولِ حقٍّ وصدق تجاهه. لا أتكلّم بلسانٍ طائفيّ يملؤه الحقد والكراهية، كما يصرّح بعض السنة، ولا بلسانٍ عنصريّ نابع عن فكر متحجّر، كما بعض الشيعة، إنما بمنطق عقلانيّ يبحث عن السلام أينما كان.نحن نرفض وبشدّة، كلّ الانتهاكات الخطِرة التي تجري في الجارة إيران «شعبًا»، من قبل الكيان الغاصب المجرّد من الإنسانية بكلّ معانيها. ولكن، قد نبغي أحيانًا، إبعاد القادة والمسؤولين الإيرانيين الذين تحكّموا بمصير شعبنا منذ 2003 وللآن! خصوصًا أولئك من تلطّخت أيديهم بدماء الأبرياء العُزّل، سواء كان بالقتل أو أيّ كان! من وجهة نظري، أن الوقت الحالي، لعلّه من المناسب لإحداث تغيير جذريّ في بلدنا، مع سهولة طرد الميليشيات الإسلامية من مواقعها، لإعلان دولة عراقية مدنيّة علمانية مجرّدة من التحزّبات والانتماءات الطائفية والعنصرية.