واحد بأثنين
مازن الحيدري
قد تكون مباراة نهائي أندية ابطال اوربا يوم امس سببا في دفع ذاكرتي نحو استذكار نادي (واحد باثنين) الذي يضم عددا كبيرا من الاعضاء الذين تزوجوا على مدى سنوات عديدة يوم كان سعر صرف الدينار العراقي ثلاثة دولارات!! حيث تظهر سجلات المحاكم المدنية وعقود الزواج بان قيمة المهر المتقدم كانت الف دينار والمهر المؤخر ألفي دينار فقط!!
وخلال حقبة الثمانينات افتتح نادٍ آخر بعنوان (خمسة بعشرة) ونجح في ضم عشرات الآلاف من الاعضاء الجدد وانا منهم وقد استفدنا في حينها من السلفة الحكومية ام الالف دينار لتغطية تكاليف غرفة النوم ذات الكنتور ابو ستة ابواب وملحق والتي مازالت على قيد الحياة، وانا كذلك مازلت محافظا على تجديد عضويتي في هذا النادي العريق على الرغم من الانهيار الدراماتيكي الذي تعرض له الدينار العراقي بعد واقعة غزو الكويت والتي جاوزت تأثيراتها السلبية جانب القدرات العسكرية والاقتصادية وطالت جوانب مهمة من الحياة الاجتماعية للشعب العراقي!!
وبعيدا عن السياسة وتفاصيلها الخانقة لابد من الاشارة إلى شيوع ظاهرة ارقام المهور المنفلتة التي يشهدها المجتمع ومدى تأثيرها على الشباب الذين يحاولون ولوج نادي المتزوجين ..
ارتفاع المهور والتركيز على مظاهر البذخ التي ترافق حالات الزواج اصبحت عقبة حقيقية امام الكثيرين.. ورغم قناعتي بأن دوام الحال من المحال وان علينا التكيف والتأقلم مع المتغيرات التي نعيشها لكني اتمنى أن نحافظ على بعض التفاصيل والطقوس والعادات الاجتماعية الجيدة، وهذه محاولة لاحياء ذكرى نادي واحد بأثنين ونادي خمسة بعشرة اللذان حققا مركز الصدارة على مدى عقود طويلة!!