توّقيع عقد تعزيز مشاريع نقل وتوزيع الطاقة في إطار إتفاقية العراق والصين
تراجع إمدادات الغاز الإيراني يعود إلى واجهة أعذار نقص ساعات التجهيز
بغداد - قصي منذر
تواجه وزارة الكهرباء العراقية، أزمة حقيقية في تأمين الطاقة اللازمة لتشغيل محطات توليد الطاقة، محملةً المسؤولية بالكامل على نقص الغاز الإيراني، كذريعة لتغطية فشلها في تحسين ساعات التجهيز للمواطنين. وقال بيان للوزارة تلقته (الزمان) أمس إن (الوزارة تواصل جهودها الحثيثة لتحقيق استقرار تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين من خلال تنويع مصادر الطاقة والوقود، وتطوير البنى التحتية، وإجراء الصيانات الدورية للمحطات، وتعزيز كفاءة شبكات النقل والتوزيع، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها)، من جانبه، قال مدير مديرية الوقود في وزارة سعد فريح أمس (حصول انخفاض حاد في واردات الغاز الإيراني خلال شهر آيار الجاري، إلى 20 مليون متر مكعب يومياً، بدلاً من 45 مليون متر مكعب وفق العقد المبرم بين البلدين، مما تسبب بخسارة نحو 3500 ميغاواط من الإنتاج)، وأضاف إن (التحدي سيكون أكبر في شهر حزيران المقبل، إذ من المفترض أن ترتفع الإمدادات إلى 55 مليون متر مكعب يومياً، وفي حال استمرار الوضع الحالي، ستفقد البلاد ما يقارب 5300 ميغاواط من الطاقة الإنتاجية، لاسيما مع تزامن ذلك مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال)، مؤكداً إن (الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة النفط على إعداد خطة لتعويض النقص الحاصل في الغاز، وذلك من خلال توفير بدائل، أبرزها زيت الغاز، لتشغيل المحطات الكهربائية).
ضمان استمرارية
ولفت إلى إن (هذا الإجراء يهدف إلى ضمان استمرارية عمل المحطات، مع تقليل الفارق في كفاءة الإنتاج بين استخدام الغاز الطبيعي واستخدام الوقود السائل مثل زيت الغاز)، ومضى إلى القول (أننا نترقب إنجاز مشروع المنصة العائمة التي تنفذ حاليا في خور الزبير لاستقبال شحنات غاز من دول خليجية وعربية واجنبية، مما سيسهم في تعزيز إمدادات الوقود)، وأوضح فريح إن (أغلب محطات الكهرباء قد أكملت دورة الصيانات الشاملة التي نفذتها شركات عالمية رصينة مثل سيمنس وجنرال إلكتريك، وتنتظر فقط توفير الوقود المشغل لتعمل بكامل طاقتها الإنتاجية)، مجدداً (التزام الوزارة المستمر بتحسين واقع الطاقة الكهربائية وتلبية احتياجات المواطنين، برغم كافة التحديات). فيما وقعت الوزارة، اتفاقية استراتيجية مع شركة باور جاينا الدولية لتنفيذ مشاريع حيوية في مجالي نقل وتوزيع الطاقة، ضمن إطار الاتفاقية الإطارية العراقية الصينية.
وأوضح البيان إن (الاتفاقية الجديدة تشمل إعداد دراسات الجدوى والتخطيط الفني من قبل الشركة الصينية، مع تغطية كاملة لمراحل التصميم والتجهيز والتنفيذ للمشاريع المستهدفة)، مشيراً إلى إن (الطرفين سيستفيدان من التسهيلات المتاحة ضمن الاتفاقية الإطارية لتسريع تنفيذ المشاريع وفق الأولويات الوطنية)، وتابع عن (هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الحكومة ووزارة الكهرباء لتحقيق استقرار في منظومة الطاقة الوطنية وتعزيز كفاءتها، ما سينعكس إيجاباً على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتلبية الاحتياجات المتزايدة للكهرباء في البلاد). وكانت وزارة النفط، قد أعلنت موعد عقد منتدى دولي للطاقة في بغداد، بحضور وزراء الطاقة والنفط في 12 دولة. وقالت الوزارة في بيان سابق إن (بغداد تستعد لاحتضان منتدى بغداد الدولي للطاقة، أحد أبرز الفعاليات الدولية في قطاع الطاقة، مطلع شهر أيلول المقبل)، مؤكداً إن (تنظيم هذا الحدث جاء برعاية الوزير حيان عبد الغني السواد)، وتابع إن (الدعوات الرسمية لحضور المنتدى وجهت إلى وزراء الطاقة والنفط في 12 دولة، بالإضافة إلى كبار التنفيذيين في كبريات الشركات النفطية العالمية، ونخبة من الخبراء والمختصين في مجالات الطاقة المختلفة).
محاور حيوية
ومضى البيان الى القول إن (المنتدى سيتناول في جلساته محاور حيوية تتعلق بمفاهيم الاستدامة البيئية والابتكار التكنولوجي وتطورات أسواق الطاقة العالمية، فضلًا عن التحديات والفرص التي تشهدها المنطقة في هذا السياق)، وشدد البيان على القول إن (المنتدى يعد تجسيدًا لتوجهات العراق المستقبلية في تطوير قطاعات النفط والغاز والطاقة المتجددة، كما يعكس التزامه بدوره الفاعل في ترسيخ الحوار الإقليمي والدولي بشأن مستقبل الطاقة العالمي).