مساحة فوتوغرافية حية في معرض الراوي بفرنسا
50 عاماً من أرشيف الذاكرة العراقية يسردها أصحابها
باريس - فراح شوقي
على مدى يومين ، انتشر عبق ذكريات عراقية عمرها نحو خمسين عاما على جدران اهم القاعات الفنية في عاصمة النور باريس، مثلت قصص لزمن جميل رواها اصحابها، وذلك في معرض بيت الذاكرة للفنان باسل الراوي القادم من ايرلندا.
المعرض يهدف لاحياء الذاكرة الجمعية للعراق وشتاته ، وقد جمع بين تقنيات الواقع الافتراضي والسرد الشخصي على شكل صور ارشيف شخصي، نظم بالتعاون مع منظمة ارث العراق وهي منظمة غير ربحية تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي العراقي وتدعم نتاجات ونشاطات الفنانين العراقيين والهواة في المنفى.حظي المعرض بجمهور فريد ، خصوصا من الشباب العراقي من ابناء الجيل الثاني من المغتربين لمعرفة المزيد من ذكريات اهاليهم في العراق .
عن معرضه يقول الفنان باسل( المعرض جزء من بحثي الاكاديمي الذي قدمته لصالح كلية غلاسكو للفنون في ايرلندا ، حيث طورت مشروعاً فنياً تفاعلياً يتجاوز فكرة الأرشيف بوصفه مجرد حاوية للصور، ليصبح مساحة حية تُروى فيها القصص وتُستعاد فيها المشاعر، على لسان اصحابها ، اي اننا لا نعرض أرشيفاً بارداً، بل نعيد بناء بيت ذاكرة جماعي، تتقاطع فيه السير الذاتية مع المسارات التاريخية. في عالم محكوم بالنسيان، نحن نُصغي إلى الصوركيف تتحدث).واضاف:(الفكرة بدأت من ذكريات والدي ثم توسعت لتشمل عوائل عراقية تفاعلت مع الفكرة واضافت لها الكثير وذلك عبر احياء الصور المنسية والتي عبث بها الزمن الى ارشيف تشاركي بصري ينبض بالحياة ويضاف له شهادات رقمية تظهر العراق بطريقة جديدة، وهي دعوة للتأمل والمشاركة).
ارث العراق
اما الشاب شاذل نواف طاقة، مؤسس منظمة إرث العراق، فيقول:( هذا هوالمعرض الثاني الذي تدعمه المنظمة، والفكرة كانت عبارة عن رسالة دكتوراه خاصة بالفنان الراوي و كيف يمكن ان نهتم بالارشيف الخاص بالعراق في وقت لايوجد من يهتم به ، ما يعني استخدام الفن كأداة لمقاومة المحو، وصون الذاكرة، وتعزيز الحوار بين الثقافات وقد لاقت فكرة الراوي استقبالا جيدا من قبل العديد من العوائل العراقية التي بدأت بأرسال ذكرياتها وتفاصيل تلك الذكريات عبر الصور القديمة بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي، وهي فرصة لنعرف الجمهور والجيل الجديد كيف كانت حياة العراقيين في الخمسين سنة الماضية، اضافة الى هدف اخر هو ان نكون وسيلة للتواصل بين العراقيين في الخارج والداخل).
السيدة وعد الجواري ، احدى النساء الحاضرات للمعرض ، لم تستطع ان تمنع دموعها من الانفلات امام صور الذكريات القديمة للعراقيين واهم المناطق التي قالت انها عاشتها بالفعل خلال سنوات شبابها وشروحات الصور كانت ناطقة بالحقيقة التي يحنون بالعودة اليها.
يُذكر أن باسل الراوي هو فنان متعدد التخصصات، يعمل في مجالات التصوير الفوتوغرافي والواقع الافتراضي والفن التركيبي، وتتركز أعماله على مفاهيم الذاكرة والهوية والسياسات البصرية. سبق أن عُرضت أعماله في مؤسسات مرموقة مثل المتحف الأيرلندي للفن الحديث في دبلن، ومعرض المصورين في لندن، وبينالي لاهور، وغيرها.