الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل تعلم وزارة الخارجية أم لاتعلم  ؟

بواسطة azzaman

هل تعلم وزارة الخارجية أم لاتعلم  ؟

صلاح الربيعي

 

أعداد كبيرة من المواطنين العراقيين المغتربين وهم بالآلاف توزعوا في بلدان مختلفة بعد أن جار عليهم الزمن وغادروا العراق مجبرين بسبب سياسات السلطات الحاكمة المتعاقبة الموصوفة بالظلم والفشل والفساد والتي لم تغير من أحوالهم بشيء إيجابي يستحق الذكر وكلما تولت سلطة جديدة على رقاب العراقيين إلا وزادتهم ظلماً وقهراً وإذلالاً بأكثر ممن سبقها وذلك من خلال الآليات الإدارية  البيروقراطية الفاشلة المتعثرة والمتبعة في معظم الدوائر القنصلية والسفارات في الخارج التي يدفع ثمنها الرعايا العراقيين المغتربين في دول العالم حيث ينطبق  على تلك الدوائر مقولة   ( حاج مايدري بحاج ) يعني شليلة وتايه رأسها .. وإذا أراد الله عز وجل أن يبتلي أحد الرعايا العراقيين الموجودين في الدول الأجنبية يجعله بحاجة الى إنجاز معاملة ما في الخارج سواء كانت وكالة عامة أو خاصة أو شهادة حياة أو تصديق وإصدار بعض الوثائق  الرسمية أو يروم العراقي الحصول على جواز سفر أو تجديده فانه سيحتار بزمانه لكون تلك القنصليات أو السفارات لاتعمل بآليات منطقية وطالما تعلن على مواقعها الالكترونية عن بوابة لتسهل إجراءات الرعايا العراقيين عند مراجعتهم تلك السفارات أو القنصليات ولكن للأسف لاصحة لذلك كون هذه المواقع معطلة ولاتعمل  لأيام وأسابيع وربما شهور متواصلة  بحيث لايتمكن صاحب المعاملة بالوصول الى الرابط أو رقم الهاتف  الذي تضعه تلك الدوائر القنصلية للحصول على المواعيد أو الإجابة على استفسارات المغتربين  ومشاكلهم وإيجاد الحل لها وهنا سيقف المواطن عاجزاً ينتظر الفرج من تلك الدوائر وتتعطل مصالحه المرتبطة بالوثائق الرسمية التي يجب إنجازها من خلال السفارات والقنصليات سيما وثيقة الإقامة المنتهية الصلاحية وضرورة تجديدها وهذا  مرتبط بصلاحية جواز السفر مما سيجعل المواطن بموقف حرج جداً بحيث  لايتمكن من السفر لاي مكان سيما بلده العراق !! فهل تعلم وزارة الخارجية بتلك المشاكل التي أخذت بالتفاقم وفي أكثر  الدوائر القنصلية العراقية وذلك بسبب عدم وجود آليات حديثة تخفف معاناة العراقيين في إنجاز معاملاتهم  وكذلك سوء التخطيط  وعدم فهم الموظفين لواجباتهم الإدارية وعجزهم عن تنظيم مواعيد المراجعات  والمعاملات للعراقيين المغتربين الذين اغلبهم بعيشون بظروف صعبة ومعهم اطفال وطلبة مدارس وجامعات ويرتبط مستقبلهم بهذه المعاملات إضافة الى عدم وجود بوابة فعالة  للوصول الى المعنيين لغرض التقدم لهم بالشكاوى عند حصول المظلومية في تلك الدوائر وان الهواتف التي تعلن عنها تلك السفارات والقنصليات والمخصصة للحصول على المواعيد أو الحصول  على حل لمشكلة ما هي مجرد للإعلام فقط ومغلقة على مدار الساعة ولايوجد  مسؤول عنها  سيما سفارة العراق في برلين والقنصلية في  فرانكفورت وكذلك  السفارات العراقية في  دول أخرى فهي تعمل  بنفس النمط الإداري الفاشل والذي جعل الكثير من الرعايا  العراقيين يصيحون بالويل والثبور من تعطل أمورهم وبالذات عدم إمكانية حصولهم على مواعيد قريبة لإنجاز معاملاتهم المختلفة ولا الهاتف المعلن عنه فعال   ولا البريد الالكتروني يرد على الرسائل !! فالى أين يتجه المواطن المغلوب على أمره ؟ والى من يقدم شكواه ؟ فهل يعلم السيد وزير الخارجية بهذه الكوارث التنظيمية والإدارية  ام لايعلم ؟؟ وهل السفارات مع موظفيها وجدت لغرض السياحة والإستجمام واستلام الرواتب المميزة فقط أم وُجِدَت لخدمة العراقيين المغتربين في الخارج ؟؟ وهل ينظر السيد وزير الخارجية العراقي الى مستوى الخدمات التي تقدمها السفارات الأجنبية لرعاياها في الدول ويقارنها مع مستوى الخدمة البائسة التي يتلقاها العراقي في الخارج  ؟؟ ومن المؤسف جداً  كل أخطاء القنصليات وتعثر عملها تُلقى  على عاتق دوائر وزارة الداخلية ومديرية الجوازات العامة فيها  ويتصور المواطن تعطل معاملاته القنصلية سببه دوائر الداخلية ولكن للإنصاف ان وزارة الداخلية ومنتسبيها يقدمون خدمات جليلة للمواطنين العراقيين في الداخل والخارج وبكل حرص وجدية واخلاص ويبذلون أقصى الجهود لإنجاز المعاملات دون تأخير  ولكن العلة الحقيقية هي في وزارة الخارجية التي لم  تضع حلولاً ناجحة للقضاء على التلكؤ وتأخر معظم  المعاملات المتعلقة بالدوائر القنصلية لأيام طويلة بالرغم من دعم الحكومة المركزية اللامحدود وبالرغم من وجود كوادر كفوءة بين صفوف العراقيين الا أن الخارجية لاتسعى لتوظيف من تحتاجه منهم بل تتباكى دائماً  وتقول بإنها تعاني نقصاً في الكوادر  والمعدات والأجهزة الفنية وهذا  غير صحيح وانما هو سوء التخطيط في الإدارة مما يعطل إنجاز المعاملات بالوقت المناسب واختصار مدة المواعيد لأيام بدلاً من أن تمتد الى فترة السنة أحيانا لأجل أن يحصل المواطن على موعد مراجعة فقط هذا  ماعدا مدة أيام إنجاز المعاملة فهل هذا منطقي ومعقول ؟ وهل توجد دولة في العالم حتى لو كانت دولة متخلفة عن ركب التقدم العلمي يتأخر فيها إصدار الجواز مدة ثمانية أشهر أو ربما عام كامل !!  فمن سيتحمل مسؤولية ضياع الوقت عند الرعايا والطلبة العراقيين وأبنائهم بسبب تأخير إصدار أو تجديد جواز السفر لهم أو تعطيل تصديق الوثائق الأخرى ودون إكتراث من المعنيين ؟ 

والى متى يبقى العراقي مسلوب الحقوق والإرادة ؟ هذه مناشدة على لسان العراقيين في الخارج مليئة بالألم نعرضها من خلال منبر صحيفة الزمان الغراء لكل مسؤول في الحكومة مازال يشعر بمعاناة العراقيين ويحافظ على كرامتهم وهيبتهم وحقوقهم الانسانية أمام دول العالم .. أقفوا الفشل والبيروقراطية بعملكم الإداري في السفارات والقنصليات  وصححوا  أخطائكم وانصفوا رعاياكم لأنهم سيكرهونكم ويكرهون وطنهم بسبب هذا الاخفاق الذي طال أجله وعلى الخارجية العراقية أن تعمل بجدية وتصحيح الوضع المتعثر  في دوائرها وإيجاد  الحلول العاجلة لتلك المشاكل التي لاتحتاج سوى اصحاب الضمائر الحية وأهل الشعور بالمسؤولية تجاه العراقيين أينما كانوا .


مشاهدات 123
الكاتب صلاح الربيعي
أضيف 2025/05/21 - 2:52 PM
آخر تحديث 2025/05/22 - 2:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 746 الشهر 28406 الكلي 11022410
الوقت الآن
الخميس 2025/5/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير